icon
التغطية الحية

"تحرير الشام" تقصف مدينة الأتارب وتحاول اقتحامها

2019.01.05 | 22:01 دمشق

"تحرير الشام" تحاول اقتحام مدينة الأتارب غرب حلب (إنترنت)
تلفزيون سوريا - متابعات
+A
حجم الخط
-A

حاولت "هيئة تحرير الشام"، مساء اليوم السبت، اقتحام مدينة الأتارب آخر مدينة خارجة عن سيطرتها في ريف حلب الغربي، بعد تمكّنها مِن السيطرة على جميع مناطق "حركة نور الدين زنكي" (المنضوية في الجبهة الوطنية للتحرير) في الريف.

وقال ناشطون محليون، إن "هيئة تحرير الشام" نفذت قصفاً تمهيدياً بقذائف الدبابات والمدفعية على مدينة الأتارب، بهدف اقتحام المدينة التي فرضت عليها "الهيئة" حصاراً مِن جميع الجهات وقطعت جميع الطرق المؤدية إليها، وسط مناشدات أطلقها الأهالي المحاصرون عبر تسجيلات صوتية نُشرت على غرف إخبارية في تطبيق "واتساب".

"مركز الأتارب الإعلامي" ذكر على صفحته في "فيس بوك"، أن "هيئة تحرير الشام" استهدفت بالرشاشات الثقيلة منازل المدنيين في مدينة الأتارب، تزامناً مع اشتباكات "عنيفة" اندلعت بين فصائل الجيش الحر و"الهيئة" في محيط المدينة، محذّراً الأهالي مِن الخروج إلى الطرقات أو اعتلاء أسطحة المنازل، بسبب سقوط رصاص متفجر مصدره "الهيئة" التي تستهدف المدينة بشكل عشوائي، وفقاً لقوله.

مِن جهة أخرى، قالت شبكة "المحرّر" (المقرّبة مِن "فيلق الشام") عبر قناتها في تطبيق "تليغرام"، إن مفاوضات جرت بين وفد مِن وجهاء مدينة الأتارب (الهيئة العامة الثورية في الأتارب) ووفد مِن "هيئة تحرير الشام"، بعد طلب الوجهاء وقف اقتحام المدينة، وإعلان استعداده لعقد اجتماع مع "الهيئة" للبت في مصير المدينة.

أمّا "مكتب الأتارب الإعلامي" أكّد عبر حسابه على "تليغرام"، أن جلسة المفاوضات باءت بالفشل، نتيجة طلبات "هيئة تحرير الشام" التعجزية والتي تمثّلت بتسليم عشرات الأشخاص بينهم نساء لـ"الهيئة"، وسط توقعّات لمحاولة "تحرير الشام" اقتحام المدينة مِن جديد وقصفها.

هذا ونُشر مقطع صوتي منسوب لـ قيادي عسكري في "تجمع أحرار الشرقية" التابع للجيش الوطني، يدعو مقاتلي التجمّع إلى رفع الجاهزية ومؤزارة "الجبهة الوطنية للتحرير" ضد "هيئة تحرير الشام" في ريف حلب الغربي، وسط دعوات لأهالي ريفي حلب الغربي وإدلب الشمالي، للنزول الى الشوارع نصرة لمدينة الأتارب (التي تسيطر عليها عسكرياً "كتائب ثوار الشام" التابع لـ"حركة الزنكي").

يذكر أن (الهيئة العامة الثورية في مدينة الأتارب) أعلنت مطلع شهر آب عام 2017، استقلالية الأتارب إدارياً وقضائياً وعدم تبعيتها لأي فصيل عسكري، وتحييدها عن الاقتتال الداخلي والتحزبات الفصائلية، وأنها تُدار فقط مِن المجلس المحلي الثوري والهيئات الثورية التابعة له، وكان لـ"الهيئة الثورية" دور بارز في منع الأرتال العسكرية التابعة لـ"تحرير الشام" مِن دخول الأتارب، خلال معاركها مع "جبهة تحرير سوريا" مؤخراً.

وتعتبر مدينة الأتارب مِن أكبر مدن ريف حلب الغربي وواحدة مِن المناطق التي قدمت مئات الضحايا خلال الثورة السورية، وتشهد كثافة سكانية كبيرة بسبب تواجد أعداد كبيرة مِن النازحين والمهجّرين إليها مِن مختلف المناطق السورية التي شهدت تصعيداً عسكرياً من قوات "نظام الأسد"، ويقدّر عدد القاطنين فيها بنحو 60 ألف مدني.

الجدير بالذكر، أنه سبق لـ"جبهة النصرة" ("هيئة تحرير الشام" حالياً) أن حاصرت مدينة الأتارب، مطلع شهر نيسان عام 2015، ولكنها لم تتمكن مِن السيطرة عليها، وذلك عقب هجوم شنّته حينها على "حركة حزم" (سابقاً) وسيطرت خلاله على "الفوج 46" المعقل الرئيسي للحركة، وكان يحتوي على مستودعاتها مِن سلاح وذخيرة وصواريخ مضادة للدروع.

ويأتي ذلك، تزامناً مع أنباء حول مفاوضات تجري بين "تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" بهدف التوصل لاتفاق شامل بين الطرفين، عقب سيطرة "الهيئة" على جميع مناطق "حركة نور الدين زنكي" (المنضوية في الجبهة) غرب حلب، في حين نفى "أبو العز أريحا" نائب القائد العام لـ"حركة أحرار الشام" (المنضوية في الجبهة أيضاً) تلك الأنباء، حسب ما تدوال ناشطون على "فيس بوك".

يشار إلى أن هذه التطورات جاءت بعد تمكّن "هيئة تحرير الشام" مِن إجبار "حركة الزنكي" على الانسحاب مِن جميع معاقلها في ريف حلب الغربي إلى منطقة عفرين المجاورة، يوم أمس الجمعة، إثر هجوم شنّته عليها استمر لنحو ستة أيام، بعد تجدد الاقتتال بين الطرفين باتهام "الهيئة" لـ"الزنكي" بقتل أربعة عناصر لها في قرية تلعادة شمال إدلب.