icon
التغطية الحية

تسهيلات التأشيرة المصرية لفئات من السوريين.. لم شمل وفرص جديدة

2023.05.06 | 06:23 دمشق

أحد شوارع القاهرة (AFP)
أحد شوارع القاهرة (AFP)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

أصدرت وزارة الهجرة المصرية، في 15 من نيسان/أبريل الماضي، قرارا يقتضي بمنح تسهيلات جديدة للسوريين تتعلق بتأشيرة الدخول إلى أراضيها، يستفيد منها المقيمون في الدول الغربية والخليج واليابان.

ونص القرار على السماح بدخول فئات معينة من السوريين إلى الأراضي المصرية عبر جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية عن طريق الحصول على تأشيرة اضطرارية يتم الحصول عليها عند الوصول.

يشمل القرار السوريين الذين بحوزتهم إقامات وتأشيرات دخول سارية المفعول من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزلندا ودول منطقة الـ "شنغن" إضافة إلى اليابان والدول الخليجية، بشرط أن يكون جواز السفر السوري لديهم سارياً.

بحسب القرار الجديد، فإن التأشيرة الاضطرارية تمنح دخول الأفراد إلى مصر من دون مرافقين، مما يمنحهم إقامة سياحية مدتها 45 يوما فقط، وسيتم تقييم القرار عقب مرور 6 أشهر من تاريخ التطبيق.

يذكر أن مصر فرضت على السوريين، في عام 2013، الحصول على موافقات أمنية للحصول على تأشيرة دخول، مما اضطر البعض منهم للجوء إلى مكاتب التأشيرات ودفع مبالغ تراوحت ما بين 3 آلاف إلى 1500 دولار أميركي.

1
صورة عن القرار المصري تتضمن تسهيلات الحصول على تأشيرة دخول إلى أراضيها تشمل سوريين أيضاً (الإنترنت)

بعد غياب.. لم شمل العائلات

بدأ السوريون بالتوافد إلى مصر بشكل ملحوظ بعد صدور القرار والتأكد من تطبيقه عملياً، وهو القرار الذي كانوا بانتظاره منذ سنوات من أجل لم شملهم مع أسرهم المقيمة في مصر، أو حتى من أجل السياحة.

وصل محمد السليمان، سوري مقيم في السويد إلى مصر بعد غياب عن أسرته دام سنوات، يقول محمد، في حديثه لموقع"تلفزيون سوريا"، كنت دائما أحاول أن اجتمع مع إخوتي المقيمين في مصر منذ 2013، ولم أستطع بسبب صعوبة الدخول، ولكن بعد تأكدي من صحة القرار حجزت تذكرة على الفور إلى مصر.

ويضيف، في المطار عاملوني باحترام شديد، حتى أن تأشيرة الدخول كانت مجانية تماما ولم أدفع المبلغ المعتاد الذي يدفعه حاملو الجوازات الأوروبية (25 دولاراً أميركياً).

ويضيف محمد، حاليا أعمل على تجديد جوازات السفر لأبنائي من أجل أن يأتوا إلى هنا ويروا أقرباءهم الذين لم يروهم منذ سنوات طويلة.

بدورها، أماني خليل، سورية مقيمة في ألمانيا تقول، كانت الطائرة التي أتيت بها ممتلئة بالسوريين، قسم كبير منهم لديهم أقارب في مصر، كنا جميعا ننتظر هذه الفرصة من أجل أن نجتمع بعائلاتنا بعد أن فرقتنا الحرب.

وتضيف أماني، كنت مقيمة في مصر مع زوجي وعائلتي، ولم أرهم منذ سفري إلى ألمانيا قبل سبع سنوات، عندما أتيت من أسبوع كانت مفاجأة لأمي التي غمرتني الفرحة بلقائها.

بالإضافة إلى السوريين القادمين من الاتحاد الأوروبي كان هناك العديد ممن أتوا من دول التعاون الخليجي، فمنهم من أتى من أجل لم الشمل، ومنهم من كان القرار فرصة له من أجل الحصول على جولة سياحية في "أم الدنيا"، أو بغرض السياحة العلاجية.

مروان مسعود، سوري مقيم في الإمارات يقول، لدي بعض الأصدقاء السوريين في مصر نصحوني بأن الطبابة هنا متوفرة بأسعار أرخص من تركيا حيث كنت أنوي الذهاب للبدء في علاج أسناني.

كذلك، آية محمد في هولندا، استفادت من التسهيلات الجديدة لزيارة أختها في مصر بعد 9 سنوات من الفراق.

تقول، أتيت إلى مصر من أجل الاجتماع بأختي التي تقيم فيها منذ سنوات، واستطعنا أن نزيل الشوق بعد فراق طويل.

الانتظار اللطيف

ينتظر العديد من السوريين في مصر قدوم أقربائهم ويستعدون بفرح وشغف من أجل هذه اللحظات التي انتظروها لسنوات، وقد كان صدور هذا القرار شعاع أمل بعد سنوات غربة سادها الانتظار.

مريم شحادة، سورية مقيمة في القاهرة في منطقة المعادي، ودعت ابنها وعائلته منذ 8 سنوات عندما هاجروا إلى السويد، تقول مريم، أنا انتظر بأمل لأول مرة منذ سنوات طويلة، ابني وعائلته سيأتون خلال هذا الشهر، لم أكن سعيدة بهذا القدر من فترة طويلة.

وتضيف مريم، عندما سافروا كان حفيدي يبلغ من العمر 4 سنوات ودائما ما كان يتواصل معي عبر الفيديو، أنتظر بفارغ الصبر أن أراه بعد أن أصبح شابا، بدأت أجهز المنزل وقائمة الطعام الذي يحبونه من أجل قدومهم.

بدورها، منى الشويكي سورية في مصر مخطوبة لشاب سوري في ألمانيا، تقول كنا ننتظر أن تنتهي الإجراءات الروتينية للم الشمل إلى ألمانيا، ولكن القرار الجديد أتاح فرصة لأن نلتقي.

وتضيف، قرر خطيبي أن يأتي إلى مصر الشهر المقبل من أجل أن يراني أنا وأسرتي، ريثما تتم إجراءات لم الشمل في ألمانيا.

فرصة للسوريين لزيارة مصر

على الجانب الآخر، يخطط العديد من السوريين خارج مصر للحصول على فرصة الاجتماع بأقاربهم وزيارة مصر، حيث تواجههم معوقات مثل انتظارهم تجديد جواز السفر، أو غلاء سعر حجوزات الطيران.

نوران عماد، سورية مقيمة في السويد تقول، أخطط للذهاب إلى مصر قريبا حيث يقيم هناك جزء كبير من عائلتي، ولكن أسعار حجوزات الطيران ارتفعت كثيرا منذ صدور القرار، أنتظر الوقت المناسب وعندما تنخفض قليلا سأذهب بالتأكيد.

أما حسام حامد، سوري مقيم في النرويج يقول، أعمل الآن على تجديد جواز سفري من أجل السفر إلى مصر، كنت هناك عام 2012 ولدي أصدقاء كثر هناك، مصريون وسوريون، ومازلت على تواصل معهم إلى الآن، شجعوا فكرة سفري إليهم كثيراً.

عالقون في دمشق

على غرار السوريين في أنحاء العالم، كان السوريون في سوريا ينتظرون الحصول على فرصة للمغادرة، ولكن هذا القرار لم يشملهم مما شكّل خيبة أمل لهم.

واحتج العديد منهم على مواقع التواصل عبر تعليقات على منشورات خاصة بالقرار، حيث يشعر البعض منهم بأنهم أحق بهذه الفرصة التي تكاد تكون "الوحيدة" بالنسبة لهم.

يقول سامر النجار، سوري مقيم في ريف دمشق، إن لديه أبناء في مصر لم يستطع رؤيتهم طوال سنوات، لكن القرار الجديد أصابني بالإحباط لأنه يستثني السوريين في سوريا.

ويضيف سامر، آمل أن تقوم الحكومة المصرية بمنحنا نحن أيضا تسهيلات خاصة بتأشيرة الدخول ربما نستطيع أن نلم شمل العائلة مجددا.

بدورها رنيم مصطفى، سورية تقيم في دمشق تقول، حزنت كثيرا عندما اتضح أن القرار لم يشملنا، حيث إن والدتي وأختي وأخي يقيمون في مصر، ذهبت إليهم منذ سنوات قبل منعنا، وكنت أرغب بمعاودة زيارتهم، ولكن للأسف لن أستطيع إلا إن تم إصدار قرار يمنحنا حق الزيارة نحن أيضاً.