icon
التغطية الحية

الزواج بين السوريين والمصريين.. حالة من الاندماج يعززها التقارب بين الشعبين

2023.03.15 | 06:06 دمشق

ازدياد الزواج بين السوريين والمصريين
الزواج بين السوريين والمصريين (صورة تعبيرية- إنترنت)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

تزايدت أعداد حالات الزواج والمصاهرة بين السوريين والمصريين في السنوات العشر الأخيرة، مع تدفق السوريين الذين يقدر عددهم وفق إحصائيات رسمية نحو مليون ونصف المليون لاجئ سوري في مصر.

وسجلت حالات الزواج "رقماً قياسياً" في عام 2012، وكان هناك 12 ألف حالة زواج، وهو العام الذي شهد موجة لجوء سورية نحو مصر.

في حين، انخفض الرقم في عام 2017 ليصل إلى 472 حالة زواج موثقة في الدوائر الرسمية المصرية، و403 حالات في عام 2019، وفقا للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء التابع لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية.

سوريات تزوجن من مصريين

شام ماهر، فتاة دمشقية عشرينية تقيم في القاهرة، تزوجت من شاب مصري ولديهما ابنتان.

تقول شام، كنت أدرس في الجامعة عندما تعرفت على زوجي محمود، كان جارنا في العمارة التي نسكن فيها، تعرف على إخوتي وأبي، وطلبني للزواج.

وتضيف، لم أتردد بالقبول رغم أنني لم أعرفه قبل أن يطلب يدي، ولكن أبي عارض في البداية "لأننا كنا نظن بأننا لن نبقى في مصر ونريد العودة إلى سوريا".

وتتابع شام قولها، اليوم تعيش عائلتي وعائلة زوجي في جو مليء بالألفة، في السهرات العائلية تسمعين خليطا من اللهجة السورية والمصرية، والسفرة فيها أطباق تعكس تنوعا يضفي أجواء حميمية، على حد تعبير شام.

بدوره، يقول ماهر والد شام، كنت رافضا تزويج ابنتي في البداية، بسبب الخوف من بيئة مختلفة، يعيش المرء دائما محاولا التمسك بعاداته وأصله، ولكن نحن الآن عائلة كبيرة وحفيداتي مصريات وأفخر بهن.

يعد التشابه في العادات والتقاليد واللغة والدين مشتركات مهمة ساهمت في علاقات المصاهرة بين المصريين والسوريين.

وساعد الوقت الطويل الذي قضاه السوريون في مصر على الاندماج وتأقلم الشعبين على وجود بعض والفهم الأكبر للعادات والتقاليد المختلفة.

على غرار شام، ريتا الزيني (26 عاماً) سورية من مدينة القنيطرة، وصلت ريتا وعائلتها في عام 2013 إلى مدينة القاهرة التي كانت ملاذا آمنا لهم، ودرست في مدراسها إلى أن دخلت الجامعة في عام 2015 وفي هذه الأثناء تعرفت إلى محمد كريم، شاب مصري، ونشأت بينهما علاقة حب تكللت بالزواج بعد تخرجهما.

تقول ريتا، في حديثها لموقع"تلفزيون سوريا"، في البداية كنت أخاف من اختلاف عادات الزواج بين مصر وسوريا، حيث إن الزواج هنا مشترك يدفع فيه الطرفان وهذا أمر غريب قد لا يتقبله أهلي ومجتمعي.

تصف ريتا حياتها بالمستقرة ولديها طفل يبلغ من العمر سنتين.

سوريون تزوجوا بمصريات

على الرغم من أن الحظ الأكبر من هذه الزيجات كان لزوجات سوريات وأزواج مصريين، إلا أن العديد من السوريين تزوجوا فتيات مصريات، ساعد في ذلك التشابه والاندماج والثقافة المتشابهة.

باسم ماهر، شاب سوري متزوج من فتاة مصرية، تعرف إليها عن طريق أهله وأخته التي تزوجت من مصري.

يقول باسم ماهر، كنت أقيم في ألمانيا، وعائلتي في مصر، وخلال إحدى زياراتي لمصر تعرفت إلى ولاء فتاة مصرية كانت صديقة أختي، أحببتها وتعارفنا لفترة قصيرة ثم تقدمت لخطبتها.

يضيف باسم، اتفقنا على كل شيء وأتممنا الإجراءات لأننا كنا سنعيش في ألمانيا، أهلها وافقوا وتزوجنا على الطريقة السورية، أحضرت أنا كل شيء وفرشت شقة في ألمانيا ثم سافرت معي لهناك.

تقول ولاء، لم نختلف أنا وباسم كثيرا بحكم أن أخته صديقتي وأعرف كل العادات والتقاليد السورية.

كذلك، ميرفت محمد مصرية متزوجة ياسر الشامي، شاب سوري يعمل شيف في المطاعم.

تقول ميرفت، تزوجنا واستقرينا في القاهرة، في البداية كنت لا أفهم بعض المصطلحات، ولا أطبخ الأكلات السورية، مع الوقت أصبحت أتحدث بلهجته، أطفالي في المدرسة يتحدثون المصرية، وفي البيت وعند عائلة والدهم يتحدثون بالسوري، أحب هذا الاختلاف.

أما ياسر يقول، الحب والتفاهم لا يعرف جنسية، أقيم وحدي هنا في مصر وعائلتي في سوريا، أحببت ميرفت عندما رأيتها حيث كانت تعمل في محل ملابس، تزوجنا وسط فرحة من العائلتين.

والد ميرفت يقول، ياسر شاب"جدع" يعمل ويرسل لأهله في سوريا، شخص لم يترك أهله بالتأكيد سيحافظ على ابنتي.

إجراءات الزواج بين الطرفين

يقول المحامي يوسف المطعني عضو الجمعية المصرية للقانون الدولي، تتضمن الإجراءات، إخراج قيد من سوريا موثق من الخارجية وإقامة سارية وجواز سفر ساري للطرف السوري، أما الطرف المصري بطاقة الرقم القومي وصور شخصية بالإضافة إلى شهادة صحية.

يذهب الطرفان إلى الشهر العقاري إلى مكتب زواج الأجانب من أجل إتمام إجراءات الزواج ، ثم يتم تثبيته في السفارة السورية من أجل أن يسجل في سوريا.

ويمكن الحصول على الإقامة من خلال هذا الزواج، حيث تحصل السورية على إقامة دائمة في مصر عند زواجها من مصري، بالإضافة إلى حصولها على الجنسية بعد سنتين في حين طلبتها.

أما الرجل السوري فلا يستطيع الحصول على الجنسية المصرية حيث إن المرأة المصرية في قانون الأحوال الشخصية الجديد لاتمنح الجنسية لزوجها، فقط يحصل على إقامة دائمة في البلاد.

زواج عرفي وضياع الحقوق

لم تقتصر حالات الزواج على الزواج الرسمي والعلني هناك العديد من الزواج السري والمعروف باسم "الزواج العرفي".

يقول المحامي يوسف المطعني عضو الجمعية المصرية للقانون الدولي لموقع "تلفزيون سوريا" إنه لا يمكن إحصاء عدد السوريين المتزوجين من مصريين وذلك لأن الأعداد غير المسجلة هي أضعاف المسجلة، حيث إن الزواج يتم عن طريقين إما عن طريق محامي ويثبت في الشهر العقاري، أو عن طريق شيخ ويعتبر زواجا عرفيا.

ويضيف المطعني أن المشكلة التي يعاني منها السوريون عندما يلجؤون إلى الزواج العرفي أن جزءا منهم لا يستطيع جلب أوراق رسمية من سوريا، والسفارة تقدم خدماتها بمالغ باهظة بالنسبة للطبقة المتوسطة التي تعيش هنا، حيث إن إخراج القيد قيمته 150 دولارا، وجواز السفر قيمته 300 دولار، لذلك يستسهل البعض الزواج العرفي.

كما أن الزواج العرفي لا يتطلب سوى ورقة يوقع عليها كلا الطرفين فيصبحان زوجين.

يعد الخلط بين القانونين المصري والسوري من أكبر المشكلات التي تواجه السوريات، حيث إن السوريين يمكن أن يتزوجوا في سوريا عند (الشيخ) ثم يثبتون الزواج بالمحكمة الشرعية، إما في مصر فالأمر مختلف، حيث يبرم عقد الزواج بمكتب زواج الأجانب التابع لوزارة العدل في حال كان أحد الزوجين أجنبيا.

ريمان فتاة ثلاثينية سورية تزوجت من مصري بعقد عرفي تقول، تقدم أحد المصريين لخطبتي عندما أتيت إلى مصر، أنا كنت احتاج للشعور بالاستقرار، عرض علي الزواج بشرط أن يكون زواجنا سرياً، لأن أهله غير موافقين على زواجه من سوريا، وافقت وأقمت معه في القاهرة، ولكن بعد فترة ومن دون سابق إنذار اتصل بي وأنهى زواجنا بمكالمة هاتفية طلقني فيها.

وتضيف ريما، لم أكن أعرف ماذا أفعل فذهبت إلى المفوضية لكن المحامي الذي رفع الدعوى لم يكن على علم بهذه الأمور فخسرت الدعوة وتنصل زوجي من النفقة ومن دفع مهري.

بدورها، يسرا الشامي تقول إنها تزوجت من مصري بعقد عرفي، كان متزوجا ولديه طفلان، وعرض عليها الزواج وزوجته الأولى كانت موافقة، ولكن بعد سنة ونصف لم تعد زوجته تحتمل وعندما كان يقوم بإجراءات تثبيت الزواج، تركت زوجته المنزل فطلقني من أجل أن يعيدها.

وتضيف يسرا، كنت ضحية لشخص غير سوي، تخلى عني بكلمة واحدة وتنصل من جميع حقوقي من مهر ونفقة.