icon
التغطية الحية

تركي الفيصل: كنا ننسق مع مخابرات إيران ونظام الأسد للإطاحة بصدام

2020.09.11 | 20:13 دمشق

117398223_1808013239341221_2671260375931387959_n.jpg
تركي الفيصل خلال اللقاء- إنترنت
إسطنبول ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

كشف رئيس الاستخبارات السعودية السابق، الأمير "تركي الفيصل"، عن تنسيقات جرت بين كلّ من المخابرات السعودية والإيرانية والسورية، لدعم المعارضة العراقية أثناء احتلال العراق للكويت عام 1990.

أتى ذلك ضمن الحلقة الـ 20 من سلسلة حلقات برنامج "الصندوق الأسود"، التي تم بثّها أمس الخميس، ويجريها الموقع الإلكتروني لصحيفة "القبس" الكويتية مع الأمير السعودي "تركي الفيصل".

وذكر الفيصل أن أجهزة مخابرات الدول الثلاث كانت تجتمع بمختلف مكونات المعارضة العراقية، في العاصمة السورية دمشق، أثناء احتلال الكويت وبعده، بهدف الإطاحة بالنظام العراقي ورئيسه صدام حسين.

وأوضح أن اختيار العاصمة دمشق كمكان للاجتماعات مع تلك الأطراف، كان نتيجة "قرب نظام حافظ الأسد من النظام الإيراني، بالإضافة إلى تجمّع كافة أشكال المعارضة العراقية فيها".

مؤتمر "المعارضة العراقية"

أشار الفيصل إلى توجيه النظام السوري دعوة "لمختلف أطراف المعارضة العراقية الموجودة داخل سوريا أو في إيران أو السعودية، أو بقية الدول العربية والأوروبية، للحضور إلى دمشق، أثناء تحرير الكويت".

جرى ذلك قبيل انعقاد مؤتمر كان يهدف، بحسب الفيصل إلى "إعلان اتفاق على أن تشكّل الأطراف المشاركة جسماً يمثّل (المعارضة الشرعية) لنظام صدام حسين"، وتابع أن تشكيلات المعارضة توجهت بعد ذلك إلى بيروت حيث عُقد "مؤتمر المعارضة العراقية" عام 1991، وكان المندوب في المخابرات الإيرانية هو المشرف على إقناع كافة الأطراف المشاركة.

وتوزّعت أطياف المعارضة آنذاك بين مكونات قومية كردية وعربية، وطائفية من شيعة وسنة وغيرهما، وسياسية من شيوعية وبعثية وأحزاب سياسية أخرى.

دور السعودية في عقد اللقاءات مع المعارضة العراقية:

يبيّن الفيصل أن المملكة السعودية كانت تستقبل كافة أعضاء المعارضة العراقية وتقوم بالاتصال بهم أينما كانوا، وكان "يُرتّب لهم في المملكة لقاءات مع القيادات الكويتية، كالشيخ جابر والشيخ سعد والشيخ صباح والشيخ سالم، وأجهزة المخابرات الكويتية، وغيرهم".

وتحدّث عن أحد تلك اللقاءات قائلاً: إن وفداً من المعارضة العراقية جاء في إحدى المرات والتقى بالملك السعودي الراحل "فهد بن عبد العزيز" ثم بوليّ عهده آنذاك، الأمير "عبد الله"، وبعدها توجّه الوفد إلى مدينة "الطائف" واجتمعوا بالشيخ "جابر الصباح".

شخصية بارزة تنشقّ عن المعارضة العراقية:

يشير الفيصل إلى حادثة أثارت صدمتهم في ذلك الوقت، حين فوجئوا بمشاهدة أحد كبار شخصيات المعارضة كانوا قد اجتمعوا به قبل يوم واحد، يظهر على شاشة التلفاز مصافحاً الرئيس العراقي صدام حسين، معلناً أنه "انشقّ عن صفوف المعارضة وأن وجوده كان فقط للاطلاع على عملها".

ورفض الأمير السعودي الإفصاح عن اسم "المعارض البارز المنشقّ" لافتاً إلى أن تلك الحادثة "الشاذّة" بحسب وصفه، شكّلت لهم صدمة كبيرة تلك الفترة.

العلاقة السعودية الإيرانية والتنسيق مع أميركا:

وقال الفيصل إن العلاقة مع النظام الإيراني بقيت مستمرة، و"تحسنت العلاقات ما بيننا وبين إيران، واستمرت أنشطتنا في مواجهة صدام حسين"، مضيفاً أن جهودهم انصبّت بالكامل على أي محاولة "للإطاحة بصدام".

التنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية كان يجري بالتوازي مع التنسيق الإيراني، يوضّح الفيصل مضيفاً أنهم "كانوا يطلعون الولايات المتحدة على جميع المستجدات، وبنفس الوقت يبلغون الإيرانيين بأنهم يضعون الولايات المتحدة بالصورة على الدوام".

ومقابل ذلك التنسيق، يتابع الفيصل "كنّا ننبه السلطات الإيرانية ونطالبها بتسليم سعوديين كانوا يتعاملون مع (حزب الله) ويزورون إيران أيضاً، إلا أنهم -الإيرانيين- كانوا ينكرون العثور عليهم".

ما سرّ تلك العلاقة بين (الحلفاء- الأعداء)؟

المحلل السياسي المختص بالشؤون العراقية، حمد طلّاع الجبوري، يرى أن تركي الفيصل "يزيف الحقيقة حين عزا العداء والتآمر على العراق إلى عملية احتلال الكويت، وهذا غير دقيق".

ويُرجع الجبوري، في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، جذور "التآمر على العراق عموماً وعلى صدام حسين بشكل شخصي" إلى ما بعد حرب 1973، وبقي العداء كامناً داخل المحور الثلاثي، إسرائيل- نظام الأسد- النظام السعودي".

إلا أن المواقف تغيّرت مرحلياً بالنسبة للسعودية عقب استلام الخميني للسلطة في إيران "فدفع ذلك السعودية ودول الخليج لدعم صدام خلال حربه مع نظام الولي الفقيه، خوفاً على مصالحهم في المنطقة لا سيما وهم يدركون جيداً أن حافظ الأسد الحليف الأقوى لإيران، وبمجرد هزيمة العراق سيمتد نفوذ إيران إلى شواطئ المتوسط، وهذا ما يحدث اليوم".

خرج العراق من حرب الخليج الأولى مع إيران، بحسب الجبوري، قوياً بخلاف ما كان يظنّه السعوديون ونظام الأسد وبقية الأطراف، وبالتالي كان لا بد من "ضربه" والإطاحة برئيسه الذي يتبنّى مفهوم "الوحدة العربية" بالإضافة إلى معاداته المعلنة لدولة إسرائيل.

وجاءت حادثة احتلال الكويت لتشكّل "حصان طروادة" للنظام السعودي وحلفائه في سوريا وإيران، فأنهكوا من خلالها العراق وصولاً إلى احتلاله في 2003.

الدعم السعودي لنظام حافظ الأسد:

يروي الجبوري تفاصيل لقاء جمعه مصادفة بـ "ريبال الأسد"، أحد أبناء رفعت شقيق حافظ الأسد، الذي قال له إن انقلاب والده على حافظ الأسد في ثمانينيات القرن الماضي كان ناجحاً بكل المعايير وعلى أكمل وجه، إلا أن السعودية وروسيا وخلفهما إسرائيل، أجبروا والده على التراجع، لأنهم يدعمون حكم حافظ الأسد ولا أحد غيره.

ويستدرك الجبوري "وهذا الدعم مستمر حتى هذه اللحظة مع ابنه بشار، رغم كل ما منحه للإيرانيين للسيطرة على سوريا".

الشخصية المعارضة المنشقّة:

ويرجّح الجبوري أن يكون السياسي العراقي الذي انسحب من "المعارضة العراقية" عقب انعقاد مؤتمرها في بيروت، وأعلن انشقاقه عنها هو الزعيم الكردي "مسعود البرزاني"، لأن البرزاني، بحسب رأي الجبوري، لا يتفق مع الطروحات الإيرانية ونظام حافظ الأسد ولا مع النوايا السعودية.