icon
التغطية الحية

بعد افتتاحه في ألمانيا.. سوريون يستعدون للانخراط في أول مصانع تيسلا الأوروبية

2022.03.26 | 06:57 دمشق

22tesla-germany-superjumbo.jpg
افتتاح مصنع تسلا في ألمانيا (بلومبيرغ)
برلين ـ سامي جمعة
+A
حجم الخط
-A

ينتظر حامد الأزهري بفارغ الصبر النتيجة النهاية لفرصة العمل التي تقدم لها في معمل تيسلا الجديد، كأول مصنع في أوروبا لتصنيع السيارات الكهربائية في منطقة Grünheide قرب العاصمة الألمانية برلين.

وكان حامد قد أنهى دراسته الجامعية، العام الماضي، من كلية الهندسة الميكانيكية ونظم النقل، بمعهد التصميم للهندسة الدقيقة، في جامعة براندنبورغ للتكنولوجيا، ويطمح اليوم أن ينضم لفريق العمل في تيسلا، حيث سيوفر المصنع 12 ألف فرصة عمل بطاقة إنتاجية تصل الى نصف مليون سيارة سنوياً.

أول مصنع لـ "تيسلا" في أوروبا 

ويوم الأربعاء الماضي، افتتح الملياردير الأميركي، إيلون ماسك، أول مصنع لشركة تيسلا في أوروبا، ما يمثل علامة فارقة في التوسع الدولي لصانع السيارات الكهربائية، بحضور المستشار الألماني أولاف شولتز

وصل حامد إلى ألمانيا عام 2015، وكان قد انتهى لتوه من دراسة المرحلة الثانوية في دمشق، وتمكن من دخول الجامعة بعد اكتساب اللغة الألمانية بمستوى متقدم.

 يقول حامد لـ"تلفزيون سوريا": "المنافسة كبيرة جداً للحصول على فرصة في معمل تيسلا الجديد، لأن المستوى التقني والتكنولوجي متقدم جداً على مستوى العالم، وبقي لدي نتيجة مرحلة المقابلة الشخصية التي أجريتها منذ فترة قصيرة". 

وبخصوص أهمية انخراط السوريين في مشاريع التكنولوجيا المتقدمة والدقيقة قال الخبير الاقتصادي فادي خير: "يعكس وصول السوريين إلى شركة تيسلا الأميركية لصناعة السيارات الكهربائية نجاحاً منقطع النظير مقارنة بباقي الجاليات الأجنبية في ألمانيا، وهذا مؤشر اقتصادي إيجابي على سرعة وكفاءة السوريين في الاندماج في المجتمع الجديد وأنهم باتوا جزءا من العجلة الاقتصادية للبلاد". 

وأضاف خير الله في حديثه لـ "تلفزيون سوريا": "تلقى مثل هذه المشاريع دعما حكوميا هائلا حيث أقرت الحكومة الألمانية حزمة مالية بمقدار 1.1 مليار يورو من برنامج دعم خلايا البطاريات الأوروبي، وذلك من أجل مصنعها للبطاريات المقام في بلدة غرونهايده".

60d483842b5bef2df70abdbed0c98014cd1dde90.jpeg
مصنع تسلا في ألمانيا (بلومبيرغ)

وأردف أن "تيسلا تعتزم جعل منشأتها الجديدة في برلين أكبر مصنع للخلايا في العالم، بطاقة إنتاجية متوقعة تبلغ 250

غيغاواط في الساعة بحلول 2030، حيث تمتلك فولكس فاغن حالياً اليد العليا في مبيعات السوق الأوروبية بحصة 25% من مبيعات السيارات الكهربائية مقابل 13% لصالح تيسلا، وهذا يجعل من أي فرصة يحصل عليها أي سوري وبأي مستوى وظيفي شيء مميز وغير اعتيادي". 

ولفت خير الله إلى الأهمية البارزة لمثل هذه الخبرات على مستقبل سوريا لأن التكنولوجيا المتقدمة كما في تيسلا برلين شيء جديد ونادر في أوروبا فكيف الحال بالشرق الأوسط، وأن هذه الكفاءات السورية ستلعب دورا محوريا في نقل هذه الخبرات إلى منطقة الشرق الأوسط بكامله بحكم التجارب التي تم اكتسابها من جهة وبحكم لغتهم العربية الأم واللغات الجديدة المكتسبة من جهة أخرى، وهو عامل تفوق على أبناء الشرق الأوسط وعلى الأوروبيين أنفسهم بحكم عدم إتقانهم للغة العربية.

1200x-1.jpg
افتتاح مصنع تسلا في ألمانيا (بلومبيرغ)

المفاضلة بين مارسيدس وتيسلا

 يعمل محمد الخالد في المعمل الرئيس لإنتاج سيارات مارسيدس في مدينة Böblingen بالقرب من شتوتغارت إلا أنه يسعى أيضاً للانتقال إلى معمل تيسلا الجديد بالقرب من برلين. 

ويقول محمد لـ"تلفزيون سوريا": "اكتسبت خلال السنوات الخمس الماضية خبرة لا بأس بها في معامل مارسيدس، إلا أن التوجه العالمي نحو السيارات الكهربائية يجعل من فرصة العمل مع تيسلا هدفا لكل من يطمح أن يطور نفسه في هذا المجال".

ويلفت محمد بأن نسبة السوريين في معامل مرسيدس جيدة وأن عددا منهم تبوأ مناصب إدارية، والعمل مع مارسيدس، كواحدة من أهم شركة سيارات في ألمانيا والعالم، وصاحبة العلامة التجارية المميزة قيمة مضافة في مجال صناعة السيارات حيث أسست عام 1926، إلا أنه يرغب بالدخول إلى مجال مختلف نوعاً ما عن عالم السيارات التقليدية. 

ويختم محمد كلامه بالقول إن الفرصة لنا كسوريين بالعودة إلى بلدنا ونقل ما اكتسبناه من خبرات مهم جداً لإعادة إعمار ما دمره نظام الأسد، لا سيما وأن شركة مثل مارسيدس تمتلك العديد من الفروع حول العالم تدخل من خلالها سيارات المرسيدس الشهيرة السوق العالمية ومن هذه الفروع فرع الأرجنتين، النمسا، كندا، الصين، وفرع في تركيا، وبالتأكيد تفكر بالتوسع في العالم العربي في ما يشكله من سوق استهلاكية كبيرة للسيارات، ونأمل أن تكون سوريا حاضنة لهذه الخبرات في أقرب وقت بعد زوال النظام.