icon
التغطية الحية

بوليتيكو: بوتين يستخدم في أوكرانيا دليل العمل الدموي المدمر في سوريا

2022.10.11 | 17:11 دمشق

تصاعد الدخان جراء قصف استهدف أبنية سكنية بمدينة لفيف الأوكرانية
تصاعد الدخان من جراء قصف استهدف أبنية سكنية بمدينة لفيف الأوكرانية
بوليتيكو - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

عاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للاستعانة بدليل عمله الدموي المدمر الذي استخدمه مع سوريا، وذلك عبر شن وابل من الغارات الصاروخية التي استهدفت مواقع مدنية في مناطق مختلفة من أوكرانيا يوم الاثنين الماضي، مما زاد الضغط على الحلفاء الغربيين حتى يقوموا بتزويد كييف بنظم دفاع جوي انتظرتها طويلاً.

لم يكن القصف في ساعة الذروة يوم الاثنين الماضي على شوارع كييف ولفيف ودنيبرو وزابوروجيا وغيرها من المناطق مفاجأة كبيرة، بما أن بوتين أعرب عن استعداده لتبني أساليب أشد وحشية منذ أن عين سيرغي سوروفيكين، وهو الجنرال الذي أشرف على القوات الروسية في سوريا خلال الفترة الواقعة ما بين عامي 2017-2020، كقائد أعلى للجهود الحربية الروسية في أوكرانيا.

في خطاب ألقاه بوتين خلال اجتماع طارئ عقده لمجلس الأمن القومي الروسي يوم الاثنين، زعم بأن تلك الغارات أتت رداً على التفجير الذي استهدف الجسر الذي يربط بين القرم المحتلة وروسيا، وأعلن بأن روسيا قد نشرت: "أسلحة طويلة المدى عالية الدقة في الجو والبحر والبر"، وذلك لتقوم بشن: "هجمات كبيرة على مواقع تستهدف مرافق الطاقة والقيادة العسكرية والاتصالات في أوكرانيا"، وأضاف بأن روسيا ستكمل انتقامها في حال واصلت أوكرانيا ضرب الأراضي التي تدعي روسيا بأنها روسية.

هذا ومن جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية عن إطلاق روسيا لـ75 صاروخا تم إسقاط 41 منها.

 

 

 

بيد أن ادعاء موسكو بأنها تشن هجمات عالية الدقة على مواقع استراتيجية ما هو إلا ستار يخفي الحقيقة وهي أن القصد الواضح هو قتل المدنيين، بما أن الصواريخ استهدفت منطقة شيفتشينكيفسكي في وسط كييف خلال ساعات الذروة والازدحام في الصباح، إذ تظهر الصور ومقاطع الفيديو التي التقطها صحفيون وكاميرات أمنية سيارات وهي تحترق، كما تظهر حفرة بجانب ملعب للأطفال في حديقة شيفتشينكو وجسر مشاة مهدم بالكامل تقريباً.

 

ومن جهته أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر تطبيق تيليغرام بأن روسيا تبين بأنها تستهدف اثنين من هذا الهجوم: مرافق الطاقة في البلد والأوكرانيين الذين خرجوا ليمارسوا حياتهم اليومية، حيث قال: "إنهم يريدون بث الرعب والفوضى" وذلك عبر مقطع فيديو صوره بوساطة هاتفه النقال وهو يسير في شوارع كييف. وذكر بأن هجمات يوم الاثنين أتت في وقت: "تم اختياره بعناية ليخلف أعلى قدر ممكن من الخسائر... لماذا شنت تلك الغارات بالتحديد؟ لأن العدو يريدنا خائفين، ويريد أن يجعل من شعبنا يهرول هرباً، ولكننها لا نهرب إلا إلى الأمام، وقد أظهرنا ذلك في ساحة القتال، وسنستمر على هذا المنوال".

هذا ولقد جدد زيلينسكي مطالبته للغرب بتزويد أوكرانيا بالمزيد من نظم الدفاع الجوي، فقد طلبت كييف ذلك المدد من القوة النارية قبل أسابيع، متذرعة بأنه من المحتمل لروسيا أن تحاول تدمير قطاع الطاقة والبنية التحتية الصناعية في أوكرانيا خلال فصل الشتاء، ولقد خاب أمل كييف بسبب الاستجابة البطيئة التي أبداها الغرب.

حيث ذكر زيلينسكي في تغريداته بأنه تحدث إلى المستشار الألماني أولاف شولتز ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في أعقاب الغارات التي استهدفت العاصمة وغيرها من المدن، وقال عن ماكرون: "تناقشنا حول إمكانية دعم الدفاع الجوي لدينا، والحاجة لرد دولي وأوروبي أقوى، بالإضافة إلى زيادة الضغط على الاتحاد الروسي".

سيرغي سوروفيكين.. جزار سوريا يتولى القيادة

حدث كل ذلك بعدما تولى سوروفيكين قيادة الجيش الروسي في أوكرانيا يوم السبت الماضي.

وهذا الجنرال البالغ من العمر 55 عاماً، قد تولى قيادة الجيش الجنوبي الروسي والقوات الروسية في سوريا قبل ترقيته، ومن المعروف عنه بأنه شخصية مشهورة بقسوة قلبها، فقد ارتبط اسمه بالقمع العنيف لاضطرابات دوشانبي المناهضة للسوفييت في طاجيكستان عام 1990، وثمة أنباء تفيد بأنه سجن (قبل أن يطلق سراحه دون توجيه أي تهمة له) بعدما قتل جنود يعملون تحت إمرته ثلاثة محتجين في موسكو خلال الانقلاب الفاشل على الرئيس السوفييتي ميخائيل غورباتشوف في آب 1991. وفي عام 1995، حكم عليه مع وقف التنفيذ (ليلغى هذا الحكم فيما بعد) وذلك لمشاركته في تجارة الأسلحة المحظورة، كما لعب دوراً مهماً في حرب الشيشان الثانية التي خاضتها روسيا، حيث ترأس الفرقة الثانية والأربعين لحرس الرشاشات الآلية.

إلا أن المنصب الذي شهره وجعله مرهوب الجانب أيضاً هو ترؤسه للقوات الروسية في سوريا، عندما تدخلت موسكو لدعم نظام بشار الأسد. ولهذا صنفت هيومن رايتس ووتش، وهي منظمة غير حكومية، سوروفيكين بين القادة "الذين قد يتحملون مسؤولية القيادة" بالنسبة لانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت في الحملة على إدلب خلال الفترة الواقعة بين عامي 2019-2020، وذلك عندما شنت القوات السورية والروسية عشرات الهجمات الجوية والبرية التي استهدفت مواقع مدنية وبنية تحتية، فدمرت البيوت والمدارس ومرافق الرعاية الصحية والأسواق.

لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تُتهم فيها القوات الروسية بجرائم حرب في سوريا، وذلك لأن القوات التابعة للكرملين، شنت بالتعاون مع قوات النظام السوري حملة قصف امتدت لمدة شهر على مناطق المعارضة في حلب في عام 2016، ما تسبب بمقتل المئات من المدنيين، بينهم 90 طفلاً، وذلك بسبب تلك الغارات الجوية العشوائية والذخائر العنقودية والأسلحة النارية الحارية التي استهدفت مرافق مدنية، بينها مرافق صحية.

والآن، مع إحساس القوات الروسية بالخطر في أوكرانيا، وخطاب بوتين قوي اللهجة الذي لا يعبر عن الوضع على الأرض في تلك الحرب، يبدو سوروفيكين كمن استعاد أسلوبه القديم القائم على إلحاق أكبر قدر من الخسائر والأضرار بين صفوف المدنيين، في محاولة منه لتغيير مسار الحرب لصالح بلده.

المصدر: بوليتيكو