icon
التغطية الحية

تخبّط سعر الصرف يجمّد أسواق حماة ويدفع قاطنيها لتموين الأغذية

2021.03.19 | 13:03 دمشق

untitled-1.jpg
+A
حجم الخط
-A

تعيش أسواق مدينة حماة وسط البلاد، حالة من الجمود "غير المسبوق"، وذلك نتيجة تخبّط سعر الليرة السورية ووصوله إلى معدلات قياسية مقابل الدولار.

وتمثّل جمود الحركة التجارية في ضعف ملحوظ بالعملية الشرائية، واقتصارها على المواد الأساسية فقط، يضاف إلى ذلك توقف خطوط إنتاج بعض الشركات بـ "الكامل"، وخاصة تلك التي تختص ببيع الألبسة والإلكترونيات وما شابهها من المواد التي باتت اليوم ضمن قائمة "الكماليات" لدى السوريين.

مصادر محلية قالت إن ما سمّته "الخوف من المجهول"، دفع بالآلاف إلى محالّ المؤونة لتخزين المواد، خوفاً من فقدانها، أو ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه.

وأضافت المصادر أن محال "السمانة" شهدت، خلال اليومين الماضيين، إقبالاً على شراء زيت القلي والطحين والأرز والسكر، مشيراً إلى أن أسعارها "قفزت" بشكل مبالغ فيه.

ووصل سعر كيلو الأرز إلى 5 آلاف ليرة، والطحين إلى 2800، وليتر الزيت النباتي إلى 13 ألفاً، في حين بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الشاي 60 ألفاً، والسكر 2700، والقهوة 25 ألف ليرة سورية.

"هرمنا"

"في فترات القصف والحرب لم نشهد هذا الانهيار الاقتصادي.. هرمنا"، قال خالد (اسم مستعار) وهو يصف الواقع "السيء" الذي وصلت إليه الحالة المعيشية في حماة، وأضاف لموقع تلفزيون سوريا: "اشتريت 5 ليترات من الزيت، و3 كيلوات من الطحين، وربع كيلو شاي، خوفاً من ارتفاع الأسعار أكثر في الأيام القادمة، فهذه المواد أساسية ولا يمكننا الاستغناء عنها".

وضرب خالد سعر الطحين "المتخبط" مثالاً عن الارتفاع "غير المنطقي"، إذ أشار إلى أن سعر كيلو الطحين كان لا يتحاوز الـ 1800 ليرة، وفي غضون 5 أيام، وصل سعره إلى 2800، بزيادة بلغت ألف ليرة سورية، وهو الحال بالنسبة لبقية المواد"

وتابع في تصريح لموقع تلفزيون سوريا: "هذا الغلاء أرهقنا جداً، ودفعنا للتخلي عن الكثير من المواد الغذائية، والاستعاضة عن المواد الجيدة بأخرى أقل جودة، لكون سعرها أقل، حيث كنا نشتري الأرز المصري، واليوم بتنا نشتري الأرز الصيني على الرغم من نوعيته الرديئة، وهذا كل ما نستطيعه".

من جهته، قال أحد التجار ويدعى غزوان، إن محله التجاري شهد خلال اليومين الماضيين "إقبالاً" على شراء المواد الغذائية، كالمعلبات والأرز والزيت، إضافة إلى الفاصوليا والبرغل والطحين، وذلك تخوّفاً من ارتفاع أسعارها أكثر في الأيام القادمة.

وأضاف: "لن أشتري بضائع جديدة لحين ثبات سعر الصرف، معظم الرفوف في محلي خليت من البضائع تماماً ولم يعد لدي إلّا القليل"، مبيناً أنه "يتخوّق" من انخفاض مفاجئ للدولار، ما سيضطره لتخفيض الأسعار، لذلك، "سأنتظر أسبوعاً آخر لأرى ما سيحصل بسعر الصرف".

وأشار إلى أن "الذين كانوا يشترون شوالات، باتوا اليوم يشترون بالـ 4 والـ 5 كيلو، فسعر شوال السكر بلغ 90 ألف ليرة، بعد أن كان 70 ألفاً مطلع الأسبوع الجاري.

توقف خطوط الإنتاج

تاجر منظفات يدعى سليمان (اسم مستعار)، قال لموقع تلفزيون سوريا إن المعمل الذي يزوده بالمواد "أوقف كل خطوط إنتاجه، وسحب سياراته من السوق، حتى أنه طالب التجار بإيقاف بيع المنتجات لحين ثبات سعر الصرف، أو معرفة ما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام القادمة".

وتابع: "البيع في هذا الوقت خسارة كبيرة، بسبب عدم قدرتنا على تعويض الكمية نفسها، بالسعر ذاته الذي بعنا به، كون الأسعار في ارتفاع لحظي، لذلك الاحتفاظ بالبضائع في هذا الوقت هو ربح بحد ذاته".

من جانبه تحدث صاحب أحد المصانع عن "المعاناة" التي يعيشونها، في ظل أزمات الوقود والكهرباء ونقص المواد الأولية، والتي تتأثر جميعها بارتفاع سعر الدولار (..) فالمشكلة ليست في بيع البضائع، المشكلة الرئيسية أن العملة لم يعد لها قيمة".

وأضاف أنهم رفعوا الأسعار، خلال الأسبوع الجاري فقط، 3 مرات، لذلك "حفظ ماء الوجه أفضل من مقاطعة منتجاتنا من قبل المدنيين"، الذين يعيشون أسوأ الظروف المعيشية، إذ أنهم يتهموننا برفع الأسعار، لكنهم لا يعلمون أننا أكبر الخاسرين، فالمواد الأولية تباع بالدولار ونحن نبيع منتجاتنا بالليرة السورية التي تُسجل انهياراً ساعياً".

وأردف: "المدنيون باتوا يشترون البضائع ذات الجودة السيئة، لرخصها، ويبتعدون عن الأصناف الجيدة كونها مرتفعة الثمن"، مشيراً إلى أنه أوقف العمال عن العمل، وطلب من الموزعين ركن سياراتهم إلى حين الوصول إلى حل لتجنّب الخسارة.