icon
التغطية الحية

بينهم سوريون.. لاجئون يحاولون الهروب من اليونان مع تشديد سياسات اللجوء

2021.10.27 | 15:34 دمشق

02e0d6679b181f3247c86734b149e3e074d4a507.jpg
لاجئون يحاولون تدفئة أنفسهم قرب منطقة ايدوميني على الحدود بين اليونان ومقدونيا الشمالية (أ ف ب)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

يحاول لاجئون من جنسيات مختلفة - بينهم سوريون - الهروب من اليونان إلى بلدان الاتحاد الأوروبي الأخرى للبحث عن حياة أفضل بعدما شددت اليونان سياسات اللجوء، منذ تشكيل الحكومة المحافظة عام 2019، ورفضت آلاف الطلبات، وطردت المئات من المخيمات.

يقول اللاجئون في "مخيم ايدوميني"، الواقع على الحدود مع مقدونيا الشمالية، إنّهم سيغادرون بسبب الشكوك فيما إذا كانوا سينالون حقوقهم القانونية في اليونان، بغض النظر عن طول فترة انتظارهم.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن طالب اللجوء الباكستاني محمد بلال (20 عاماً) أنه فقد الأمل بالحصول على أوراق مصدقة وموافقة على طلب لجوئه بعد خمس سنوات من وصوله إلى اليونان، مبيناً أنه لا يريد مواجهة خطر الاعتقال وإرجاعه إلى بلده من جديد، لذلك يحاول الوصول إلى بلد أوروبي آخر للبحث عن حياة أفضل.

لاجئون سوريون تعرضوا للضرب بالهراوات ينامون في الغابات

ويقول حارس أمني شخصي في محطة القطار: "تتنقل يومياً مجموعات من المهاجرين في هذه المنطقة"، لافتًا إلى أن "المهاجرين يُلقى القبض عليهم عندما يستسلمون للإرهاق الناجم عن محاولاتهم الفاشلة لعبور الحدود ويسلّمون أنفسهم".

ويجلس مجموعة شباب من طالبي اللجوء السوريين حول نار ويتناولون الفطر الذين قطفوه من غابة مجاورة، ويبدو عليهم التعب، حيث ينامون منذ أسبوع في بطانيات وأكياس النوم ضد البرد، ويتناقشون حول الدولة الأوروبية التي سيجرّبون حظّهم فيها.

ويقول شاب سوري من دير الزور (26 عاماً) الذي عَبَر نهر "ايفروس" من تركيا إلى اليونان قبل شهر تقريباً: "نريد ان نستقرّ في هولندا أو فرنسا وأن نجد وظيفة ونستمرّ في حياتنا".

ويؤوي مخزن قديم مجموعة أخرى من السوريين الذين عانوا من الجوع والعطش والمعاملة الصعبة من قبل شرطة اليونان ومقدونيا الشمالية.

يقول يحيى (21 عاماً): "قبضت علينا الشرطة عندما وصلنا إلى مقدونيا الشمالية، وضربونا بالهراوات وأعادونا إلى اليونان، وعندما وصلنا إلى هنا، ضربتنا الشرطة اليونانية مرة أخرى، نحاول الآن إيجاد طريق عبر الحدود مرة أخرى".

ويقف ضابطان بالقرب من إحدى مجموعات اللاجئين ويصرخان عليهم للعودة، فيركض الشباب ويتفرقون في الحقول المجاورة. يقول ضابط في سيارة الفرقة "هؤلاء الرجال ليسوا منهكين" بل بعضهم خطيرون. بحسب ما نقلت "فرانس برس".

ورحّلت الحكومة اليونانية آلاف اللاجئين من مخيم مؤقت في أيار 2016، غير أن حركة اللاجئين عادت بعد خمس سنوات.

ويسلك اللاجئون ما يسمى بطريق البلقان الذي يمر عبر اليونان ومقدونيا الشمالية وما وراءهما، على أمل طلب اللجوء في ظروف أكثر ملاءمة في بلدان الاتحاد الأوروبي القوية اقتصادياً.

وذكرت "فرانس برس" أن الشرطة ليس لديها أرقام رسمية حول عدد عابري الحدود يومياً، إلا أن كمية القمامة على الأرض قرب محطة القطار توحي بأن العشرات يمرون يومياً من هناك، كما تنتشر على سكك القطار علب طعام فارغة وزجاجات مياه وملابس وأحذية.

رفع دعاوى قضائية بسبب انتهاكات بحق اللاجئين

ومنذ تسلم حزب الديمقراطية الجديدة اليميني المحافظ السلطة عام 2019، زادت التقارير من منظمات حقوقية عن اللاجئين الذين أُعيدوا قسراً حتى في البحر، مقابل نفي الحكومة اليونانية مثل هذه الممارسات غير القانونية.

وقال مكتب محاماة براكين دوليفيرا الهولندي المختص بقضايا حقوق الإنسان الأسبوع الماضي إنه رفع دعوى قضائية ضد الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس) لردها بشكل غير قانوني أسرة سورية قد تقدمت بطلب لجوء. مبيناً أنها "(فرونتكس) قامت بترحيل العائلة السورية بشكل غير قانوني إلى تركيا في تشرين الأول 2016 بعد فترة قصيرة من وصولها إلى اليونان".

وأكد المحامون أن الأسرة التي كانت مسجونة بالبداية في تركيا فرت إلى شمالي العراق، مضيفين: "يُرحّل كل أسبوع الرجال والنساء والأطفال الفارون من الحرب والعنف بشكل غير قانوني من حدود أوروبا".

وأوضحوا أنها "(فرونتكس) تلعب دوراً رئيسياً في انتهاكات حقوق الإنسان"، مشيرين إلى أن "هناك أشخاصاً قُتلوا، بينما تعرض آخرون للهجوم أو لسوء المعاملة"، محمّلين الاتحاد الأوروبي "المسؤولية" ومطالبين "بوضع حد فوري لانتهاكات حقوق الإنسان والقمع على الحدود الخارجية".