icon
التغطية الحية

تقرير أممي يكشف الجهات الأكثر تجنيداً للأطفال في سوريا

2023.06.29 | 11:03 دمشق

آخر تحديث: 29.06.2023 | 11:37 دمشق

تقرير: تصاعد تجنيد الأطفال في سوريا و"قسد" في المقدمة
مقاتلات من "قسد" يحملن أسلحتهن خلال حفل تخرج في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا (رويترز)
 تلفزيون سوريا - وكالات
+A
حجم الخط
-A

كشف تقرير أصدرته الأمم المتحدة، ازدياد تجنيد الأطفال في سوريا بشكل مطرد خلال السنوات الثلاث الماضية، خصوصاً على يد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) يليها الجيش الوطني، على الرغم من انحسار القتال في البلاد. 

ووفقاً للتقرير الذي نقلته وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية يوم الأربعاء، فإن تجنيد الأطفال في سوريا آخذ في الازدياد، حتى مع انتهاء القتال في معظم أرجاء البلاد، إذ سجل خلال السنوات الثلاث الماضية ازدياداً كبيراً من 813 في عام 2020 إلى 1296 في عام 2021 و 1696 في عام 2022.

وبحسب إحصائية نشرها التقرير فإن ثلث هذه الحالات أو 637 طفلاً جندتهم "قسد" والجماعات المرتبطة بها في شمال شرقي سوريا عام 2022، بينما جاء الجيش الوطني في المرتبة الثانية بعدد يبلغ 611 حالة، و383 حالة من قبل هيئة تحرير الشام في مناطق شمال غربي سوريا، بينما اقتصرت أعداد من جندتهم قوات النظام والميليشيات التابعة لها 25 حالة فقط.

بسام الأحمد، المدير التنفيذي لمنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة، قال إنه يتم تجنيد الأطفال في جميع أرجاء سوريا، حيث "في بعض الحالات يتم تجنيد الأطفال قسراً، وفي حالات أخرى، يقوم القاصرون بالانضمام إلى هذه الجماعات لأنهم هم أو عائلاتهم بحاجة إلى الراتب، في حين ينضم البعض لأسباب أيديولوجية، أو بسبب الولاءات العائلية والقبلية، وفي بعض الحالات، يتم إرسال الأطفال إلى خارج سوريا للقتال كمرتزقة في صراعات أخرى".

وأشار التقرير إلى أن إنهاء ملف تجنيد الأطفال في سوريا معقد بسبب الأعداد الكبيرة للجماعات المسلحة العاملة في كل جزء من البلاد.

وكانت "قسد" وقعت خلال عام 2019، على اتفاقية مع الأمم المتحدة لحظر تجنيد من تقل أعمارهم عن (18 عاماً)، وتم إنشاء عدد من مكاتب "حماية الأطفال" في المنطقة التي تسيطر عليها.

ونقل التقرير عن المتحدثة باسم أحد مكاتب "حماية الطفل" التي تديرها "الإدارة الذاتية" التابعة لـ "قسد" نودم شيرو قولها إن "مكتبها تلقى 20 شكوى في الأشهر الخمسة الأولى من العام، حيث تم العثور على أربعة قاصرين في صفوف "قسد" وأعيدوا إلى عائلاتهم، بينما لم يكن الآخرون ضمن صفوف الجماعة المسلحة.

وتابعت: في بعض الحالات، يفترض الآباء أن أطفالهم أخذوا من قبل "قسد" بينما هم في الواقع مع مجموعات أخرى.

بسام الأحمد أكد من جهته أن التجنيد من قبل "قسد" انخفض بعد اتفاق 2019، إلا أنها لم تتدخل مع استمرار الجماعات الأخرى بمنطقتها في استهداف الأطفال.

ومن بين هؤلاء وفقاً للأحمد "الشبيبة الثورية التابعة لـ العمال الكردستاني"، والذي اعترف مسؤول فيها (طلب عدم الكشف عن اسمه)، بتجنيدهم للقصر إلا أنه أردف: "نحن لا نخطف أحدا ولا نجبر أحدا على الانضمام إلينا".

وأضاف: "هم أنفسهم يأتون إلينا ويخبروننا أنهم يعتزمون الانضمام لخدمة الوطن.. نحن لا نأخذ القصر إذا كانوا مترددين أو غير متأكدين".

وحول آلية التجنيد تابع المسؤول: "لا يتم إرسال القاصرين على الفور للخدمة المسلحة. وبدلاً من ذلك، فإنهم يشاركون في البداية بدورات تدريبية تعليمية وأنشطة أخرى، وبعد ذلك يتم إرسالهم إلى الجبل إذا أرادوا"، في إشارة إلى مقر حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل شمالي العراق.

"سوريا أسوأ بلد في تجنيد واستخدام الأطفال"

يشار إلى أنّ الشبكة السورية لـحقوق الإنسان أصدرت تقريراً بالتزامن مع "اليوم العالمي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء"، مطلع شهر حزيران 2022، جاء فيه أنّ الأطفال السوريين تعرّضوا للقتل والعنف الجنسي والتجنيد، خلال الـ12 عاماً الماضية.

وحمّلت "الشبكة السورية" عبر تقريرها، النظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني المسؤولية عن النسبة العظمى من الانتهاكات بحق الأطفال، التي يبلغ بعضها مستوى الجرائم ضد الإنسانية، مثل الإخفاء القسري والتعذيب والتشريد القسري.

وكان تقرير أممي صادر، في تموز 2022، أوضح أن سوريا هي أسوأ بلد في العالم من حيث تجنيد واستخدام الأطفال في النزاعات أيضاً، مشيراً إلى "تجنيد واستخدام 1296 طفلاً في سوريا، عام 2021، كان لـ1285 طفلاً منهم دور قتالي".

مَن هي "الشبيبة الثورية"؟

و"الشبيبة الثورية" أو ما يعرف كردياً بـ "جوانن شورشكر- Ciwanên Şoreşger"، هي مجموعة تتألف من شبان وشابات - معظهم قاصرون - لا يتبعون فعلياً لأي من مؤسسات "الإدارة الذاتية"، ويُقادون من قبل كوادر (قادة عسكريين) ينتمون لـحزب العمال الكردستاني.

وتتهم "الشبيبة الثورية" بالوقوف خلف عمليات تجنيد الأطفال والقاصرين وحرق مقار الأحزاب المعارضة لـ"لإدارة الذاتية" إلى جانب تهديد وخطف الناشطين السياسيين والمعارضين في المنطقة.