icon
التغطية الحية

بلدية غازي عنتاب: بدأنا نموذج تعايش مشترك مع السوريين في تركيا

2021.12.12 | 13:49 دمشق

ryyst_bldyt_astnbwl.png
رئيسة بلدية غازي عنتاب فاطمة شاهين / (الصورة لأورهان إيركيليش - VOA)
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قالت رئيسة بلدية غازي عنتاب الكبرى، فاطمة شاهين، إن تركيا استقبلت ملايين اللاجئين السوريين الذي جاؤوا هرباً من القصف وبحثاً عن حقهم في الحياة، مشيرة إلى أنّ بلديتها بدأت ما سمّته نموذجاً للعيش المشترك من أجل السلام والأمن في المدينة، بحسب ما أوردته في مقابلة مع موقع "صوت أميركا - VOA" بنسخته التركية.

في العام العاشر للحرب في سوريا، خصص المانحون الدوليون مليارات الدولارات لحل أزمة اللاجئين السوريين، وكانت تركيا -الدولة الأقرب إلى الشمال السوري- من بين الدول الأكثر تضررا من أزمة اللاجئين.

وفي معرض حديث رئيسة بلدية غازي عنتاب الكبرى عن أسباب الهجرة عالمياً، والظروف التي دفعت السوريين لبدء رحلة لجوئهم قالت:

"لماذا يضطر الناس إلى الهجرة؟ لأن رغبة الناس في العيش في ظروف أفضل كانت موجودة في كل جزء من العالم، كما أن الهجرات القسرية كانت موجودة دائماً، والوضع الذي نعيشه في هذه المنطقة هو أن على الناس الهجرة لإنقاذ حياتهم وعائلاتهم، والهروب من القنابل الكيماوية والحفاظ على حقهم الأساسي؛ الحق في الحياة".

وتحدث شاهين في مقابلتها مع "VOA" عن المشاريع التي نفذت في غازي عنتاب لحل الأزمة الإنسانية التي سببها اللاجئون في العام العاشر من الحرب.

نموذج التعايش المشترك

وأكدت شاهين أن "نموذج التعايش هو النموذج الأكثر دقة، وذلك من أجل السلام والهدوء والأمن في المدينة وليس لتقليل جودة حياة شعبنا"، مشيرة إلى أن السلطات عملت من أجل هذا الهدف على "تحديد عدد المهاجرين في كل أسرة، ومستوى تعليمهم، وأعمارهم، واحتياجات هؤلاء الأشخاص".

وأشارت إلى أنّ هذه الإجراءات اتخذت في عام 2014، إثر تفاقم أزمة اللجوء عالمياً، فأنشأت بلدية غازي عنتاب مكتبًا فرعيًا مسؤولاً عن الهجرة في المدينة وذلك اعتماداً على خبرتها السابقة في هذا الشأن، واستناداً إلى المشكلات التي كان يتعرض لها المواطنون الأتراك خلال رحلات هجرتهم.

الحاجة الأساسية هي التعليم

ولفتت شاهين إلى أن التعليم هو أهم حاجة للاجئين القادمين إلى تركيا وقالت "إذا لم نقرر منذ بداية الحرب مساعدة اللاجئين والأطفال، فسيكون هناك جيل ضائع"، مما دفع الجهات الحكومية إلى تقديم ​​دروس في اللغة التركية للأمهات والآباء والأطفال عبر دورات التدريب الفني والمهني في غازي عنتاب (GASMEK). كما بنت الحكومة مزيداً من الفصول الدراسية بالتبرعات الواردة من المانحين لهذا الشأن.

قضايا الصحة 

وبينت شاهين أنهم حددوا المشكلات الرئيسية الأخرى مثل الصحة بعد الدراسات الميدانية، وقالت: "نتيجة البحث الميداني الذي قمنا به، قررنا أن المشكلة الرئيسية الثانية هي الصحة، لقد قمنا بتفعيل القانون الذي ينص على أن كل طفل يولد في بلدنا يخضع لنظام الضمان الاجتماعي، وكذلك للأطفال اللاجئين؛ مما مكنهم من الوصول بسهولة إلى الصحة والعلاج بسرعة".

أطفال سوريون في غازي عنتاب.png
طلاب سوريون في مدينة غازي عنتاب - VOA

توظيف اللاجئين في سوق العمل

وحول اندماج اللاجئين السوريين في سوق العمل وقدرة القطاع الاقتصادي على احتواء هذا العدد الكبير من اليد العاملة قالت شاهين إن الدولة قامت بإدراج اللاجئين داخل منظومة العمل بطريقة تحمي اليد العاملة التركية والتجار الأتراك، كما أن اللاجئين ماهرون للغاية في عدد من القطاعات. نظرًا لأنهم يتقنون اللغتين العربية والإنجليزية، حيث لعبوا دورًا نشطًا في التجارة الدولية وفتح أسواق جديدة للمدينة. وتم إنشاء ما يقرب من 900 شركة مسجلة لدى غرفة تجارة غازي عنتاب. وأنشأت غرفة التجارة لدينا أيضًا مكتبًا لسوريا ضمن هيكلها الخاص. إضافة إلى إنشاء مصانع مشتركة تركية سورية في نطاق غرفة صناعة غازي عنتاب.

أسعار المساكن ارتفعت مع وصول اللاجئين

أوضحت شاهين أن أسعار المنازل ارتفعت مع وصول 500 ألف لاجئ إلى المدينة بعد الحرب، لافتة إلى أن إحدى أكبر المشكلات التي واجهها المواطنون هي زيادة أسعار الإيجارات. إلا أن البلدية وبدعم من وزارة البيئة، زادت عدد الإسكان الاجتماعي في المدينة، وتم إصدار 5 آلاف طلب سكني، كما يجري التوسع بمدينة "Güneyşehir"، وتلقت البلدية في سبيل ذلك دعمًا كبيرًا من الحكومة اليابانية للبنية التحتية.

وبحسب البيانات الواردة من جمعية اللاجئين، فقد ارتفع عدد السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة المسجلين في تركيا بمقدار 14358 لاجئاً جديداً مقارنة بالشهر السابق وبلغ إجمالي 3 ملايين و738 ألفًا و32  شخصا حتى 25 تشرين الثاني 2021، وبلغ عدد اللاجئين السوريين في غازي عنتاب نحو 460 ألفاً و325 لاجئا.