icon
التغطية الحية

بعد ازدياد حالات تجنيد الأطفال.. "قسد" تغلق مكتب "حماية الطفل" في الحسكة

2022.11.12 | 19:12 دمشق

من وقفة احتجاجية لذوي قاصرين مجنّدين قسراً في صفوف "قسد" بالحسكة - تويتر
من وقفة احتجاجية لذوي قاصرين مجنّدين قسراً في الحسكة - تويتر
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

أغلقت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مكتب "حماية الطفل في النزاعات المسلحة" التابع لها في محافظة الحسكة، تزامناً مع ازدياد حالات تجنيد الأطفال من قبل تنظيم "الشبيبة الثورية".

وقال مصدر من "الإدارة الذاتية" لموقع تلفزيون سوريا إن "قرار إغلاق المكتب جاء من دون إعلان رسمي بضغط من قادة عسكريين كبار في  قسد وذلك عبر ربط المكتب بهيئة المرأة وتخفيض صلاحياته وتوقيف رؤساء فروعه في الحسكة والقامشلي عن العمل".

وخلال الأشهر الماضية زادت حدة التوتر بين مسؤولي "مكتب الطفل" وقادة عسكريين من "قسد" على خلفية ازدياد حالات تجنيد الأطفال في صفوف الوحدات العسكرية وخروج مظاهرات لأهالي وذوي أطفال جندوا من قبل "تنظيم الشبيبة الثورية".

وأشار المصدر إلى أن "المكتب كان يعمل بشكل مستقل في السابق ويتبع وينسق بشكل مباشر مع مكتب قائد قسد، مظلوم عبدي، لمتابعة حالات خطف وتجنيد الأطفال".

وسبق قرار إغلاق المكتب منع مسؤولي "مكتب الطفولة" الظهور على وسائل الإعلام والحديث عن حالات تجنيد الأطفال، بحسب المصدر.

من جانبه ذكر مصدر من "قسد" أن قرار إغلاق "مكتب الطفولة" وتحويله لمكتب "هامشي وشلكي" ضمن "هيئة المرأة" جاء بعد ضغط كبير على قائد "قسد" و"الإدارة الذاتية" من قبل قادة عسكريين في "حزب العمال الكردستاني" يشرفون على قيادة "وحدات حماية الشعب والمرأة".

ويرى قادة "العمال الكردستاني" أن نشاط مكتب الطفل أسهم بزيادة التسليط الإعلامي على قضية تجنيد الأطفال ضمن صفوف وحدات حماية الشعب والمرأة، بحسب المصدر ذاته.

وأكدت أربعة عوائل من محافظة الحسكة فشلهم في التواصل مع "مكتب حماية الطفل" بعد تجنيد تنظيم "الشبيبة الثورية" لأطفالهم خلال الشهرين الماضيين.

"الشبيبة الثورية" ذراع "العمال الكردستاني"

وقالت سيدة من مدينة الحسكة لموقع تلفزيون سوريا إنها تواصلت مع رئيسي "مكتب حماية الطفل" في الحسكة والقامشلي وأخبراها أن المكتب أغلق وعليها مراجعة "هيئة المرأة".

كذلك ذكرت عائلة أخرى جُنّد ابنهم القاصر قبل نحو شهرين في القامشلي بأن مسؤولاً عسكرياً نصحهم بعدم محاولة استعادة ابنهم كونه لا مؤسسات "الإدارة الذاتية" الأمنية ولا قادة "قسد" يملكون النفوذ والصلاحيات القادرة على وقف عملية تجنيد الأطفال التي تدار من قبل قادة "العمال الكردستاني".

ويعتمد "العمال الكردستاني" على تنظيم "الشبيبة الثورية" في عمليات استقطاب وخطف وتجنيد الأطفال والقصر ضمن صفوف القوات العسكرية في محافظة الحسكة وعين العرب (كوباني) ومنبج وحلب وريفها الشمالي بشكل رئيسي.

وأنشأت "قسد" مكتب حماية الطفل بعد توقيع قائدها مظلوم عبدي خطة عمل مشتركة مع الممثل الخاص ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة السيدة فرجينيا غامبا في العام 2019 بهدف حماية حقوق الأطفال ومنع التحاق من هم دون سن الـ 18 بـ الوحدات العسكرية.

وفي حزيران الفائت صّدق المجلس العام في "الإدارة الذاتية" على قانون حماية الطفل والذي يتضمن 85 بندا ينص على "حماية الطفل ورعايته وتثقيفه، وشروط تشغيل الأطفال من حيث السن التي تسمح بذلك وساعات العمل اليومية ومنع تسوّل الأطفال".

من هي "الشبيبة الثورية"؟

"الشبيبة الثورية" أو ما يعرف كردياً بـ "جوانن شورشكر Ciwanên Şoreşger"، هي مجموعة تتألف من شبان وشابات - معظمهم قاصرون - لا يتبعون فعلياً لأي من مؤسسات "الإدارة الذاتية"، ويُقادون من قبل كوادر (قادة عسكريين) ينتمون لـ "حزب العمال الكردستاني - PKK".

وتتهم "الشبيبة الثورية" بالوقوف خلف عمليات تجنيد الأطفال والقاصرين وحرق مقار الأحزاب المعارضة لـ"الإدارة الذاتية" إلى جانب تهديد وخطف الناشطين السياسيين والمعارضين في المنطقة.

يذكر أن ما تسمى "الشبيبة الثورية" خطفت عشرات الأطفال الكورد منذ بداية العام الجاري وساقتهم إلى معسكرات "حزب العمال الكردستاني" في قنديل وشنكال.