icon
التغطية الحية

تسريبات.."ورطة الأسد" بين الروس والإيرانيين وسعي طهران لدخول الثلاثية مع الأتراك

2023.10.07 | 07:00 دمشق

تسريبات.."ورطة الأسد" بين الروس والإيرانيين وسعي طهران لدخول الثلاثية مع الأتراك
وزراء خارجية تركيا والنظام السوري وروسيا وإيران خلال الاجتماع الرباعي في موسكو - 10 أيار 2023 (الأناضول)
إسطنبول ـ ضياء قدور
+A
حجم الخط
-A

ملخص:

  • وثيقة سربتها المعارضة الإيرانية تكشف "الموقف المحرج" لرئيس النظام السوري أمام حلفائه الإيرانيين الذين طلبوا الانضمام إلى المحادثات الثلاثية مع الأتراك.

  • الوثيقة المسربة تكشف أن بشار الأسد لم يعترض على مشاركة إيران في محادثات أمنية ثلاثية مع روسيا وتركيا.

  • وجهت إيران طلباً للانضمام إلى هذه المحادثات، لكن تركيا وروسيا لم تقبلا بذلك بعد.

  • الوثيقة تشير إلى أن هذا الإطار الثلاثي من المحادثات قد يضر بمصالح إيران، داعية إلى تحرك إيراني عاجل أمني ودبلوماسي للانضمام إلى هذه المحادثات.

  • توصي الوثيقة بمتابعة قضية حضور إيران في الاجتماعات وإجراء مناقشات جادة مع روسيا وتركيا من أجل تحقيق مصالح إيران في هذا السياق.


كشفت مجموعة مقربة من منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة تطلق على نفسها اسم "الانتفاضة حتى الإطاحة" وثيقة مسربة جديدة وصفتها بأنها "على درجة عالية من السرية".

تكشف الوثيقة، التي ترجمها موقع "تلفزيون سوريا"، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، لم يتخذ "موقفاً صريحاً" حيال مشاركة إيران في المحادثات الأمنية الثلاثية (الروسية التركية السورية)، متذرعاً بأن عراب الاجتماع هم الروس رغم طلب طهران المشاركة.

وأظهرت الوثيقة السرية للغاية المرسلة من محمد جمشيدي، رئيس الشؤون السياسية بمكتب الرئيس الإيراني، إلى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، تحت عنوان "تشكيل آلية التعاون الثلاثي بين روسيا وتركيا وسوريا"، أن بشار الأسد ربط موضوع عدم دعوة إيران لهذه الترويكا بالتنسيق ووساطة الروس.

ودعت الوثيقة المسربة الجهاز الدبلوماسي والأمني الإيراني للتحرك واتخاذ إجراءات فورية للانضمام إلى الثلاثية.

وكان الجانبان الروسي والتركي قد أعلنا عن النجاح في الوصول لاتفاق لعقد اجتماع ثلاثي (روسي تركي سوري) لوزراء الخارجية في النصف الثاني من كانون الثاني/يناير 2023، بعد سلسلة اجتماعات مهمة شملت لقاءات أمنية ثلاثية، تلاها لقاء للرئيسين التركي والروسي في سوتشي في أيلول/سبتمبر 2022، ومن ثم عقد لقاء ضم وزراء دفاع الدول الثلاث لأول مرة في موسكو في 28 كانون الأول/ديسمبر 2022.

وثيقة سربتها المعارضة الإيرانية تكشف "ورطة الأسد" بين حلفائه الروس والإيرانيين وسعي طهران للانضمام إلى المحادثات "الثلاثية" مع الأتراك (مجاهدي خلق)

 

سعي طهران ورفض أنقرة وموسكو

ورداً على سؤال أحد الصحفيين حول عدم حضور إيران في الاجتماع الأول لوزراء الدفاع في موسكو، صرح وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن هذا اللقاء تم بمبادرة روسية وبناء على خريطة الطريق التي توافق حولها الرئيسان التركي والروسي، مبيناً أن إيران غير موجودة، وأننا لم نبلغ طهران بمجريات اللقاء بشكل مباشر.

في أعقاب هذه الأحداث، تبين الوثيقة السرية أن المسؤولين الإيرانيين سعوا لتذكير نظرائهم الروس والسوريين بضرورة انضمام إيران للمحادثات الأمنية المذكورة.

وتؤكد الوثيقة أن إيران طرحت على نظرائها الأتراك موضوع انخراطها في إطار المحادثات الأمنية حول سوريا خلال اجتماع الترويكا الذي شمل وزراء خارجية الدول الثلاث (تركيا وروسيا وإيران) في نيويورك في أيلول/سبتمبر 2022، لكن وزير الخارجية التركي صرح بأن الظروف ما تزال غير ملائمة لدخول بلادنا وروسيا، وأنه يجب على إيران أن تمنحهم بعض الوقت، بحسب الملف السري.

ويشير الملف المسرب إلى أن الأتراك أعادوا اتخاذ ذات الموقف في الاجتماع التاسع عشر لعملية أستانا الذي عقد في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2022 في مدينة أستانا الكازاخية.

ويرى، محمد جمشيدي، رئيس الشؤون السياسية بمكتب الرئيس الإيراني، في الرسالة السرية أن اعتماد هذا الإطار الثلاثي من المحادثات بدلاً من عملية أستانا يضر بمصالح إيران، وأن تزامن هذه اللقاءات كان له تأثير سلبي على البلاد.

ويضيف الملف: "من المثير للاهتمام أن الجانبين السوري والتركي يدعيان أن هذا الإطار من المحادثات تم بمبادرة روسية، وهو ما يعبر عن رغبة روسيا في استيعاب تركيا، وهذا له آثار على الجمهورية الإسلامية. وحتى لو شوهدت هذه التوجهات في الحكومة السابقة، فإن استمرار هذه السلوكيات في الحكومة الحالية غير مقبول".

وتشير الرسالة إلى أن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني هو المسؤول عن مراقبة وإنذار وإدارة هذا النوع من المحادثات الأمنية والاستراتيجية، ويجب عليه، إلى جانب الجهاز الدبلوماسي والأمني، أن يكون فعالاً في هذا الاتجاه، والقيام بإجراءات علاجية (تعويضية) مؤثرة.

وفي نهاية الملف المسرب، توصي الرسالة وزير الخارجية الإيراني وقائد فيلق القدس إسماعيل قاآني بمتابعة قضية حضور إيران في الاجتماعات السورية التركية في أثناء زيارة دمشق.

بالإضافة لذلك، توصي الرسالة بإجراء مناقشات جادة مع روسيا من خلال قنوات أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى موسكو، وزيارة قائد فيلق القدس قاآني إلى تركيا، وإجراء لقاءات مع المسؤولين الأمنيين في هذا الملف.

نجحت طهران بزج نفسها في الثلاثية

على الرغم من استبعادها عند انطلاق مسار التطبيع بين النظام السوري وتركيا بوساطة وروسية، نهاية العام الماضي، نجحت طهران بالانضمام إلى "الثلاثية" مطلع العام الجري.

وفي منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، عقدت الاجتماعات الرباعية على مستوى نواب وزراء الخارجية في موسكو بحضور إيران.

وكانت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى قالت لـ "تلفزيون سوريا" إن طهران نجحت في زج نفسها في عملية التطبيع التركية مع النظام، حيث كانت العملية سابقاً تقتصر على "الآلية الثلاثية" التي اقترحها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وأشارت المصادر إلى أن طهران مهتمة بإظهار تحكمها بقرار الأسد سواء لأنقرة أو لموسكو، وأن شرطي الأسد "التعجيزيين" للانتقال إلى مستوى الساسة بعد لقاء موسكو كان بدفع إيراني.

ومنذ إطلاق مسار أستانا بعد مسار جنيف، تعمدت طهران التعطيل والعرقلة في حال كانت غير منخرطة في المسارات التفاوضية والاتفاقات المرحلية، وهذا لا يعني استعداء إيران لروسيا في سوريا، وإنما هو اختلاف في الأولوليات بين طهران وموسكو في سوريا.

إلا أن وجود طهران في الاجتماعات الرباعية سيعزز سقف مطالب النظام المرتفعة بناء على أن الاختلافات بين طهران وأنقرة في الملفات الإقليمية والدولية أوسع من الاختلافات بين أنقرة وموسكو، وذلك بحكم تناقض مصالح إيران وتركيا في عدد من ملفات المنطقة والتي يفرضها الموقع الجغرافي والتاريخ.