icon
التغطية الحية

بحجج رمضان والمحروقات.. تضاعف أسعار المواد الغذائية في حماة

2021.04.14 | 06:40 دمشق

damasucs_market.jpg
+A
حجم الخط
-A

اعتاد السوريون أن يكون شهر رمضان شهر خير عليهم، فتكثر فيه الصدقات وتتعدد أشكال وأصناف الطعام على موائدهم، إلا أنه أصبح هذا العام حجة جديدة لرفع أسعار المواد الغذائية الأساسية، ما دفع معظم متوسطي الدخل وكل الفقراء للاستغناء عن أصناف أخرى للحفاظ على المعادلة المستمرة قائمة، وهي راتب قدره 15 دولاراً أميركياً يجب أن يكفي مدة شهر.

وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية في مدينة حماة على الرغم من التحسن اللافت الذي طرأ على سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية.

ومنذ بدء تحسن الليرة السورية في الـ 22 من آذار الفائت، حصل عكس المتوقع وبدأت أسعار المواد الأساسية بالارتفاع، إلا أن أسعار المواد قفزت بنسبة كبيرة قبل قدوم رمضان بيومين.

وشهدت الليرة السورية في تداولات اليوم الثلاثاء (13-04-2021)، تحسّناً مقابل الدولار الأميركي، وسجل سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في سوق دمشق (3290 بيع - 3200 شراء)، بعد أن سجل في الـ 18 من آذار الفائت في سوق دمشق (4730 ل.س للشراء- 4600 ل.س للمبيع).

ملاحظة: لمعرفة آخر سعر صرف لليرة السورية والتركية (اضغط هنا)

وشمل الارتفاع أسعار الخضار والفواكه واللحوم والأسماك وجميع المواد الغذائية، ما دفع المدنيين للتخلي عن الكثير من المواد الغذائية وشراء الضروري منها.

وقال أحد الأهالي في المدينة لموقع تلفزيون سوريا: "كنا ننتظر تحسن سعر الليرة أمام الدولار كي تنخفض الأسعار، ولكن بعد ما شاهدناه من ارتفاع جنوني إضافي في الأسعار، أيقنا أن هذا التحسن في سعر الصرف هو تحسن وهمي لم نلمسه على أرض الواقع".

الاستغناء عن الخضراوات بعد الاستغناء عن الفواكه

وارتفعت أسعار الخضار والفواكه بشكل بقيمة ما بين الـ 200 والـ 500 ليرة سورية عما كانت عليه قبل تحسن سعر الصرف، وأشار مدنيون لموقع تلفزيون سوريا إلى أن حجة التجار كانت هذه المرة أن تحسن سعر صرف الليرة ترافق مع أزمة النقل، ما دفعهم لمضاعفة الأسعار.

وعلى سبيل المثال، ارتفع سعر كيلو الخيار من 900 ليرة سورية إلى 1300 ليرة، وكيلو البندورة من 600 إلى 1000، وكيلو البطاطا من 500 إلى 800، وكيلو الكوسا من 1200 إلى 1500، وكيلو الليمون من 800 إلى 1600، والزنجبيل من 16 ألفاً إلى 23 ألفاً.

وبعد أن استغنت معظم العائلات في مناطق سيطرة النظام عن الفواكه، بدأت بعضها بالاستغناء عن الخضراوات، نظرا لأسعارها الجديدة، وهذا ما أكده أحد تجار محال الخضروات لموقع تلفزيون سوريا.

أما أسعار الفواكه، فبلغ سعر كيلو الموز 3500 - 4000 ليرة سورية، وسعر كيلو البرتقال أو البرتقال 1000 - 1500 ليرة سورية، وسعر كيلو الفريز 2500 وسعر كيلو الكيوي 13000 ليرة سورية، وقطعة الأناناس 8000 ليرة سورية.

وفي حين يبلغ راتب الموظف وسطياً في حكومة النظام، 50 ألف ليرة سورية، أكدت عدد من العائلات في حديثها لموقع تلفزيون سوريا أن أرخص وجبة غذاء للعائلة المتوسطة تكلف 10 آلاف ليرة سورية حالياً، ولذلك تضطر معظم العائلات الفقيرة لوجبات "النواشف" باقي الشهر.

أسعار المواد الغذائية الأساسية في حماة

وبلغ سعر اللتر الواحد من الزيت النباتي 8500 ليرة سورية، وسعر كيلو الطحين 2200 ليرة سورية وسعر كيلو السكر 2100 ليرة سورية، أما سعر كيلو الرز فيتفاوت حسب الجودة، وبلغ سعر كيلو الرز الصيني 3000 ليرة سورية، وكيلو الرز الهندي بسمتي 5500 ليرة سورية، وكيلو الطحينة 12000 ليرة، وكيلو الشاي يتراوح بين 20 - 30 ألف حسب الجودة، وكيلو الحلاوة السادة 7000 ليرة سورية، بينما المحشية بالفستق الحلبي 13000 ليرة سورية.

وارتفعت أسعار اللحوم بشكل كبير خلال الشهر الفائت، حيث وصل سعر كيلو لحم الغنم لـ 25 ألف ليرة سورية، وبات الإقبال عليها ضعيفاً للغاية.

وقال صاحب محل قصابة لموقع تلفزيون سوريا، إن زبائنه كانوا يشترون سابقاً كميات جيدة من اللحم، أما في الفترة الأخيرة فإن الخاروف الواحد يبقى لديه في المحل حوالي الأسبوعين، فكميات الشراء تناقصت بشكل لافت وأصبح الزبائن يشترون اللحمة بالأوقية والأوقيتين ونصف كيلو كحد أقصى، في حين عزفت النسبة العظمى عن شراء اللحم.

وأكد مالك فرن مخبز لموقع تلفزيون سوريا أن سعر الخبز السياحي ارتفع مرتين في شهر آذار الفائت بسبب ارتفاع الدولار، ولم يتمكنوا من خفض سعر الخبز السياحي والكعك والصمون بعد تحسن سعر صرف الليرة السورية لأن أزمة النقل والوقود كانت أصعب عليهم، ما دفعهن لرفع الأسعار مجدداً، حيث بلغ سعر ليتر المازوت لتشغيل مولدة الفرن 3000 ليرة سورية في مدينة حماة، وهنالك صعوبة كبيرة في الحصول عليه.

وأشار صاحب الفرن إلى حالة السخط لدى زبائن الجملة والمفرق على حد سواء، وأنه حاول جاهداً تبرير رفع الأسعار، وسرد الأسباب.

وبلغت سعر ربطة الخبز السياحي اليوم 2200 ليرة سورية، والصمون 1400 ليرة سورية، والكعك 6500 ليرة سورية، وهذه الأسعار معرضة للارتفاع إن استمرت أزمة المحروقات لفترة أطول.

وأعرب كل من تحدث إليهم موقع تلفزيون سوريا في مختلف المدن الخاضعة لسيطرة النظام، عن يأسهم في أن يطرأ تحسن على أسعار المواد الغذائية، أو أن يعلن النظام عن زيادة في الرواتب.

 

أسباب ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية في سوريا

وقال أحد تجار المواد الغذائية في مدينة حماة لموقع تلفزيون سوريا، إن السبب الرئيسي لغلاء الأسعار وارتفاعها المستمر مرتبط ارتباطاً وثيقاً بارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، وارتفاع تكاليف نقل وشحن المواد الغذائية من المدن الأخرى والقرى إلى مدينة حماة، بالإضافة للإتاوات التي يتم دفعها لحواجز قوات النظام وميليشياته المحلية عند نقل البضائع من خارج المدينة لمركزها.

وأوضح التاجر أن الإتاوات على كل حاجز تصل لنحو 10 آلاف ليرة للشاحنة الواحدة، وتسببت أزمة انقطاع المحروقات والنقل بتضاعف أسعار المواد ضعفين، حيث ارتفعت أجور الشحن بين المدن والمحافظات لأكثر من الضعفين، وكانت كلفة الشاحنة بين حماة ودمشق 150 - 200 ألف ليرة سورية، بينما أصبحت كلفة اليوم 500 ألف ليرة للحمولة الواحدة.

وقبل أيام توقع عضو لجنة تجار ومصدّري الخضار والفواكه أسامة قزيز، ارتفاع أسعار الخضار مع بداية رمضان بين 20% و30%، وقدم تبريرات مسبقة لذلك بأن السبب سيطون نتيجة زيادة الطلب عليها مع حلول رمضان.

ورجح قزيز انخفاض الأسعار إلى مستواها الطبيعي بعد يومين أو ثلاثة أيام من بداية رمضان، وهذا ما قد يحدث في حال خفت حدة أزمة المحروقات بعد وصول ناقلات النفط الإيرانية إلى السواحل السورية.