البث المباشر
يشكو مئات المخصصين بمساكن مشروع "باسيليا ستي" بدمشق من رفع المحافظة قيمة المتر الواحد من شقق المشروع ليصل إلى أرقام طائلة يعجز حتى المقتدرون منهم عن سدادها. ويطالب المخصصون الجهات المسؤولة في النظام السوري بالاستماع إلى شكاواهم وتخليصهم من حالة التشرد التي يعيشونها منذ سنوات.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "الوطن" المقربة من النظام اليوم الأحد، فإن الأهالي دعوا المسؤولين لبحث قرار "مؤسسة الإسكان" بتخصيص 552 مسكناً فقط من أصل 6000 مخصص، ومناقشة سبب التأخير في تنفيذ بنود مرسوم "السكن البديل"، رقم 66 لعام 2012، المتعلّق بمشروعي سكن "ماروتا سيتي" و"باسيليا سيتي"، والمبالغ الباهظة التي فرضت على الأهالي الذين لا ذنب لهم في التأخير.
ونقلت الصحيفة عن أحد المخصصين قوله إن "تعميم مؤسسة الإسكان الذي ينص على تخصيص المستفيدين من مشروع ماروتا سيتي بمساكن ضمن باسيليا سيتي أخذ صدى واسعاً من قبل المستفيدين، والجميع فوجئ بالقيم التخمينية المعلنة، لأنهم قيموا سعر المتر في السكن البديل 3.350 ملايين ليرة، وهذه القيمة جاءت بعد تأخير أكثر من 10 سنوات من تنفيذ المرسوم الذي حدد استلام المساكن بعد 4 سنوات من صدوره".
تشريد أهالي "ماروتا سيتي"
وأضاف المواطن المخصَّص بأن "المرسوم الذي نص بشكل واضح على إخلاء السكان من مساكنهم إلى مساكن جاهزة، تمت مخالفته وتم تعديل المدة المحددة للتخصيص بالقانون رقم 10 الجديد مع تحديد 4 سنوات من تاريخ الإخلاء. ومنذ عام 2015، أُخلي الجميع من منطقة ماروتا سيتي وحتى اليوم انقضت المهلة الثانية والناس تشردت لسنوات، ومع ذلك يتم تقييم المساكن بهذا الرقم الصادم ويطلب من الناس دفع 30 بالمئة في مرحلة التخصيص".
ووفق السعر التخميني الجديد للمتر الواحد (3.350 ملايين ليرة)؛ فإن المخصصين بالمساكن الـ522 من بين الـ6 آلاف مسكن، وعلى افتراض أن مساحة البيت الواحد تبلغ 70 متراً، فإن نسبة الـ30 بالمئة المفروضة عليهم تقدّر بنحو 70 مليون ليرة سورية.
النظام السوري هو المستفيد مع تقدم الزمن وتغيرات الصرف
من جهتهم، أوضح أصحاب المكاتب العقارية المتابعون لملف السكن البديل أنه منذ استلام دفتر السكن البديل قبل عامين، تم تخمين سعر المتر الواحد بـ550 ألف ليرة (نحو 200 دولار)، وسعر شقة بمساحة 100 متر بحدود 55 مليوناً (ما يقارب 50 ألف دولار)، وهذا السعر هو سعر كلفة البناء للشقة من دون سعر الأرض.
وأضافوا: "أما حالياً فتم تخمين سعر الشقة بمساحة 100 متر، بمبلغ 500 مليون ليرة أي ما يقارب 100 ألف دولار –نظراً لاختلاف سعر الصرف بين الفترتين- ما يعني أن المحافظة تربح من المالكين مع مرور الزمن، فهل يعقل أن كلفة بناء شقة بمساحة 100 متر هي 100 ألف دولار من دون سعر الأرض؟"، بحسب ما نقلت الصحيفة.
المخصصون مشردون ويبيعون مقتنياتهم
ونقل المصدر أيضاً عن إحدى المالكات في المشروع المذكور أن "الصدمة كبيرة. ومن هؤلاء السكان من باع مقتنياته الخاصة لتسديد الدفعة الأولى، واليوم من أين سيأتون بهذا المبلغ المحدد، وهم جميعاً من فئات فقيرة (فلاحين وأصحاب مهن حرة بسيطة)، وهم يسددون منذ خروجهم في عام 2015 إيجار بيوت بأسعار مرتفعة بانتظار سكنهم البديل. من يتحمل التأخير والتسويف الذي حدث في المحافظة ولماذا لم تلتزم المحافظة بمواد المرسوم؟".
المحافظة ترفع رسوم ترخيص مشروع "ماروتا سيتي"
وفي شهر أيار من هذا العام، أعلنت محافظة دمشق عن رفع رسوم تراخيص البناء في مشروع "ماروتا سيتي"، من 150 مليوناً إلى أكثر 1.5 مليار ليرة سورية لتضاعف بأكثر من 11 ضعفاً.
وقال مدير التنظيم والتخطيط العمراني في محافظة دمشق حسن طرابلسي إن المحافظة لا علاقة لها بتحديد قيم التحسين بل حددته وزارة الإدارة المحلية في حكومة النظام وفقاً للسعر الرائج، وتم وضعه بقانون ولا يمكن تعديله إلا بقانون، والرخصة التي كانت كلفتها 150 مليون ليرة ارتفعت إلى أكثر من 1.5 مليار ليرة.
مرسوم "باسيليا وماروتا سيتي"
وكان رئيس النظام بشار الأسد قد أصدر في عام 2012 المرسوم (66)، القاضي بإحداث المنطقتين التنظيميتين باسيليا سيتي وماروتا سيتي الواقعتين ضمن المصور العام لمدينة دمشق، لـ "تطوير مناطق المخالفات والسكن العشوائي"، وفق الدراسات التنظيمية التفصيلية المعدة لهما.
وتضم المنطقة الأولى جنوب شرقي المزة (حي خلف الرازي)، من المنطقتين العقاريتين مزة - كفرسوسة، والمعروفة باسم "ماروتا سيتي"، أما المنطقة الثانية فتضم جنوب المتحلق الجنوبي من المناطق العقارية مزة - كفرسوسة - قنوات - بساتين - داريا - قدم، والمعروفة باسم "باسيليا سيتي".
وفي حزيران من عام 2020، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على محافظ دمشق السابق عادل العلبي لدوره في الإشراف على شركة "الشام القابضة"، ومشروع تطوير العقارات في ماروتا وباسيليا سيتي، واصفة المشروع بأنه "أكبر استثمار عقاري في سوريا بملايين الدولارات، يهدف إلى تغيير ديمغرافية المكان إلى ديمغرافية غنية وموالية للنظام".
