icon
التغطية الحية

بعد إثارة تلفزيون سوريا للملف.. هل ستُحل أزمة انكشاف القبور في مدينة حلب؟

2024.02.04 | 16:13 دمشق

صورة أرشيفية لـ"المقبرة الإسلامية الحديثة" في حلب - (فيس بوك)
صورة أرشيفية لـ"المقبرة الإسلامية الحديثة" في حلب - (فيس بوك)
حلب - خاص
+A
حجم الخط
-A

تسببت طرق دفن الموتى في "المقبرة الإسلامية الحديثة" داخل مدينة حلب، بانكشاف بعض القبور وانبعاث روائح كريحة، في ظل عدم اتخاذ حكومة النظام السوري إجراءات بهذا الخصوص، رغم الشكاوى المتكررة للسكّان.

ورصد موقع تلفزيون سوريا عدة شكاوى من الأهالي تحدّثت عن حوادث انهيار التربة في بعض القبور وانكشاف الجثث وانتشار الروائح الكريهة في أرجاء المقبرة، فضلاً عن سوء تنظيمها وصعوبة الوصول إليها، وسط إهمال حكومة النظام السوري ومحافظة حلب المشرفة على المقبرة.

آلية خاطئة لبناء القبور

وسبق أن قال أحد العاملين في حفر القبور بمدينة حلب ومطلع على أوضاع "المقبرة الإسلامية الحديثة" لـ موقع تلفزيون سوريا: إنّ "الآلية المتبعة في المقبرة لبناء القبور وإغلاقها خاطئة"، مشيراً إلى أن "المتعهدين من القطاع الخاص يهملون هذه القضية".

وأوضح المصدر أنه "يتم أولاً بناء جدار للقبر باستخدام البلوك على مستوى سطح الأرض، ومن ثم يوضع المتوفى ويتم ردم التراب فوقه وحول البلوك، دون أن يتم حفر القبر في عمق الأرض كما هو متعارف عليه".

وأضاف أن "حفاري القبور في المقبرة الإسلامية يلجؤون إلى هذه الطريقة لأنها أسهل وأسرع، إضافةً إلى كون تربة المقبرة الحديثة صخرية ويصعب الحفر فيها".

هل من حلول؟

وأثار موقع تلفزيون سوريا أزمة انكشاف القبور من خلال تقرير نُشر، أواخر شهر تشرين الثاني من العام المنصرم، بعنوان "جثامين ظاهرة وروائح كريهة.. المقبرة الإسلامية الحديثة في حلب تثير غضب الأهالي".

وبعد انتشار التقرير، جرى الحديث عن هذه الأزمة، في بعض المواقع الإعلامية المقربة من النظام، حيث نقل موقع "أثر برس" عن سكّان في المدينة، أنه ونتيجة انجراف التربة والظروف الجوية، تنكشف بعض القبور وتفوح روائح كريهة، الأمر الذي يسبب أمراضاً، والأهم أن ذلك ينتهك حرمة الأموات.

ونقل الموقع عن عضو المكتب التنفيذي لـ"مجلس مدينة حلب" إبراهيم مكتبي، أنّ "المجلس أبرم مناقصة جديدة تتضمن حفر وتجهيز ألف قبر يقوم المتعهد بتجهيزها ويتم الإشراف عليها من قبل لجنة مختصة من المهندسين، للتأكد من التزامه بالشروط الفنية".

وتُلزم الشروط الفنية المتعهد بالحفر، بناء قبر بارتفاع 5 بلوكات عرض الواحدة 20 سم وغير مفرغة (ممتلئة)، إضافة إلى سد القبر وردمه بشكل كامل.

واعتبر "مكتبي" أن "الطريقة السابقة كانت صحيحة بشكل كامل من الناحية الفنية والدينية، إلا أنه قد يكون فيها خلل بالتنفيذ، وأن العقد الجديد هو لتلافي المشاكل القديمة".

"المقبرة الإسلامية الحديثة".. إهمال وتقاعس

يوجد داخل مدينة حلب 15 مقبرة قديمة، إلا أن جميعها امتلأت بالقبور، إمّا بشكلٍ كلّي أو بقيت فيها أعداد محدودة من المقابر، ما دفع لإنشاء مقبرة جديدة في ضواحي حلب الشرقية، حملت اسم "المقبرة الإسلامية الحديثة".

وجرى افتتاح المقبرة في منطقة النقارين شرقي حلب، عام 2005، لتصبح المكان الجديد لدفن الموتى، كخطوةٍ تمهيدية لإلغاء المقابر داخل المدينة.

وتوّلت وزارة الأوقاف في حكومة النظام السوري الإشراف على المقبرة إلى أن اتخذ "مجلس مدينة حلب" قراراً بتسليم الإشراف على المقبرة لمتعهدين من القطاع الخاص، وذلك بموجب مناقصات يعلن عنها مكتب دفن الموتى.

ومنذ إنشائها، لم تلقّ "المقبرة الإسلامية الحديثة" استحسان الأهالي، الذين قدّموا كثيراً من الشكاوى، تتعلق بسوء تنظيمها وصعوبة الوصول إليها.

وتفتقر "المقبرة الإسلامية الحديثة" للكثير من الخدمات الأساسية، إذ ليس هناك مياه داخل المقبرة، رغم أنها أمر ضروري بالنسبة للزوّار، من أجل سقاية القبور وري النباتات التي زُرعت بجانبها.

كذلك يشتكي الزوّار من رعي الغنم في المقبرة، حيث يلاحظ كثيراً دخول مجموعة من الأغنام لأكل الأعشاب والنباتات بين القبور، إلى جانب تقاعس "بلدية حلب" عن ترحيل الأنقاض والنفايات على الطريق المؤدي إلى المقبرة، وعدم التعشيب أو رش المبيدات، ما يتسبب في انتشار الحشرات والأعشاب اليابسة.