icon
التغطية الحية

بيان إدانة يصدره "التحالف العربي الديمُقراطي" ضد ممارسات "قسد"

2020.08.08 | 01:08 دمشق

ypg31032019-780x405.jpg
أحمد طلب الناصر - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

أصدر "التحالف العربي الديمقراطي في الجزيرة والفرات" بياناً، أمس الجمعة، دان فيه ممارسات "قوات سوريا الديمُقراطية" (قسد) في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور وآخرها عمليات الاغتيال التي طالت رجالات وشيوخ العشائر.

واستهلّ "التحالف العربي الديمقراطي في الجزيرة والفرات" بيانه بعبارة: "تحية إكبار واعتزاز بانتفاضة العرب ضد العنصرية والقمع" في إشارة إلى أن الحراك القائم ضد "قسد" في الريف الشرقي والذي يعتبر بمثابة "انتفاضة" ضد ما تقوم به الأخيرة من ممارسات عنصرية وقمعية بحسب البيان.

وأكّد البيان على مقاومة أهالي المحافظات الثلاث الواقعة تحت سيطرة "قسد" ورفض الانتهاكات التي مورست بحقهم، وحذّرهم في الوقت عينه من استغلال أي طرف لحراكهم، وشدّد على أن "استمرار الضغط على ملايين العرب في المحافظات الثلاث، سيحدث زلزالاً لن يكون من السهل احتواؤه، خاصة مع تصاعد مظاهر الاحتجاج والرفض لسياسات الميليشيات العنصرية من قبل أهالي المنطقة".

الدكتور ممتاز الشيخ، وهو من مؤسسي التحالف العربي، أكد خلال حديث مع موقع تلفزيون سوريا على أن الاستقواء على العرب بلغ أشده في الآونة الأخيرة ما دفعهم لإطلاق نداء التحالف والتنبيه إلى حساسية الوضع وأن "لحظة الانفجار المجتمعي قد اقتربت، بعد أن تمادى (حزب العمال الكردستاني) وحلفاؤه في المنطقة في فرض أجنداتهم مرتكزين على مساندة قوات التحالف الدولي لهم في مهمة محددة ليتمددوا بهذا الاستقواء إلى التضييق على العرب وعلى أرزاقهم ورموزهم".

وينبّه البيان إلى حصول "غليان شعبي" يسود غالبية مناطق المحافظات الشرقية، وأن الأهالي "يطالبون الولايات المتحدة بتسليم إدارة المنطقة إلى سكّانها الأصليين العرب، وإنهاء الأوضاع الشاذة القائمة حالياً والتي إذا ما استمرت على هذا المنوال فلن تعرف المنطقة بمحافظاتها الثلاث الاستقرار".

ودان البيان عمليات الاغتيال التي طالت الشخصيات والوجهاء والشيوخ، التي يرى بأنها تستهدف "الإنسان العربي في الجزيرة والفرات وهويته" وتهدد وجوده، محملاً مسؤولية ما يحدث في ريف دير الزور لما وصفها بـ "السلطة المزيفة".

 ودعا البيان لإتاحة الفرصة لـ "الأغلبية العربية في الجزيرة والفرات بمسيحييها ومسلميها، للإمساك بزمام الأمور والقيام بدورهم الطبيعي في إدارة شؤونهم بأنفسهم، إلى جانب شركائهم من باقي المكوّنات، عرباً وسرياناً وكرداً وتركمان".

  • مصير المنطقة تحت سيطرة "قسد"

يرى الكاتب والإعلامي، غياث كنعو، أن "مستقبل الجزيرة والفرات سيبقى غامضاً ومبهماً نتيجة تحكم جماعات دخيلة عليها، رغم أنها مسجلة في قوائم الإرهاب في إشارة لحزب العمال الكردستاني. وتاريخياً لا يمكن لأقلية عرقية لا تتجاوز 15% أن تسيطر على أكثرية من أبناء المنطقة وأقصد العرب بمسلميهم ومسيحييهم".

ولفت خلال حديثه مع موقع "تلفزيون سوريا" بأن "ما يجري في المحافظات الثلاث، الحسكة والرقة ودير الزور، وتحديداً ما حصل ويحصل مؤخراً في المحافظة الأخيرة من احتجاجات واشتباكات جراء اغتيال شيوخ عشائرها، "نتيجة طبيعية لتصرفات سلطة الأمر الواقع المسماة (قسد)".

ويضيف كنعو مبيناً أن تلك التصرفات تندرج تحت ثلاث نقاط "الأولى تكمن في العجز الحقيقي لقسد عن تحقيق الأمن والأمان للأهالي، والثانية تشكيل انطباع عند الأهالي بأن استهداف الشخصيات ذات المكانة الاجتماعية الخاصة يهدف مستقبلاً إلى إضعاف المنطقة بتفريغها من قياداتها، والثالثة تتمثل في خوف الناس من جرّ المنطقة إلى المجهول".

ويستطرد معلّقاً على "قانون إدارة أملاك الغائب" الذي صدر مؤخراً فيقول كنعو: "حين تسمي جهةٌ ما نفسها (إدارة ذاتية) فهي تعتبر نفسها جزءاً من الدولة السورية، وبالتالي هي تخضع لدستورها، وما فعلته تلك الإدارة بإصدارها لما سمّته قانوناً لإدارة الأملاك هو خرق فاضح للدستور السوري الذي ينصّ على حماية الملكية الخاصة ويمنع التصرّف بها بالمطلق".

ويشدّد البيان بأن الممارسات الجائرة التي ترتكبها قوات "قسد" لا تستهدف العرب فحسب وإنما تستهدف "إخوتنا الأكراد السوريين أيضاً، ما يكشف عن طبيعة هذا المشروع الفوضوي الذي يريد للميليشيا أن تحكم وكأنها دولة" بحسب ما جاء في ختام البيان.

  • التشاركية هي الحل

يرى كنعو أن الحل لا يمكن إلا بالتشارك مع أهل المنطقة، لافتاً بأن "الإدارة الذاتية" تزعم بوجود مكونات أخرى ضمن تشكيلها، كالعرب والسريان والتركمان وغيرهم، إلا أن هؤلاء لا نستطيع تسميتهم شركاء بل هم أُجَـراء وموظفون لديها".

أما ممتاز الشيخ، وهو ابن إحدى عشائر ريف دير الزور الشرقي، وكان يشغل منصب مدير عام الإذاعة والتلفزيون في سوريا قبل أن ينشقّ في بدايات الثورة السوري، فيقول إن "مناطقنا عانت عبر تاريخها من عسف الاحتلال ومن تهميش السلطات الحاكمة، لكنه ظل متماسكاً، ولم يتمَّ المساس بثقافته وعاداته وعقائده. كما أن ثقافة المنطقة تاريخياً لم تعرف التعصب بل رحبت بالآخرين عندما جار الزمن عليهم كالكرد والأرمن والعراقيين لاحقاً".

يذكر أن شخصيات سياسية واجتماعية من أبناء المنطقة الشرقية بالإضافة إلى معارضين سوريين أطلقوا في في 23 من حزيران الماضي "التحالف العربي الديموقراطي في الجزيرة والفرات"، على أعقاب ما أطلق عليه "الحوار الكردي-الكردي في سوريا" برعاية الولايات المتحدة.

كلمات مفتاحية