icon
التغطية الحية

ترانيم ومَفازات | شعر

2023.06.08 | 10:29 دمشق

ترانيم
+A
حجم الخط
-A

"ترانيم ومَفازات"[1]

 

(1)

وحدَها الدُّروبُ التي يخترِقُها عُشبٌ شبَقيٌّ مُتأفِّفٌ

تُؤدِّي إلى النُّهودِ الباسِقَةِ.

(2)

لديَّ ندبةُ شكٍّ في عبارةِ:

(اللِّقاءُ مَضبوطٌ هذا المَساءُ).

(3)

ستُرافقُني التَّرانيمُ حتَّى تذوبَ كالسَّكاكرِ في فمي،

ثُمَّ ستُغادِرُ الحافِلَةَ في أوَّلِ محطَّةٍ.

سيمضِي الرُّكّابُ ذوو الأقنِعَةِ الصَّريحةِ،

وتبقى الوجوهُ أسئِلَةً طَموحةً في الشَّوارعِ مهما تفرَّعَتْ.

هذا لنْ يمنَعَ التَّغييرَ من عُبورِ الجسرِ الآيلِ للسُّقوطِ:

ضفَّتا القلبِ صِياغةٌ مُغايِرَةٌ للانكشافِ

للتَّوَحُّدِ بالشَّظايا الخلّاقةِ، والانتقالِ إلى مَفازاتٍ حُرَّةٍ جديدةٍ.

(4)

لا جماركَ بعدَ الآنَ تُلزِمُ الحقائِبَ بمُحتوياتِ الأسفارِ السّابِقَةِ نفسِها.

(5)

تقولُ البلادُ: أنا الأحلامُ القادِمَةُ مِنَ المُستقبَلِ المُهمَلِ.

يقولُ الحُبُّ: أنا البلادُ التي لا تحتاجُ إلى عاصِمَةٍ أو مَطاراتٍ تحرُسُ دُروبي.

(6)

البِرُّ بالمُستحيلِ نُبُوَّةُ الظَّمَأِ وهوَ يمنَحُ البحرَ مَعنىً مُفارِقاً،

والإعجازُ تحوُّلُ الغَيْمَةِ إلى قِمْعِ مُثلَّجاتٍ في يدِ طفلٍ يُناغِي الشَّمسَ.

(7)

ليسَ للحُرِّيَّةِ سَلالِمُ مَرصوفةٌ في كُتُبِ القواعِدِ أو رواياتِ الرُّعبِ:

العُيونُ التي يبثُّها الرَّفضُ في عينيكِ

كالحديقةِ الشَّهوانيّةِ حينما تتمدَّدُ بمَكْرٍ نحْوَ الصَّحراءِ.

(8)

مَطالِعُ الهَوى

أقفالُ المَخاوِفِ، وقد تجنَّسَتْ ريشَ أجنحةٍ.

... تحالُفُ المَساحاتِ

في _اللّا_ مَساحات.


[1] هذا النَّصّ من كتابٍ قيْد الطِّباعة لمُؤلِّفه الشاعر والناقد السوري مازن أكثم سليمان، وذلكَ في إطار مشروعِهِ الُمُعنوَن بـِ (نُصوص المُكاتَبَة الجديدة). حيثُ بدأَ بالتَّنظيرِ لهذِا الاقتراح في (َبَيانِهِ الشِّعريّ/ النَّقديّ) الثَّالث، الذي نشرَهُ تحتَ عُنوان: (شِعريَّةُ المُكاتَبَةِ والشَّاعرُ السَّائحُ المُسْتأجِرُ) في موقع النَّهار بتاريخ 26 أيّار 2020.