icon
التغطية الحية

بين "انتصار للعدالة" و"العدالة الناقصة".. حقوقيون يعلقون على مؤبّد أنور رسلان

2022.01.13 | 18:29 دمشق

rslannnn.jpg
أنور رسلان (إنترنت)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

وصفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الحكم الصادر بحق أنور رسلان بأنه "بارقة أمل" للضحايا خلال السعي نحو تحقيق عدالة انتقالية في سوريا تضمن المحاسبة وجبر الضحايا.

وفي وقت سابق من اليوم الخميس، قضت محكمة كوبلنز الألمانية على الضابط السابق في فرع مخابرات "الخطيب" التابع لنظام الأسد أنور رسلان بالسجن المؤبد، في المحاكمة التي تعدّ سابقة عالمية في محاسبة نظام الأسد على جرائم التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.

وقال موفد تلفزيون سوريا إلى المحكمة، إن محكمة كوبلنز قضت على أنور رسلان بالسجن المؤبد مدى الحياة بعد إدانته بارتكاب جرائم بحق سوريين بينها قتل وتعذيب في سجن  الخطيب الذي كان يديره في العاصمة دمشق.

 

 

من جهتها، وصفت منظمة العفو الدولية (أمنستي) قرار المحكمة الألمانية بـ "الانتصار التاريخي للنشطاء السوريين وجماعات حقوق الإنسان الذين سعوا بلا هوادة إلى تحقيق العدالة". وبأنه "خطوة نحو العدالة والمساءلة للشعب السوري".

 

 

وقالت نائبة مدير الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية، لين معلوف: "حكم اليوم هو انتصار تاريخي يرفع أصوات عشرات الآلاف من الناجين من الاحتجاز غير القانوني والتعذيب والعنف الجنسي، وكذلك أصوات أهالي الضحايا الذين لقوا حتفهم في السجون ومراكز الاعتقال السورية نتيجة التعذيب على يد قوات الأمن لأكثر من عقد".

 

 

وأضافت: "لم يكن هذا ليحدث لولا أولئك الذين تجرؤوا على مشاركة قصصهم -الجهات الفاعلة في المجتمع المدني السوري ومنظمات حقوق الإنسان والمحاسبة- التي سعت بإصرار إلى تحقيق العدالة والحقيقة والتعويض على مر السنين".

 ولفتت معلوف إلى أن "الحكم الصادر بحق رسلان بمثابة تذكير للنظام السوري، ولكل من ارتكب جرائم ضد الإنسانية مع الإفلات من العقاب، بأنه يمكن تحقيق العدالة".

وشددت على أن "تحذو دول العالم حذو ألمانيا وأن تشرع في إجراءات مماثلة ضد الأفراد المشتبه بهم في ارتكابهم جرائم بموجب القانون الدولي"، مشيرة إلى أنه "في ظل عدم إمكانية تصور الملاحقات الجنائية المحلية في سوريا وعدم وجود مسار لإحالة القضايا إلى المحكمة الجنائية الدولية، فإن الولاية القضائية العالمية هي السبيل الوحيد لتحقيق العدالة".

عدالة ناقصة

مدير رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، دياب سرية، يرى بدوره أن محكمة "كوبلنز" في الإطار العام "جيدة، لكونها استهدفت أحد الفاعلين في أجهزة النظام السوري الأمنية. لكن عند الدخول بالتفاصيل تم تحميلها أكثر مما تحتمل" بحسب ما نقلت عنه قناة "الحرة".

ويضيف سرية أن "المنظمات السورية القائمة على جلب الشهود ومساعدة المنظمات الدولية بموضوع الادعاء تم تضخيمها كثيراً. كما تم تضخيم دور كوبلنز من حيث اعتبارها محكمة التعذيب السورية وأنها محكمة الخطيب".

وبحسب رأيه، فإن دور المحكمة الألمانية "صغير جداً ومحدود. هذه ليست العدالة التي نأملها كناجين ومعتقلين سابقين وممثلي مؤسسات تعمل على الناجين وتدعمهم".

واعتبر سرية أن الحكم الأخير على رسلان "أعطى بعض العدالة للقليل من السوريين، وليس العدالة لكل السوريين. لا يجوز أن نضعها أكثر من ذلك".

وأشار إلى أن حكم رسلان "ليس مرضياً لجميع المعتقلين في سجون نظام الأسد. هناك أناس شاركوا في المحاكمة وشهدوا وقالوا إننا محتارون. هل نفرح أم نحزن؟".

وأوضح سرية أن الناجين من سجون النظام والمعتقلين فيه، يريدون "محكمة دولية تكون على غرار يوغسلافيا ورواندا. يريدون محكمة تحاكم بشار الأسد وقادة الأجهزة الأمنية، وأن يمتثلوا أمامها بشكل فعلي".

محاكمة رسلان والغريب

وفي شباط 2020، اعتقلت الشرطة الألمانية والفرنسية ضابطي المخابرات السورية السابقين أنور رسلان وإياد الغريب. وفي محاكمة بدأت في نيسان من نفس العام، وجهت إليهما تهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب تعذيب معتقلين في الفرع 251 المعروف بـ "فرع الخطيب". وفي الـ24 من شباط 2021، حكم على إياد الغريب بالسجن لمدة أربع سنوات ونصف السنة بتهمة مشاركته في تعذيب المعتقلين.