icon
التغطية الحية

تقرير: تمرد بريغوجين أحبط صفقة وشيكة لتحويل سوريا إلى أكبر قواعد "فاغنر" بالعالم

2023.07.01 | 17:36 دمشق

رئيس النظام السوري بشار الأسد، قائد مجموعة "فاغنر" الروسية (تعديل:تلفزيون سوريا)
رئيس النظام السوري بشار الأسد، قائد مجموعة "فاغنر" الروسية (تعديل:تلفزيون سوريا)
تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

كشفت وسائل إعلام بريطانية عن مفاوضات متقدمة بين نظام بشار الأسد وقادة مجموعة "فاغنر" الروسية، قبل أسبوعين، حول صفقة لتحويل سوريا إلى أكبر قاعدة للمجموعة في العالم، ولكن تمرد الأخيرة أفشل المخطط.

وقالت شبكة "آي تي في" البريطانية، الخميس الماضي، إن بشار الأسد وزعيم "فاغنر" يفغيني بريغوجين اقتربا من الموافقة على زيادة عدد "مرتزقة فاغنر" في سوريا من 4 آلاف إلى 70 ألفا خلال الأشهر المقبلة.

وأضافت، نقلاً عن مصادر دبلوماسية غربية، أن التمرد المسلح الذي قاده بريغوجين في روسيا السبت الماضي نسف المفاوضات المتقدمة بين نظام الأسد ومجموعة "فاغنر".

بحسب التقرير البريطاني، كان الهدف من الخطة جعل سوريا القاعدة العالمية الرئيسية للتنظيم.

في 2015، استعانت القوات الروسية بعد تدخلها العسكري في سوريا بمجموعة "فاغنر" للقتال إلى جانبها، وأوكلت إليها عددا من المهام أبرزها حماية حقول النفط ومناجم الفوسفات وخاصة في البادية السورية. 

إرضاءً للكرملين

أشار التقرير إلى نظام الأسد كان على استعداد للموافقة على زيادة عدد مقاتلي "فاغنر" في سوريا بأكثر من عشرة أضعاف، معتبراً هذه الخطوة طريقاً لتعزيز العلاقات مع الكرملين، لكنه فوجئ بمحاولة المجموعة القيام بانقلاب في موسكو.

وأوضح التقرير، قبل أقل من أسبوعين من اندلاع التمرد، كان ممثلو بريغوجين في دمشق يتفاوضون مع النظام السوري على اتفاقية جديدة من شأنها زيادة ترتيب قوات مجموعة "فاغنر" في سوريا في الأشهر المقبلة من نحو 4 آلاف مقاتل إلى ما يقرب من 70 ألفاً.

وبحسب التقرير، اشترط نظام الأسد على أن يتمركز نصف قوات "فاغنر" على الأقل في سوريا، للانتشار في المناطق الساخنة خاصة في شمال غربي البلاد، بينما سيتم إرسال البقية إلى أوكرانيا أو مالي أو جمهورية إفريقيا الوسطى.

ومثل نظام الأسد في المحادثات ياسر إبراهيم، وهو شخصية سياسية بارزة وُصِفت بـ "تابع الأسد" إلى جانب مسؤولين من القصر الرئاسي.

ولفت التقرير إلى أن الصفقة تم التخطيط ووضع حجر الأساس لها خلال زيارة قام بها بشار الأسد إلى الكرملين في آذار/مارس الماضي.

صفقة مربحة

وفقاً للتقرير، يهدف نظام الأسد من وراء الصفقة إلى كسب عقود تبلغ قيمتها ملايين الدولارات مع شركات يفغيني بريغوجين، إضافة لإرضاء الروس وعدم المخاطرة بالدعم العسكري المباشر الذي يتلقاه من موسكو.

وأشار التقرير إلى أن العقود الحالية تقدر بعشرات الملايين من الدولارات شهرياً، وتسمح لقائد القوات شبه العسكرية باستغلال بعض الموارد الطبيعية لسوريا، مثل صناعات النفط والغاز مقابل وجود قواته في ساحة المعركة.

فشل الصفقة

بعد ساعات من توقف زحف قوات "فاغنر" باتجاه موسكو، توجه نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين إلى دمشق، وأبلغ الأسد شخصياً أن مجموعة "فاغنر" ستتوقف عن العمل بشكل مستقل في سوريا.

كما أشارت العديد من التقارير إلى أن الشرطة العسكرية الروسية في سوريا ألقت القبض على العديد من مقاتلي "فاغنر".

يذكر أن بريغوجين نفذ، السبت الماضي، ما اعتبرته روسيا "تمردا مسلحا" عبر دخول قواته مدينة روستوف قبل التوجه إلى مدينتي فورونيج وليبيتسك.

لكنه أعلن مساء اليوم ذاته سحب مقاتليه إلى معسكراتهم "تجنبا لسفك الدماء الروسية" بناء على وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو حليف بوتين وصديقه.

وبموجب الصفقة يتم كف البحث عن بريغوجين بعد نفيه إلى مينسك، وعودة مقاتليه إلى معسكراتهم بضمان من الرئيس فلاديمير بوتين، ووزارة الدفاع الروسية.

"فاغنر".. جيش الظل في سوريا

وعرف السوريون "فاغنر" من خلال جرائم وحشية ارتكبها مرتزقتها في سوريا، بما في ذلك القتل والاعتقال والتنكيل بالجثث ونهب الآثار، ويؤكد أحد مقاتلي المجموعة المنشقين أن مؤسسها الأول، ديمتري أوتكين، أمر بتصوير مقاطع فيديو لعناصر يهشمون رؤوس الفارين من جيش النظام ونشرها لبث الرعب في نفوس عناصر الجيش ومنعهم من الانشقاق.

وسافر أوتكين إلى سوريا في أيلول من عام 2015، عقب التدخل العسكري الروسي في سوريا دعما لبشار لأسد.

واتهمت الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية ودول غربية مجموعة "فاغنر" بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في سوريا وجميع أرجاء إفريقيا. 

وكان الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية بافيل باييف قد وصف "فاغنر" بأنها "جيش الظل" لروسيا من حيث انتشارها الواسع في الأراضي السورية، مشددا على أن "المشكلة مع مقاتلين مثل فاغنر أنه لا يمكن السيطرة عليهم على الدوام".

أمس الجمعة، كشف فيلم وثائقي، بثته قناة الجزيرة، أسرارا تتعلق بمجموعة "فاغنر" وارتباطها بالكرملين وطرق التجنيد في صفوفها، ومناطق انتشارها في مختلف دول العالم.

وسلط الفيلم الضوء على انتهاكات مقاتلي فاغنر في سوريا من ضمنها شريط فيديو "تعذيب وحشي" يعود إلى حزيران/يونيو 2017 وتم تصويره في سوريا.

وأظهر الفيديو تعرض جندي منشق عن جيش النظام السوري للضرب بمطرقة ثقيلة قبل أن يقوم مقاتلو فاغنر بتقطيع أطرافه وتعليقه من رجليه ثم إشعال النيران في جسده.