براميل الوقاحة المتفجرة هذه المرة.. لونا الشبل تهدد السويداء

2023.08.30 | 06:20 دمشق

آخر تحديث: 30.08.2023 | 06:20 دمشق

براميل الوقاحة المتفجرة هذه المرة.. لونا الشبل تهدد السويداء
+A
حجم الخط
-A

كما لا يتوقع أحد أن يَخرج من البيضة المسلوقة فرخٌ حي، لا يمكننا أن نتوقع من لونا الشبل غير تلك التصريحات المبسترة والمعلبة والتي تخجل الدجاجة نفسها أن تُنسب إليها أو تُحسب عليها.

ورغم أن لونا الشبل لا تتكاثر بالإباضة بحكم طبيعتها البيولوجية، إلا أن صفار تصريحاتها لم ينجح في تلويث بياض ثورة السويداء، فالخطاب الوطني الصرف أغاظ المستشارة الخاصة للديك المقهور الذي لا يزال واقفاً على مزبلته يستعرض أنواع الصياح والصراخ غير آبه بما يحدثه صوته النشاز من موت مستمر ومتتابع ومجاني للسوريين، موت يومي سيبقى مستمراً مادام ذلك الصوت قادراً على الارتفاع.

استفز الخطاب الوطني لونا الشبل التي تعودت ألا تطرب إلا لأصوات النشاز المزعجة التي تعودت عليها من سيدها المتباهي بإجرامه، وهل ثمة ما هو أكثر إغاظة واستفزازاً لتلك "الشبل" وباقي أفراد عصابتها من صوت الحناجر التي تصدح بالحرية والعدالة والشعارات الوطنية مهددة قن الرئاسة المتهالك ومبشرة بنهاية محتلمة للديك المتعجرف؟

أصرت لونا الشبل أن يكون منشورها أكثر صفاقة من تصريحات رئيسها التي وردت في حواره الأخير مع قناة سكاي نيوز عربية، حينما وجهت رسالة مليئة بالحقد والسموم لأهلها في السويداء على صفحتها على الفيس بوك على خلفية المظاهرات الحاشدة التي تشهدها تلك المدينة العريقة ومدن سورية أخرى منذ نحو أسبوع، والتي أقضّت مضاجع الرئيس وعكرت صفوه من جديد وطيّرت نشوة النصر التي لم يتنعم بها بعد.

كان من الواضح أن الشبل بذلت جهوداً كبيرة لتثبت لرئيسها أنها ضد أهلها، ولا سيما أنها تدرك جيداً أن الأسد لا يثق بأحد، فكان عليها أن تبحر في الخيال لتنتقي أفضل الطرق التي تستطيع من خلالها تجديد البيعة لرئيس العصابة

لم تتوقف الشبل عند حدود التشكيك والإهانة وتشغيل الأسطوانة الرخيصة التي تكيل من خلالها الاتهامات جزافاً لأهل السويداء ولكل من يتعفف عن التطبيل للقاتل والخضوع لتعليماته ومشيئته، بل أضافت نغمة تخوين وتهديد واضحة، وانبعثت من صفحتها الرسمية على الفيس بوك رائحة العفن الذي تراكم على جدار مخها ورائحة الصدأ الذي غلف ضميرها فلم تعد تميز بين مضغ العلكة في اجتماعات القمة العربية الأخيرة ومفهوم الوطن والوطنية، ففي وطن كهذا، يقوده رئيس كهذا، تختلط فقاعات علكة الشبل ببقايا الكلمات الممضوغة التي يلوكها بشار الأسد مثيراً الاشمئزاز حالما نطق.

كان من الواضح أن الشبل بذلت جهوداً كبيرة لتثبت لرئيسها أنها ضد أهلها، ولا سيما أنها تدرك جيداً أن الأسد لا يثق بأحد، فكان عليها أن تبحر في الخيال لتنتقي أفضل الطرق التي تستطيع من خلالها تجديد البيعة لرئيس العصابة وكسب ثقته من جديد ولو على حساب أرواح الآلاف من أهل مدينتها، فقامت بالاستعانة بحادثة تاريخية تتعلق بـ سلطان باشا الأطرش وطريقة تعامله مع المحتل الفرنسي، ومن خلال تلك الحادثة قامت بتحديث المعنى الصرف للوطنية من وجهة نظرها ومن وجهة نظر عصابتها، محاولة أن تلوي عنق التاريخ والحقائق والقيم لتدلل على أن مظاهرات السويداء هي نوع من الخيانة، بل هي الخيانة كلها، ولكنها في الواقع دانت نفسها قبل أن تدين المتظاهرين، الغباء والصفاقة وحدهما، وربما الصفاقة الغبية وحدها كانت السلاح الفتاك الذي أشهرته لونا في وجه أهلها، براميل من الوقاحة المتفجرة لا تختلف عن تلك التي استخدمها رئيسها منذ اثني عشر عاماً وألقاها فوق رؤوس المدنيين في كثير من المحافظات السورية محولاً السكان إلى قطع ممزقة والمدن إلى خرائب، ولا تقل عن غاز السارين ولكنه هذه المرة غاز مصنع في حنجرة لونا الشبل وليس في مركز البحوث العلمية أو في كوريا الشمالية.

أوردت الشبل حادثة الحكم الذاتي على جبل العرب وحوران الذي عرضته فرنسا على سلطان باشا الأطرش بدعم بريطاني كبير وما شاء من أموال وذهب، فكان جوابه: "نيّال اللي ما عندو شرف".

ربطت الشبل هذا الموقف بالمتظاهرين في السويداء لتقول إنهم بلا شرف، لأنهم -كما ادعت- يتلقون أوامرهم من الجهات نفسها التي دعمت داعش والنصرة.

وفي قلب متعمد للقيم، قالت الشبل إن جبل العرب فيه من الرجال الشرفاء ما يكفي لطرد كل شخص يحاول المساس بوحدة البلاد.

ووفق سياسة النكايات التي تتبعها نساء الأسد، هددت الشبل أهل محافظتها بترحيلهم بالباصات الخضراء إلى الحظيرة التركية.

إنه كلام لا يشبه التقيؤ، بل يزيده قرفاً واشمئزازاً، ولكنْ من أقدر من لونا الشبل على تقيؤ نفسه علناً وعمداً لتنشر الصدأ الخارج من دماغها على بلاط القصر الجمهوري.

لم تدرك الشبل أن ثوار السويداء الذين يتظاهرون مطالبين بالحرية والكرامة والعدالة ودولة القانون هم المعادل العصري لسلطان باشا الأطرش، وأن الاحتلال الأسدي لسوريا هو المعادل للاحتلال الفرنسي بل يفوقه بمراحل، حيث قبل الفرنسيون بالرحيل حينما تأكدوا أن السوريين لا يقبلونهم دون أن يحرقوا سوريا ويقتلوا شعبها ويدمروا مدنها، أما الأسد ففعلها وراح يفتخر بانتصاراته، نسيت لونا الشبل أن رئيسها باع بلده للإيراني والروسي ودفع لهم كل ما طلبوه ثمناً لبقائه وهو بالضبط ما قصده سلطان باشا الأطرش بقوله "نيال اللي ما عندو شرف".

تستشهد الشبل بأحد رموز الثورة السورية الكبرى لتربطه بالمحتل الجديد في حين تتهم أحفاد سلطان الأطرش الذين يكررون ذات موقفه الوطني بالخيانة والعمالة.

وفي الوقت الذي تكبر فيه مشاعر الفخر والوطنية لدى أبناء سوريا من شرقها إلى غربها إلى جنوبها وشمالها بما يفعله أهالي السويداء، في الوقت الذي يقف العالم انحناء لجرأة أهل السويداء ووطنيتهم، لا تجد فيهم الشبل إلا مجموعة من الخونة والدواعش الذين لا يستحقون سوى ترحيلهم إلى الحظيرة التركية وبالباصات الخضر حصراً، تلك الباصات التي تعتبر علامة حصرية لهمجية النظام ورمزاً يختصر نذالة ووضاعة الرئيس المهزوز، تجعله الشبل أيقونة نصر قابلة للافتخار والعزة.

ربما كان لقاء بشار الأسد الأخير على قناة سكاي نيوز عربية فأل شؤم عليه، فبعد بث اللقاء، تتابعت سلسلة من الأحداث منها الأصوات التي خرجت من الساحل وهي تهينه وتتحداه، وكذلك مجموعة التهديدات التي واجهته فجأة كحركة الشغل المدني وحركة العاشر من آب، ولكن أهم تلك الأحداث هي المظاهرات التي تفجرت في المدن السورية والتي اعتقد الأسد أنه لن يراها ثانية.

رئيس يعتمد على لونا الشبل وبثينة شعبان كمستشارتين في قصره لن يتردد في تبني تلك الخطابات المقرفة التي ألقاها في قمة الجامعة العربية وفي حواره مع سكاي نيوز

ولا بد أن وقاحة الأسد في حواره الأخير كان لها حيز كبير في استفزاز السوريين، لأنها وقاحة ممزوجة بالغباء هذه المرة، فعلى مدار السنوات السابقة كان الأسد يتذاكى عندما يتواقح، ولكنه هذه المرة كان مباشراً في وقاحته وقد ظن السوريون أنه بلغ سقف الوقاحة، لكن لونا الشبل أصرت على التميز في هذا المضمار، ولربما كشفت عن مرجعية الأسد في إدارة وقاحته وصفاقته، فرئيس يعتمد على لونا الشبل وبثينة شعبان كمستشارتين في قصره لن يتردد في تبني تلك الخطابات المقرفة التي ألقاها في قمة الجامعة العربية وفي حواره مع سكاي نيوز، وقبلها كل خطاباته السابقة التي لعبت الدور الأكبر في اختيار السوريين الخروج من سوريا وعدم الرغبة في العودة إليها ثانية طالما بقي فيلسوف الوقاحة ينشر الغثاء في ربوعها.

لقد أصبح من الواضح أن العمل الحقيقي لمستشارتي الرئيس هو تدريبه على الوقاحة، أو تبادل خبرات الوقاحة معه، الوقاحة فقط، والصفاقة أيضاً، أما قلة الشرف التي تحدث عنها سلطان باشا الأطرش فلا يحتاج الرئيس ومستشاراته وأتباعه إلى التدرب عليها.