icon
التغطية الحية

بعد شهرين حظر.. "قسد" تسمح لـ"فرانس برس" بالعمل شمال شرقي سوريا

2022.03.10 | 17:20 دمشق

تقييد الصحافة
انتهاكات لـ"الإدارة الذاتية" بحق الصحفيين في شمال شرقي سوريا
الحسكة - سامي الحسن
+A
حجم الخط
-A

سمحت "الإدارة الذاتية" مجدّداً لـ مصوري وكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) بالعمل مجدّداً في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) شمال شرقي سوريا، بعد حظرها لأكثر من شهرين.

وقال مصدر لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "الإدارة الذاتية سمحت لـ مصوّر وكالة الصحافة الفرنسية دليل سليمان استئناف عمله في المنطقة بعد فرض شروط عليه منها: عدم تصوير مشاهد جوية من دون الحصول على موافقة أمنية".

وأكّد مصوّر "فرانس برس" دليل سليمان - عبر صفحته على "فيس بوك" - استئناف العمل في مناطق "الإدارة الذاتية"، بعد توقيف دام 70 يوماً.

وأشار المصدر - المقرّب من "قسد" - إلى أنّ "فرانس برس أصرّت على إبقاء مصوّرها الحالي بعد تلقيها كتابا من دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية يرحب بعملها، بشرط استبعاد المصور دليل سليمان".

وكانت "الإدارة الذاتية" قد أصدرت، قبل أكثر من شهرين، قراراً بتوقيف "سليمان" عن العمل لمدة عامين بحجة عدم حضوره للاستجواب بعد اتهامه بـ"تجاوزات قانونية" في مناطق سيطرة "قسد".

 

وتعرّض "سليمان" للاستجواب من قبل استخبارات "قسد" أكثر من مرة، على خلفية تصويره مكبّ نفايات بالقرب من حقول النفط في منطقة القامشلي بريف الحسكة، حيث تتجمع عشرات العائلات معظمهم نساء وأطفال وهم ينبشون القمامة بحثاً عمّا يسد جوعهم.

وبحسب المصدر فإنّ قرار توقيف "سليمان" جاء بضغط من كوادر "حزب العمال الكردستاني - PKK" الذين أبدوا عدم رضاهم عن تغطية وكالة الصحافية الفرنسية لمواضيع الفقر والتلوث وتجنيد الأطفال في مناطق سيطرة "قسد" شمال شرقي سوريا.

وأضاف أنّ "قرار التوقيف يهدف لإيصال رسالة واضحة إلى سليمان وعموم الصحفيين في مناطق (الإدارة الذاتية) بعدم تغطية المواضيع التي لا تنسجم مع السياسية الإعلامية لوسائل الإعلام الرسمية التابعة للإدارة".

ويرى المصدر أنّ ملفات "النفط وتجنيد الأطفال والحديث عن دور ونفوذ حزب العمال الكردستاني والفساد وغيرها من الملفات العسكرية والأمنية تعدّ خطوطاً حمراء، ويُحاسب أي شخص يتحدّث عن هذه المواضيع"، مردفاً: "المواضيع الخدمية كالخبز والبنية التحتية والمحروقات والتي تأتي في المرتبة الثانية، تضع الصحفيين الذين يتحدثون عنها أيضاً، تحت تهديدات وضغوط ومضايقات عديدة".

ونهاية العام الفائت، نُشرت - عن وكالة الصحافة الفرنسية - صور ومقاطع فيديو بشكل واسع على الإعلام المحلي والعربي والدولي، تُظهر احتجاج نساء في مدينة القامشلي يطالبن باستعادة بناتهن القاصرات ممن اختطفن وجنّدن من قبل تنظيم "الشبيبة الثورية"، ما أثار حالة غضب واسعة بين مسؤولي "الإدارة الذاتية" و"قسد"، لا سيما أن تنظيم "الشبيبة" يُدار عملياً من قبل كوادر "حزب العمال الكردستاني".

التضييق على الصحافة في مناطق سيطرة "قسد"

زادت حدة التضييق على الناشطين والصحفيين في مناطق سيطرة "قسد"، والتي شملت إجراءات من قبيل إيقاف صحفيين وخطف آخرين والاعتداء عليهم بالضرب ومصادرة أموالهم وأجهزتهم الشخصية وسحب الرخص لبعض المؤسسات الإعلامية.

واعتقلت استخبارات "قسد"، شهر شباط الفائت، ثلاثة صحفيين من الحسكة وهم: صبري فخري، دارا عبدو، أحمد صوفي الذين يعملون لـ صالح شبكة "ARK" التي تبث برامجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتتبع لـ"الحزب الديمقراطي الكردستاني – سوريا" (أكبر أحزاب المجلس الوطني الكردي المعارض في سوريا).

وتشهد مناطق سيطرة "قسد" انتهاكات واسعة بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، إذ أوقفت "الإدارة الذاتية" عمل قناة "كوردستان 24"، العام الفائت، وأوقفت شبكة "رووداو" الإعلامية في مناطقها، مطلع شباط الفائت، وذلك بعد يومين من تعرض طاقم القناة للخطف والتعذيب على أيدي عناصر استخبارات "قسد" في مدينة القامشلي بريف الحسكة.