تلفزيون سوريا وأهمية دوره في التعبير عن الثورة وأهدافها

2024.04.24 | 06:16 دمشق

آخر تحديث: 24.04.2024 | 06:16 دمشق

57857577777777777777777
+A
حجم الخط
-A

كانت وسائل الإعلام - التلفزيون والصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي - تلعب دورًا محورياً في إيصال ما يدور حول العالم إلى الجمهور، وفي يومنا هذا تجاوزت هذا الدور لتشمل العمل على المطالبة بحقوق الشعوب من خلال تسليط الضوء على الصعوبات والعقبات التي تواجههم، وإبرازها للرأي العام وصنّاع القرار، بما يخدم تطلعات الشعوب، وبذات الوقت تعريف الشعوب بواجباتهم المترتبة عليهم.

كما أن من واجبات وسائل الإعلام حماية مبادئ المجتمع وحماية مكتسباتهم، فضلاً عن تأمين قنوات معرفة للجمهور المستهدف بما يضمن لهم التعرف على الخبرات والتجارب. كما تلعب وسائل الإعلام دوراً سلبياً في تعزيز قوة المستبدين، إلا أنها في المقابل تلعب دوراً ايجابياً في فضح سلوكهم، و نشر أفكار الحرية والمطالبة بالتغيير لواقع أفضل، ونشر التحرر من الاستعباد والتبعية ونيل الشعوب لحريتها ولتحقيق التغيير المنشود.

وانطلاقاً من ذلك عملت مجموعة من القنوات التلفزيونية ومنها تلفزيون سوريا إلى جانب العديد من المؤسسات الإعلامية لمساندة أصوات الثورة السورية المنادية بالحرية والعدالة الاجتماعية وحماية أهدافها وتعرية سياسات نظام بشار الأسد أمام المجتمع السوري والعالمي.

وانطلاقاً من هذه المقدمة يتناول هذا المقال دور تلفزيون سوريا ببرامجه وأدواته في فضح سياسات النظام وحماية الثورة السورية وأهدافها.

فضح سياسات النظام

منذ انطلاقته، عمل تلفزيون سوريا على تسليط الضوء على سياسات النظام من تشريعات وقوانين يقرها، وسلوكيات يمارسها، ومشاريع ينفذها تكون في الأساس لخدمة مصلحته في الدرجة الأولى حتى لو تضاربت مع مصالح الشعب عامة. فعلى سبيل المثال دائما ما يناقش برنامج "الثلاثاء الاقتصادي" الذي يعرض على تلفزيون سوريا القرارات الاقتصادية التي يقرها النظام، وانعكاساتها على الظروف المعيشية للمواطن السوري، كما وضحت القناة عبر البرنامج كيف انعكس قانون مصادرة الدولار على واقع وحياة السوريين وما له من تبعات سلبية على قيمة الليرة السورية والتضخم، وفي مثال آخر طرح البرنامج ذاته المحاولات الإيرانية للسيطرة على الاقتصاد السوري من خلال الاستثمارات التي يقدمها نظام الأسد لهم.

وحاولت القناة عبر برنامج آخر يحمل اسم "ما تبقى" تسليط الضوء على فساد النظام منذ تأسيسه، كما يحاول البرنامج ذاته تغطية سياسات النظام التي يسعى من خلالها إلى ترسيخ سلطته وأدواتها ونفوذه على المجتمع السوري.

في المحصلة نجد أن لتلفزيون سوريا دوراً مؤثراً في طرح وتعرية سياسات نظام بشار الأسد الذي يهدف من خلالها إلى إحكام قبضته على الشعب السوري وتحقيق أكبر قدر من الفائدة العائدة عليه وعلى حاشيته.

دور تلفزيون سوريا في التعبير عن أهداف الثورة

تحاول قناة سوريا عبر برامجها المتنوعة وخطها التحريري حماية المسار الصريح والواضح لقيم الثورة السورية، حيث تعبر عن ذلك في كافة برامجها التي تفضح فيها ممارسات نظام بشار الأسد، وفي الوقت ذاته تركز على حقوق الشعب السوري في الحرية والعدالة الاجتماعية دون تمييز بين الطوائف والمذاهب والقوميات. وبذلك شكلت القناة أرضية صلبة للدفاع عن أدبيات ومسار الثورة السورية.

ومنذ انطلاقتها تحاول قناة سوريا تسليط الضوء على واقع الداخل السوري بكل مناطقه. إذ مثلت القناة صوت المعارضة في شمال غرب البلاد، وركزت على طرح العقبات والمشكلات التي يواجهها سكان تلك المنطقة فيما يتعلق بإدارة المنطقة إدارياً واقتصادياً وعسكرياً، ولم تكتفِ القناة بطرح المشكلات فقط، بل تعدى دورها لتحاول طرح الحلول التي تتناسب مع واقع كل منطقة.

من مبدأ رفض كل السياسات القمعية والاستبدادية والتي تفضي إلى التعدي على حقوق السوريين.

تدعم القناة الحراك السلمي في كل مناطق سوريا سواءً التي تخرج ضد نظام بشار الأسد والتي كان آخرها احتجاجات السويداء، أو التي تخرج ضد المجموعات المسلحة كالتي خرجت ضد سياسات الجولاني في إدلب، من مبدأ رفض كل السياسات القمعية والاستبدادية والتي تفضي إلى التعدي على حقوق السوريين.

كما تحاول القناة بشكل مستمر متابعة العملية السياسية التفاوضية مع النظام في كل ما يتعلق بسياقاتها وتطوراتها التي يقودها الائتلاف ولجنة التفاوض وذلك ضمن مساعي الدور الإعلامي الذي يهتم بالمراقبة والإفصاح عن كامل تطورات العملية السياسية للشعب السوري.

وتلاحق القناة أخطاء مؤسسات المعارضة السورية بكافة مسمياتها تحت بند المساءلة وتصحيح المسار، وليس ضمن المسار الهدام، بما يضمن تصحيح الأخطاء وإبقاء المعارضة تحت المساءلة البناءة.

كما تنقل القناة كافة المستجدات والأحداث المحلية والإقليمية والعالمية المرتبطة بتطورات الملف السوري، وتسلط القناة الضوء على واقع السوريين في كل دول المهجر، وتناقش العقبات التي يواجهونها وتدافع عنهم، وتبرز الحقوق المترتبة عليهم. وكجزء من المسؤولية المجتمعية التي تولي القناة أهمية كبيرة لها تدعم قناة سوريا المنظمات المنخرطة في العمل الثوري، مثل اتحاد طلبة سوريا المنتشر في تركيا ومناطق شمال سوريا وألمانيا، وهي منظمة تدعم الطلاب السوريين على شكل نقابة.

تتبنى القناة قيم الثورة وتدافع عنها بحسب ما تطرحه برامجها، وتحمل على عاتقها حماية المسار الصحيح للثورة.

حاولت هذه المقالة تسليط الضوء على دور قناة سوريا كجزء من مجموعة المؤسسات الإعلامية والبحثية السورية التي تدعم أهداف وأدبيات الثورة السورية. حيث تتبنى القناة قيم الثورة وتدافع عنها بحسب ما تطرحه برامجها، وتحمل على عاتقها حماية المسار الصحيح للثورة من خلال فضح جرائم نظام بشار الأسد أمام المجتمع الدولي، وملاحقة وتقصي السياسات الصادرة عن النظام على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي يحاول من خلالها إحكام سيطرته ونفوذه على المجتمع السوري.

كما تحاول القناة المحافظة على مسار الثورة من خلال وضع كافة مؤسسات المعارضة تحت المساءلة المستمرة. وبذلك لعبت قناة سوريا دوراً مؤثراً على صعيد مواجهة سياسات الأسد والمحافظة على نهج وأدبيات وأهداف الثورة السورية.