icon
التغطية الحية

بعد شهر من اختفاء قاربهم.. أهالي المفقودين من سوريا ولبنان يطالبون بأبنائهم

2024.01.13 | 09:26 دمشق

قفغع5
صورة أرشيفية لمركب قبل غرقه قبالة لبنان (الجيش اللبناني)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ما يزال مصير 84 شخصاً -معظمهم من طالبي اللجوء السوريين- مجهولاً، بعد صعودهم على متن قارب كان متجهاً إلى قبرص قبل شهر من الآن، وسط توجيه عائلاتهم مناشدات إلى كل من السلطات اللبنانية والقبرصية والمنظمات الإنسانية، للكشف عنهم.

ونقل موقع "مهاجر نيوز" عن السيدة السورية "جيداء" التي تروي ما حدث مع نجليها المختفيين مع القارب قبل شهر، فتقول بصوت مرتجف: "توجهت من سوريا إلى لبنان لتوديعهما يوم مغادرتهما. أنا أرملة منذ 14 عاماً، وأبنائي محمد (21 عاماً) وعبد الرحمن (20 عاماً) كانا سندي الوحيد بعد موت والدهما. بدأا بالعمل بعمر الـ13 عاماً لمواجهة الفقر، ومنذ اختفائهما، نعيش كارثة أنا وإخوتهم. ماذا سيحدث لنا من دونهما؟ أصلّي صباح مساء للعثور عليهما".

أقارب بعض طالبي اللجوء الذين كانوا على متن القارب، أفادوا للمصدر بأن المبلغ الذي طلبه المهربون تراوح بين 3000 و3700 يورو مقابل كل شخص. حيث تم وضع المبلغ لدى مكاتب مخصصة لذلك، على أن يتم سحب المبلغ عند وصول طالبي اللجوء إلى وجهتهم.

وبعد وقت قصير من انطلاق المركب من السواحل اللبنانية، فقد محمد، وهو سوري، الاتصال مع ابنه ذي الـ15 عاماً، ويقول: "أرسل لي مقطعاً صوتياً من هاتف أحد المهاجرين الآخرين في تمام الساعة الثانية وسبع دقائق، قال لي إنهم انطلقوا في البحر"، ومنذ ذلك الحين، لم يسمع الأب أي أخبار عن ابنه.

ويضيف محمد: "أحياناً يقال لنا إنهم عثروا على مخدرات، وعلى أشخاص مطلوبين للإنتربول، لكن لا شيء مؤكد". وأشار إلى أن أحد مقاطع الفيديو التي استقبلها الأهالي، وصلت الساعة السابعة صباحاً، أي بعد نحو خمس ساعات من انطلاق المركب.

وأردف: "هذا يعني أنهم كانوا بالقرب من أحد السواحل، هذا هو التفسير الوحيد لالتقاط إرسال الهاتف المحمول وتحميل مقطع الفيديو، لكن أي ساحل؟ هل تاهوا في البحر وانتهى بهم المطاف في سوريا؟ أو في لبنان؟ هل تم اختطافهم من قبل مهربين؟ هل تم اعتقالهم؟ لا نعلم، ولم ترد أي أخبار عن حوادث غرق في المنطقة في تلك الفترة".

أما أدهم، وهو سوري مقيم في تركيا، فينتظر سماع أي أخبار موثوقة عن مصير أخيه وخاله اللذين صعدا على متن القارب. ويقول: "أخي وضعني أمام الأمر الواقع، غادر سوريا باتجاه لبنان، وطلب مني إرسال المال حتى يصعد على متن ذلك القارب. أما خالي فباع بيته في سوريا واشترى بيتا أصغر، حتى يوفر المبلغ المطلوب".

أكثر من 30 قاصراً سورياً

وفي منتصف ليلة الـ12 من كانون الأول الماضي، غادرت سفينة سواحل لبنان متجهة إلى قبرص، وعلى متنها 84 طالب لجوء، معظمهم سوريون ومن بينهم أكثر من 30 قاصراً، بحسب صحيفة "لوريان لو جور" اللبنانية، التي أكدت فقدان أولئك الأشخاص.

وتعدّ السواحل اللبنانية نقطة انطلاق لقوارب طالبي اللجوء باتجاه جزيرة قبرص، التي أضحت وجهة جاذبة للفارين من الأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية في سوريا ولبنان، وباتت بوابة عبور إلى أوروبا في ظل قلّة خيارات "الهجرة الآمنة"، ولا سيما أنها تبعد أقل من 200 كيلومتر عن سواحل طرابلس اللبنانية وطرطوس السورية.

إشاعات ومعلومات متضاربة

وأوضحت الصحيفة اللبنانية أن قبطان السفينة التي أبحرت من السواحل اللبنانية، هو الشخص الوحيد الذي تمكن من الاتصال بأسرته، وذلك في الثالث من كانون الثاني الجاري، وأبلغها بأنه محتجز في قبرص.

وفي الـ19 من كانون الأول الماضي، أعلنت منظمة "هاتف الإنذار" أن السلطات القبرصية واللبنانية لا تعطيان معلومات واضحة عن مصير طالبي اللجوء المفقودين، منوهة إلى وجود عدة إشاعات حول تعرضهم للاعتقال في قبرص، أو الترحيل إلى لبنان، أو ضياعهم في البحر.

من جانبه، قال المحامي والناشط محمد صبلوح الذي أوكله أهالي طالبي اللجوء لمتابعة القضية، إن الأنباء متضاربة والغموض يحيط مصيرهم، مؤكداً أنه تواصل مع السلطات اللبنانية وأنه يتابع معها إمكانية البحث عن المختفين ومعرفة مصيرهم.

وأضاف صلبوح في اتصال مع المصدر: "كل يوم تردنا معلومات مختلفة، بعض الناس رأوا القارب قبالة قبرص، أشخاص آخرون قالوا إن طالبي اللجوء في قاعدة بحرية بريطانية في الجزيرة، وغيرها، لكن كل هذه المعلومات غير أكيدة".

وصرّحت المنسقة في جمعية "مجلس اللاجئين في قبرص" كورينا دروسيوتو بالقول: "ليست لدينا معلومات عن هذا القارب، وللأسف لا يبدو أن أحداً لديه أي معلومات على جانبي الجزيرة (اليوناني والتركي). ولا توجد مؤشرات على أنهم وصلوا إلى قبرص على الإطلاق".

وأضافت: "تواصل معنا أقارب طالبي اللجوء، ولا أحد لديه أي معلومات. كما لا توجد معلومات من لبنان أيضاً. إذا تم القبض عليهم في مكان ما على الجزيرة، فأعتقد أن المعلومات كانت ستصل إلينا في نهاية المطاف. خاصة أننا لم نشهد مطلقاً أي حوادث عن اعتقال السلطات لأولئك الأشخاص وإخفائهم، ولم يكن هناك سبب للقيام بذلك في هذه الحالة مع وجود نساء وأطفال، خاصة أن عددهم كبير ومن السهل ملاحظة وجودهم في الجزيرة".