icon
التغطية الحية

بنسبة تفوق سعرها خارج سوريا.. حكومة النظام ترفع رسوم جمركة الموبايلات

2022.09.05 | 21:04 دمشق

رجل في محل لبيع الموبايلات في سوريا (إنترنت)
رجل في محل لبيع الموبايلات في سوريا (إنترنت)
دمشق - جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

لم تكتمل فرحة الحاج مصطفى، 55 عاماً، بجواله السامسونج الجديد، والذي حصل عليه كهدية من ابنته المقيمة في الأردن، والتي تزورهم مرةً في السنة، إذ أجَّل جمركته لبعض الوقت لحين توفر ثمنها. لكن بعد رفع أسعار الجمركة الأخير قرر الحاج استخدامه للإنترنت والسوشل ميديا فقط، والإبقاء على هاتفه القديم للاتصال عبر الشبكة المحلية. 

ويقول الحاج لموقع "تلفزيون سوريا"، إن "أجور جمركة الهاتف المحمول الجديد تفوق ثمنه مرتين في الأردن"، مضيفاً أن ما تقوم به وزارة الاتصالات والتقانة يعد سرقةً لأموال الناس دون وجه حق، "يجو يشاركونا بالموبايل"، قال الحاج مستهزئاً. 

وفي وقت تفرض حكومة النظام رسوم جمركة على أجهزة الموبايل تبعاً لنوعه وسعره، أثار رفع أجور جمركة الجوالات في سوريا، دون صدور قرار رسمي بذلك، استياء سكان وأصحاب محال الجوالات الذين قال بعضهم لموقع تلفزيون سوريا "رُفعت أجور جمركة بعض الجوالات بنسبة تفوق سعرها خارج سوريا".

مليونا ليرة رسوم جمركة جهاز أيفون 13

وبحسب التعرفة الجديدة، ارتفعت تعرفة جمركة موبايل أيفون 13 برو ماكس مثلاً إلى نحو مليوني ليرة وأصبحت تتجاوز الـ 5 ملايين، بعد أن كانت نحو 3 ملايين ليرة سورية، وطال الرفع تعرفة باقي أنواع الجوالات بنسب تجاوزت الـ 50%، بعد رفعها من قبل وزارة المالية العام الفائت 2021 بنسبة 20% إلى 30%. 

وعليه، تشهد أسواق الجوالات في سوريا حركة بيع منخفضة منذ أشهر، وجاء رفع رسوم الجمركة ليزيد "الطين بلة"، كما قال عهد، 33 عاماً، وهو صاحب محل جوالات في منطقة البحصة بدمشق. مضيفاً أنَّه منذ شهر تقريباً لم يبع أي جوال ويقتصر عمله على بيع إكسسورات الجوالات والفرمتة وتنزيل بعض البرامج والتصليح. 

بينما قال، فادي، وهو عامل في محل مجاور لعهد، لموقع تلفزيون سوريا "أسعار الجوالات في سوريا غالية جداً، والناس كانت تعتمد في اقتناء الجوالات الحديثة على الخارج سواء عن طريق التهريب أو أن يأتي الجوال كهدية لشخص ما نظراً لمنع استيراد الجوالات الحديثة من قبل حكومة النظام بدءاً من آذار/مارس 2021. 

طرق ملتوية لجمركة الهواتف المحمولة

ويلجأ بعض من يحصل على جوالات حديثة عن طريق التهريب إلى مختصين بـ "ضرب الأيمي imei" للجهاز الجديد حسبما قال فادي. و"ضرب الأيمي" هي تبديل الأيمي للجهاز الجديد بأيمي لجهاز قديم معرَّف على الشبكة"، مقابل مبلغ 50 ألف ليرة، وانتشرت في سوريا خلال سنوات الحرب رغم مخاطرها الأمنية واضطرار من يلجأ إليها لإعادة العملية كل سنة أو أقل، وفقاً لكلام فادي.  

لكن، رغم توفر هذه الطريقة يرفض الحاج مصطفى اللجوء إليها. ويقول للموقع "جوالي القديم يكفي للاتصال على الشبكة المحلية، ولولا توقف الواتس آب وبعض التطبيقات عليه لما غيرته". مشيراً إلى أنه يستخدم جواله الجديد بقصد التواصل مع أبنائه خارج سوريا. 

بالمقابل، يفكر علاء، 22 عاماً، وهو طالب صيدلة سنة ثانية ببيع جواله الذي جاءه كهدية من أخيه في الإمارات لعدم قدرته على دفع رسوم جمركته حتى قبل رفع رسوم التصريح منذ أيام. 

ويوضح في حديثه لموقع تلفزيون سوريا "عرضت جوالي الجديد وهو "Samsung Galaxy Note 20 Ultra" غير المجمرك للبيع في أحد المحال نظراً لظروفي المادية السيئة مقابل 6 ملايين ليرة، ولم أتمكن من بيعه بسعر مناسب حتى اليوم". إذ يبلغ سعر جوال "Samsung Galaxy Note 20 Ultra ثمانية ملايين ليرة، كلفة جمركته بحسب آخر تعديل لرسوم الجمركة 3 ملايين و600 ألف ليرة. 

وكانت وزارة المالية التابعة للنظام قسمت في العام 2019 أجهزة الموبايلات إلى أربع شرائح جمركية: أولى وثانية وثالثة ورابعة لكنها في العام الفائت 2021، ألغت الشرائح وأصبحت جمركة كل جهاز تحدد بناء على سعره العالمي، وفي حال امتناع مالك الجهاز عن جمركته، فلن يعمل جهازه على الشبكة المحلية.