icon
التغطية الحية

بضغط من بايدن.. إسرائيل تتراجع عن منع عمل وكالة "أسوشيتد برس" في غلاف غزة

2024.05.21 | 22:14 دمشق

آخر تحديث: 22.05.2024 | 10:36 دمشق

55
أحد مقار وكالة "أسوشيتد برس" الجولية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (تعديل: تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن الإجراء المتخذ ضد وكالة "أسوشيتد برس"، بعد ساعات من مصادرة معدات صحفية للوكالة ومنعها من البث من منطقة غلاف غزة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية (تلفزيون كان 11) إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصدر أوامر لوزارة الاتصالات بإعادة المعدات والتراجع عن حظر عمل الوكالة.

وأشارت إلى أن التراجع جاء نتيجة ضغوط من الرئيس الأميركي جو بايدن.

وكانت وزارة الاتصالات الإسرائيلية أعلنت أن مفتشيها صادروا كاميرا ومعدات بث تابعة لوكالة "أسوشيتد برس" في مجينة سديروت شمال قطاع غزة، واتهموا الوكالة الإخبارية بانتهاك الحظر الجديد الذي فُرض على قناة الجزيرة.

ووفقاً لبيان "الاتصالات الإسرائيلية"، فإن قناة الجزيرة تستخدم خدمات البث التي تقدمها الوكالة.

واستنكرت "أسوشيتد برس" الخطوة الإسرائيلية وقالت إن قطع إسرائيل بثا مباشرا لها من شمالي غزة، هو استخدام تعسفي لقانون "الإعلام الجديد" الذي يسمح بإغلاق وسائل إعلام أجنبية بحجة "الضرر" بأمن البلاد.

وأكدت "أسوشيتد برس" أن "القناة الفضائية القطرية (الجزيرة) هي من بين آلاف العملاء الذين يتلقون بث فيديو مباشر من الوكالة وغيرها من المؤسسات الإخبارية".

وأوضحت الوكالة بأنها قبل وقت قصير من الاستيلاء على المعدات، كانت تبث مشهدا عاما لشمال غزة، مؤكدة أنها تلتزم بقواعد الرقابة العسكرية الإسرائيلية، التي تحظر بث تفاصيل مثل تحركات القوات التي يمكن أن تعرّض الجنود للخطر.

وأشارت إلى أن المصادرة جاءت في أعقاب أمر شفهي، الخميس الماضي، بوقف البث المباشر، والذي رفضت الوكالة تنفيذه"، وفق البيان نفسه.

لابيد: هذا "عمل جنوني"

استنكر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، اليوم الثلاثاء، مصادرة سلطات بلاده معدات لوكالة أسوشيتد برس، معتبرا ذلك "عملا جنونيا".

وقال لابيد تعليقاً على هذه الخطوة، إن "مصادرة معدات وكالة أسوشيتد برس، أكبر وكالة أنباء في العالم (وفق وصفه) من قبل رجال (وزير الاتصالات) شلومو كرعي هو عمل جنوني".

وأضاف لابيد عبر حسابه على منصة "إكس": "هذه ليست (قناة) الجزيرة، هذه وسيلة إعلامية أميركية فازت بـ53 جائزة بوليتزر (تقدمها سنويا جامعة كولومبيا الأميركية)".

واعتبر لابيد أن حكومة بنيامين نتنياهو "تتصرف وكأنها قررت التأكد بأي ثمن من أن إسرائيل ستكون منبوذة في جميع أنحاء العالم"، مختتما بالقول: "لقد أصيبوا بالجنون".

"قانون الجزيرة"

مطلع نيسان/أبريل الماضي، صدّق الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) بأغلبية 71 عضوا من أصل 120، ومعارضة 10، بالقراءة الثانية والثالثة، على مشروع قانون قدمه وزير الاتصالات شلومو كرعي، يسمح بوقف بث وسائل الإعلام الأجنبية في البلاد، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية.

وينص القانون على أنه "إذا اقتنع رئيس الوزراء بأن قناة أجنبية تضر بالبلاد فيمكن التحرك ضدها"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

ويسمح القانون لوزير الاتصالات، بعد موافقة رئيس الوزراء، بإصدار أمر بوقف بث قناة أجنبية إذا اقتنع بأن محتواها يمس فعلا بأمن الدولة.

وفي 3 نيسان/أبريل، انتقد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اعتماد إسرائيل القانون، واصفا القرار بأنه "تقييد للحريات الإعلامية"، مشددا على أن "عمل الصحفيين دون عوائق أمر ضروري للشفافية والمساءلة".

الضغط على وسائل الإعلام الدولية

يذكر أن إسرائيل اعترضت على عمل القنوات الدولية خلال الحرب وادعت أن مراسلي الوكالات الدولية كانوا يتجولون بحرية مع عناصر حماس في أثناء شن هجوم "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وفي الأيام الأولى من الحرب، طلب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ من رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، خلال زيارته لتل أبيب، أن تستخدم هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" وصف "الإرهاب" والإرهابي" للإشارة إلى حركة حماس، بحسب "يديعوت أحرونوت".

وبعد أقل من أسبوعين من اندلاع الحرب، توقفت هيئة الإذاعة البريطانية عن وصف حماس بشكل افتراضي بأنها "مجموعة مقاتلة"، سيصفهم المذيع الآن بأنهم "مجموعة محظورة كمنظمة إرهابية من قبل حكومة المملكة المتحدة وغيرها"، بعد شكاوى القادة اليهود من تغطية المذيعين والمراسلين، بحسب ما أورده موقع إذاعة "مونت كارلو" الدولية.

وفي أعقاب ما حدث مع هيئة الإذاعة البريطانية، والذي أطلقت عليه الصحافة الإسرائيلية بـ "عاصفة بي بي سي"، نشرت أكبر وكالة أنباء في العالم، وكالة "أسوشيتد برس" (AP)، ومقرها الولايات المتحدة، دليلاً كتابياً خاصاً لتغطية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، لصحفييها ومؤسساتها الإعلامية التي تستخدم خدماتها، تقدم فيه النصائح عدم استخدام مصطلحات "الإرهاب" أو "الإرهابي" لوصف تصرفات أعضاء حماس.

وأوضحت " أسوشيتد برس"، أنه "لقد تم تسييس مصطلحات الإرهاب والإرهابيين، وغالبا ما يتم تطبيقها بشكل غير متسق"، وفق لما جاء في دليل التحرير الخاص بالوكالة.

ومع ذلك، تسمح الوكالة للصحفيين ومحرريهم باستخدام مصطلحات إرهابية تجاه حماس عندما يتعلق الأمر بالاقتباسات المباشرة من الأشخاص الذين أجريت معهم مقابلات.

وجاء في الدليل، "لا تستخدم وكالة الأسوشييتد برس هذه المصطلحات في سياق الأفعال أو عند الحديث عن مجموعات محددة، ما لم تكن اقتباسات مباشرة".

وبدلاً من "الإرهاب" أو "الإرهابيين"، أوعزت الوكالة باستخدام مصطلح "القوات المسلحة" أو "المقاتلين" أو "مقاتلي حماس" أو "المهاجمين". وتوضح الوكالة أنها تستخدم تعريف قاموس "Merriam Webster" العالمي لكلمة "متشدد" لوصف حماس.