icon
التغطية الحية

تدهور موسم القطن بسبب تراجع الإدارة الذاتية عن وعودها في عين العرب

2021.08.23 | 18:18 دمشق

1235.jpg
ضعف محصول القطن في عين عرب بسبب انقطاع مخصصات المازوت اللازم لعمل مضخات المياه
ريف حلب - خاص
+A
حجم الخط
-A

يشتكي فلاحو عين العرب شرقي حلب، من تدهور موسم القطن بشكل نسبي هذا العام، بسبب تخلف الإدارة الذاتية عن تقديم مخصصات المازوت للفلاحين من أجل الري، في حين لجأ الفلاحون للسوق السوداء لتشغيل محركات استجرار المياه رغم تكبدهم تكاليف كبيرة.

وأفادت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا بأن "مئات الدونمات من محاصيل القطن إنتاجها ضعيف هذا الموسم، بسبب تأخير فترات الري نظراً لصعوبة تأمين مخصصات المازوت التي من المفترض أن يتسلمها الفلاحون على 6 دفعات تبعا لمراحل زراعة  ونمو المحصول. 

وقال بشير شيخو أحد أهالي قرية بستك بريف عين العرب الجنوبي الغربي: "بدأت حصاد موسم القطن لكن الإنتاج ضئيل جداً، مقارنة بالأعوام السابقة، ونتوقع خسائر كبيرة" مشيراً إلى أنّ السبب هو "تأخر دفعات المازوت المخصصة للفلاحين المرخصين من قبل الإدارة الذاتية رغم وعودهم بالتسليم في الأوقات المحددة لكن دفعة واحدة فقط من هذه المخصصات سلّمت للفلاحين". 

وتابع شيخو: "حصاد الدونم المزروع من القطن كان يطرح نحو 400 - 450 كغ قطن، بينما حصاد أرضي التي تبلغ 130 دونما  على أطراف قرية بستك، لم يتجاوز فيها إنتاج الدونم  أكثر من 150 كغ في ظل تجاهل الإدارة الذاتية لمطالبنا بتأمين المازوت".

ويقول مهيار الزنة أحد فلاحي قرية الغسانية جنوب شرقي عين العرب: "ما يجري مهزلة، فمن أصل 6 دفعات مازوت لري محصول القطن لم نحصل إلا على دفعة واحدة رغم أنني مرخص لديهم وأدفع كل الرسوم المترتبة علي".

وأردف الزنة: "تكلفة  الدونم الواحد من القطن تبلغ 350 ألف ليرة، ولدينا تكاليف الري حيث بتنا نشتري المازوت من السوق السوداء بسعر 600 ليرة لليتر، إضافة لتكاليف الحصاد حيث تتقاضى العاملة مبلغ 350 ليرة سورية للكيلو من القطن ويحسب أيضاً تكاليف النقل وحراسة الموسم"، مضيفاً أنّ الموسم خاسر بهذا الشكل ولا أحد يستطيع تعويض الفلاحين.

وذكر مصدر من لجنة  الزراعة لموقع تلفزيون سوريا أن توزيع مازوت الري على فلاحي القطن يتم عبر 6 دفعات، لم يسلم منها إلا دفعتين فقط للفلاحين المرخصين حصرا بينما الدفعات المتبقية لم تسلم لأن الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا لم ترسلها للمنطقة".

القطن في سوريا

شهدت زراعة القطن في سوريا انخفاضاً كبيراً خلال المواسم السابقة، نتيجة للظروف الأمنية السائدة وعدم استقرار المزارعين وصعوبة تصريف المحصول.

كما تشكّل هجرة المزارعين، وارتفاع أسعار البذار والمبيدات الحشرية، وقلة المياه اللازمة للري، عوامل إضافية لتراجع زراعة القطن في عموم سوريا.

ويحتل محصول القطن صدارة المحاصيل الزراعية في سوريا، وكان يعد من المحاصيل الاستراتيجية التي يعتمد عليها الاقتصاد السوري، نظراً لحجم المساحات المزروعة التي بلغت قبل العام 2011 نحو 250 ألف هكتار في محافظات الحسكة وحلب والرقة ودير الزور وحماة.

وكان يشكّل محصول القطن ما بين 20 – 30 % من مجمل الصادرات الزراعية، وكان المحصول الزراعي الأول والصناعي الثاني من حيث المساهمة في تأمين القطع الأجنبي بعد النفط.