icon
التغطية الحية

بينها تعزيز السجون.. ما المخطط الأميركي لمكافحة تنظيم الدولة في سوريا؟

2022.11.10 | 14:10 دمشق

القوات الأميركية في سوريا
القوات الأميركية في سوريا
POLITICO - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

قد يكون التركيز على الانتخابات النصفية والحرب الروسية - الأوكرانية، إلا أن البنتاغون قد شرع بكل هدوء ببناء بنية تحتية في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة على المدى البعيد.

مايزال نحو 900 جندي من القوات الخاصة الأميركية يعملون لوقت إضافي في مجال مساعدة القوات المحلية على مداهمة فلول تنظيم الدولة وذلك لكبح تلك الجماعة الإرهابية ومنعها من التقدم. بيد أن أحدث سلاح تفضله وزارة الدفاع الأميركية يتمثل في تحسين المرافق والخدمات حتى لا تتمكن عناصر تنظيم الدولة من استجماع نحو عشرة آلاف مقاتل سابق لديها يرزحون اليوم داخل مراكز الاحتجاز المتداعية في أنحاء متفرقة من سوريا.

استهدف مقاتلو تنظيم الدولة تلك المناطق عدة مرات خلال الأشهر الماضية، كان أشدها وقاحة الهجوم الذي استهدف سجن الحسكة في شمال شرقي سوريا في شهر كانون الثاني الماضي، حيث فر العشرات من السجناء خلال المعركة التي تبعت الهجوم وامتدت لعشرة أيام.

اقرأ أيضا: فورين أفيرز: ما هي استراتيجية الخروج التي يجب أن تتبعها أميركا في سوريا؟

يقول أحد المسؤولين الأميركيين في مجال الدفاع لم نذكر اسمه هنا لنتركه يتحدث بصراحة عن الوضع: "نعرف بأن تنظيم الدولة يرى في مراكز الاحتجاز والمحتجزين سبيلاً لإعادة تنظيم صفوفه، ولهذا وعلى الرغم من أن تنظيم الدولة لم يعد يسيطر على أية مناطق، إلا أنه لم يتخل عن طموحه ورغبته بإعادة تنظيم صفوفه".

طالب البنتاغون بتفويض وتمويل من قبل الكونغرس وذلك للقيام ببعض التحسينات، على الرغم من أن الشريك المحلي في سوريا، أي قوات سوريا الديمقراطية هو الذي ينفذ تلك التحديثات على الأرض.

وقد بدأت بعض تلك الأعمال منذ مدة، وهي تشمل بناء أبراج للمراقبة، وتركيب إضاءة لمنع عمليات التهريب ليلاً. بيد أن الهدف النهائي هو بناء مرافق جديدة مخصصة لأهداف معينة تتمتع بوضع أشد أمناً وإنسانية، مع تأمين الخدمات الطبية وغيرها لتلك المرافق. ولذلك تقوم وزارة الدفاع الأميركية بإجراء دراسات جدوى لبناء تلك المرافق الجديدة، على الرغم من أن تلك الجهود قد تستغرق بضع سنوات كما توقع لها البعض.

غير أن كل ذلك ليس إلا ضمادة طبية تستخدم لمعالجة مشكلة أعمق بكثير، إذ يرى مسؤولون بأن الحل على المدى البعيد يتمثل بإجلاء السجناء إلى أوطانهم، وعلى رأسها العراق وسوريا، وهنالك أيضاً عدد من المواطنين الأجانب القادمين من دول بينها كندا وأستراليا، ولذلك، فإن الأفق قاتم جداً للأسف.

يتابع ذلك المسؤول حديثه فيقول: "في حال استمرت جهود الإجلاء بهذه الوتيرة، فسنبقى هناك لعقد من الزمان أو يزيد. أي أن الحاجة لحل هذه المشكلة، التي تحتل معها وزارة الخارجية موقع الصدارة، باتت ملحة جداً".

بيد أن خطة الولايات المتحدة وشركاؤها في ذلك البلد يمكن أن تتضارب مع مصالح تركيا التي هددت بشن عملية عسكرية واسعة النطاق تستهدف وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني شمال شرقي سوريا، المصنف على لوائح الإرهاب في تركيا.

فقد أثارت أنقرة ضجة كبيرة حول عزمها على شن عملية عسكرية طوال أشهر، كما زادت في الوقت نفسه من حالة تصعيد التوتر عبر شنها لغارات في سوريا ضد أهداف تعود لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، شملت عملية اغتيال زعيمة وحدات حماية المرأة، أي الذراع النسائي لقسد.

ومنذ الصيف الماضي والمسؤولون الأميركيون يدقون ناقوس الخطر حيال ذلك التحرك بحجة تأثيره على محاربة تنظيم الدولة. حتى أن كبار المسؤولين في وزارة الدفاع زاروا تركيا في مطلع هذا العام حتى ينقلوا مخاوفهم لأنقرة بصورة مباشرة.

المصدر: Politico