icon
التغطية الحية

بينها سوريا.. 5 قضايا تواجه سفيرة واشنطن الجديدة بالأمم المتحدة

2021.02.24 | 15:27 دمشق

ap.jpg
سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد - AP
إسطنبول - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

وافق مجلس الشيوخ الأميركي على تعيين الدبلوماسية ليندا توماس جرينفيلد، مرشّحة الرئيس جو بايدن، لتولي منصب سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة.

وفي جلسة التصويت في الكونغرس الأميركي، التي عُقدت أمس، حصلت جرينفيلد على 78 صوتاً في مقابل معارضة 20 صوتا، لتكون بذلك الممثل الدائم لإدارة بايدن لدى الأمم المتحدة، لتحل محل الممثل بالإنابة ريتشارد ميلز اعتباراً من يوم غد الخميس 25 شباط، كما ستتولى رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأول من آذار المقبل.

ووفق ما نقلت صحيفة "بولتيكو" الأميركية، يشعر حلفاء الولايات المتحدة الأميركية بالارتياح لوجود دبلوماسي جديد يمثّل واشنطن في المنظمة الأممية، إلا أن ليندا جرينفيلد ستصل إلى مقر المنظمة في نيويورك محاطة بالمشكلات العالمية، بما في ذلك نقص تمويل الأمم المتحدة الذي ساهمت فيه الولايات المتحدة نفسها.

واعتباراً من يومها الأول، ستواجه جرينفيلد خمسة تحديات بارزة، منها أزمتان عالميتان مزدوجتان، وهما تغيّر المناخ وفيروس "كورونا"، بالإضافة إلى مجموعة من الأزمات والصراعات، منها حرب مستمرة منذ 20 عاماً في أفغانستان، والحرب في سوريا المستمرة منذ 10 أعوام، ومن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن، إلى الاتفاق النووي الإيراني المشحون سياسياً.

 

"دبلوماسية الجامبو".. من هي ليندا توماس جرينفيلد؟

تعتبر ليندا توماس جرينفيلد من الدبلوماسيين الأميركيين المخضرمين، تبلغ من العمر 68 عاماً، ولدت في ولاية لويزيانا، وتنتمي إلى الحزب الديمقراطي، حصلت على بكالوريوس الآداب من جامعة ولاية لويزيانا، وماجستير في الإدارة العامة من جامعة ويسكونسن ماديسون في العام 1975، ودرست العلوم السياسية في جامعة باكنيل في بنسلفانيا، قبل انضمامها إلى السلك الدبلوماسي الأميركي في العام 1982.

شغلت منصب مدير قسم اللاجئين والهجرة في وزارة الخارجية من العام 2004 حتى العام 2006، والنائب الرئيسي لمساعد الوزير للشؤون الأفريقية من 2006 حتى 2008، وسفيرة واشنطن في ليبيريا من 2008 حتى 2012، والمدير العام للسلك الدبلوماسي ومدير الموارد البشرية في وزارة الخارجية الأميركية من 2013 حتى 2013.

وفي العام 2013، شغلت منصب ومساعد أول لوزير الخارجية للشؤون الأفريقية، حيث ساعدت في الإشراف على الاستجابة لوباء فيروس "إيبولا"، وبقيت في منصبها حتى العام 2017، حيث أبعدها الرئيس السابق دونالد ترامب عن منصبها، كجزء من استراتيجيته في تطهير الإدارة الأميركية من كبار مسؤولي وزارة الخارجية والمهنيين، وفق صحيفة "لوس أنجلوس تايمز".

بعد ذلك عملت جرينفيلد في القطاع الخاص، ككبير المستشارين ونائب أول لرئيس مجموعة "أولبرايت ستونبريدج" في العاصمة واشنطن، التي تعتبر إحدى شركات استراتيجيات الأعمال العالمية، وتترأسها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت، وتضم مستشارين استراتيجيين، معظمهم دبلوماسيين، من مختلف أنحاء العالم.

عرفت ليندا جرينفيلد، خلال فترة عملها، بما سمته "دبلوماسية الجامبو"، في إشارة إلى "طبق الكاجون"، الذي كثيراً ما كانت تعده إلى جانب نظرائها الأجانب لإزالة الحواجز خلال المحادثات الدبلوماسية، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

شغلت جرينفيلد منصب زميل غير مقيم في جامعة جورجتاون، وسبق أن شغلت منصب زميل مقيم مختص بالدراسات الأفريقية من العام 2017 حتى 2019.

وعقب تعيينها، تعتبر ليندا جرينفيلد خامس امرأة على التوالي يتم تعيينها كسفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ومن بين السفراء الـ 15 لمجلس الأمن أربع نساء غيرها.

 

ما رؤية السفيرة جرينفيلد للسياسة الأميركية عبر المنظمة الأممية؟

في جلسات الاستماع الخاصة بالتثبيت في مجلس الشيوخ، أوضحت ليندا جرينفيلد، رؤيتها لسياسة واشنطن في الشرق الأوسط، وقالت إنها ستعمل على إعادة إيران إلى الامتثال للاتفاق النووي، وتعزيز اتفاقيات "إبراهيم للسلام" بين إسرائيل والدول العربية.

وتعهدت جرينفيلد بالوقوف ضد ما سمته "الاستهداف غير العادل لإسرائيل"، مشيرة إلى "المقاطعة" و"سحب الاستثمارات" و"فرض العقوبات"، معتبرة أن ذلك "يقترب من معاداة السامية".

وفيما يتعلق بالشأن السوري، أكدت جرينفيلد، في جلسة تأكيد ترشيحها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إنها ستعمل لفتح الطرق والمعابر الإنسانية في سوريا، لإيصال الإغاثة لمحتاجيها.

وكان مدير الأمم المتحدة في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، لويس شاربونو، حث السفيرة ليندا جرينفيلد على جعل تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها أولوية قصوى، مشيراً إلى أنه "يجب عليها التخلي عن نهج إدارة ترامب الانتقائي لحقوق الإنسان، التي كانت تدين انتهاكات أعدائها بحماس، بينما تتجاهل انتهاكات الحلفاء".

وأكد شاربونو أن على السفيرة جرينفيلد "مواصلة الضغط من أجل توسيع وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء سوريا".

كما واجهت السفيرة جرينفيلد، أسئلة صعبة حول المدى الذي ستواجهه في الاستبداد الصيني والتدخل الإقليمي، حيث يأخذ عليها بعض النواب الجمهوريين قربها من بكين، وذلك بعد أن ألقت خطاباً في معهد "كونفوشيوس" الذي تدعمه الصين في العام 2019، ما أثار مخاوف في الكونغرس بشأن "القوة الخبيثة للصين"، و"فخاخ وتكتيكات الديون في أفريقيا وخارجها".

إلا أنها تعهدت بتعزيز القيم الأميركية للديمقراطية وحقوق الإنسان والسلام، ويعتقد المراقبون أن خبرتها العميقة في جميع أنحاء القارة الأفريقية ستكون ضرورية لتعزيز العلاقات الأميركية، واحتواء النفوذ الصيني المتزايد عبر الأمم المتحدة.

وفيما يتعلق بتوزيع لقاحات فيروس "كورونا"، قال المتحدث باسم حملة "ONE" لمكافحة الفقر، إنه "نعتقد أن خلفية ليندا جرينفيلد كمساعدة سابقة لوزير الخارجية للشؤون الأفريقية، تجعلها مؤهلة للغاية لفهم حجم هذه الأزمة، وأهمية السياسة الأميركية الأفريقية".

 

 

اقرأ أيضاً: جو ويلسون.. من هو عرّاب "قانون قيصر" الجديد؟