icon
التغطية الحية

بعد الزلزال المدمر.. هل سيتم إخلاء مناطق الزلزال من سكانها نهائياً؟

2023.02.10 | 22:07 دمشق

جانب من عمليات الإنقاذ في مدينة أنطاكيا مركز ولاية هاتاي التركية، جنوب تركيا، 10 شباط/فبراير 2023 (تلفزيون سوريا)
جانب من عمليات الإنقاذ في مدينة أنطاكيا مركز ولاية هاتاي التركية، جنوبي تركيا، 10 شباط/فبراير 2023 (تلفزيون سوريا)
أنطاكيا- عبد الناصر القادري
+A
حجم الخط
-A

لليوم الخامس على التوالي تواصل فرق الإنقاذ العمل على استخراج العالقين تحت الأنقاض والدمار الذي خلفه زلزال ضرب 10 مدن جنوبي تركيا والعديد من المناطق شمال غربي سوريا، في أصعب مهمة تواجه فرق الدفاع المدني والمتطوعين الذين يعملون ليلاً ونهاراً للعثور على ناجين تحت الركام.

تجول فريق موقع "تلفزيون سوريا" في العديد من المناطق التي ضربها الزلزال في الجنوب التركي حيث تختلف الأضرار ونسب الدمار من مدينة إلى أخرى والأمر نفسه ينطبق على المناطق السورية التي تعرضت للزلزال.

ضرب الزلزال معظم الولايات الجنوبية من تركيا، وهي: شانلي أورفا ومالاطية وأديمان وغازي عنتاب وكيلس وعثمانية وهاتاي وأضنة وديار بكر، وتضم هذه الولايات عشرات المدن والقرى المتأثرة بأكبر زلزال يضرب المنطقة منذ عقود طويلة.

وتعد مدينة أنطاكية مركز ولاية هاتاي من أكثر المدن تضرراً حيث لا يوجد بناء غير متضرر أو متعرض لشقوق غير البيوت التي تهدم منها عدة طوابق أو المنهارة بشكل كامل فوق رؤوس ساكنيها.

 

ولا يوجد أي مسجد أو مستشفى أو مبنى حكومي نجا بشكل كامل من الزلزال المدمر حيث سقطت معظم مآذن المساجد ومناراتها وتعرضت معظم المستشفيات للخروج عن الخدمة والدمار الكلي أو الجزئي.

وأدى ذلك إلى وضع كارثي على المرضى الذين كانوا بالمستشفيات في أثناء وقوع الزلزال حيث فقد العشرات منهم حياته تحت الأنقاض وتم إنقاذ كثير منهم في اليوم الأول لانتشال الضحايا.

ولم نجد أي مسؤول مدني سواء رئيس بلدية أو وال للحديث معه بخصوص المدينة والخطط المجهزة لها بعد انتهاء عمليات الإنقاذ، هل ستخلى من سكانها بشكل كامل أم سيبقى فيها أصحاب البيوت غير الآيلة للسقوط.

وفي سياق ذلك، قال محمد أكتاش من فرق الإنقاذ من بلدة يلداغ بريف هاتاي وهي لم تتأثر كثيراً بالزلزال مقارنة بأنطاكية، إن المدينة لم تعد صالحة للسكن بشكل كامل، نحن أمام كارثة غير مسبوقة.

وأضاف لموقع "تلفزيون سوريا" أن عمليات الإخلاء النهائية ومنع الناس من دخول هاتاي قد تكون بعد أسابيع مع انتهاء عمليات البحث وانتشال الناجين والضحايا.

وأشار إلى أن الحكومة التركية ستعمل على نقل الجميع من أنطاكية ومن المدن الأخرى مثل عثمانية وكهرمان مرعش وملاطية إلى مدن أكثر أمناً.

وأكّد أنها ستمنع أي شخص من العودة إلى بيوتهم حتى لو كانت مؤهلة للسكن وهذا ما يعني أن المدينة المنكوبة هي غير صالحة للسكن بشكل نهائي حالياً.

وفي أثناء تجوال فريقنا في ريف هاتاي كانت مدينة بيلان التي تبعد نحو 50 كيلومتراً عن مركز أنطاكية بحال أفضل جداً.

وأخبرنا سكان مدينة بيلان من السوريين الكثر الذين يعيشون فيها أن المدينة لم تتعرض لدمار أي بناء لكن بعض الأبنية تعرضت لشقوق ما دفعنا للخروج من بيوتنا وبناء خيم فيها.

وأضافوا أن البلدية منعتهم من العودة إلى البيوت الخطرة وهي قليلة جداً.

 

ويجمع السكان على أن الجبل الشاهق الذي يحيط بمدينة بيلان من كل جانب كان سبباً أساسياً لتخفيف الزلزال عن البيوت ولذلك لم يقع أي منزل ولم تفقد المدينة أي ضحية.

في غضون ذلك، بدأت مدينة بيلان تشهد بناء كرفانات للسكان الهاربين من الزلزال حيث سيصل عددها إلى نحو 100 بحسب أحد المسؤولين عن تركيبها.

ويشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن هناك عمليات جارية لإخراج السكان من المناطق المنكوبة من جراء الزلزال وستعمل الحكومة على دفع أجرة منازلهم في أي مدينة يختارونها.

البدء في تشييد بيوت مسبقة الصنع (الكرفانات) في مدينة بيلان التابعة لولاية هاتاي التركية، جنوبي تركيا، 10 شباط/فبراير 2023 (تلفزيون سوريا)