icon
التغطية الحية

بالوثائق.. كيف تسرق روسيا حبوب أوكرانيا بمساعدة النظام السوري؟

2022.11.01 | 12:54 دمشق

سرقة الحبوب الأوكرانية
سرقة روسيا للحبوب الأوكرانية
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

كشف تحقيق صحفي كيف تهرب روسيا الحبوب من أوكرانيا بطرق غير مشروعة عبر عمليات تجارية معقدة تديرها شركات خاصة وأذرع للدولة الروسية مع تورط مشترين من سوريا وتركيا وإيران.

وقالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في تحقيق مطول لها أمس الإثنين، إن الغزو الروسي لأوكرانيا التي تعد من أكبر مصدري الحبوب في العالم، تسبب في نقص الغذاء العالمي، ما أدى إلى ارتفاع أسعار الحبوب عالمياً.

تتبع الشحنات

وتتبع تحقيق الصحيفة شحنات حبوب مسروقة من أوكرانيا، وتمكن من الوصول إلى فواتير وبيانات الشحن، إلى جانب صور الأقمار الصناعية للسفن وبيانات أجهزة الإرسال والاستقبال. إلى جانب المقابلات مع المهربين والتجار.

وفي ربيع العام الجاري، أسست موسكو في الأراضي الأوكرانية المحتلة شركة حبوب حكومية للتعامل مع ما قالوا لوسائل الإعلام الحكومية الروسية إنه أكثر من 1.5 مليون طن من الحبوب المخزنة. وتوقعوا أن الحصاد المقبل سيحقق أرباحاً إضافية تصل إلى مليون طن.

وبدأت الشركة في الإعلان على قنوات التواصل الاجتماعي المحلية ودعت المزارعين إلى "التعاون" من خلال بيع الحبوب عبر نقاط شراء الشركة بسعر محدد.

وفي مقطع مصور ترويجي أرسل إلى المزارعين المحليين، يقف مسؤول في الشركة أمام قطار روسي مليء بالحبوب المحلية. يعلن بفخر أنه يتم الآن دعم المزارعين بعد العثور على مشترين في روسيا وسوريا وتركيا وإيران.

وذكر التحقيق أن مالكي الأراضي الزراعية الأوكرانيين الذين فروا من المنطقة المحتلة أخبروا الصحيفة أن مشغل الحبوب التابع لروسيا يعيد بيع الحبوب المسروقة من مستودعاتهم أو حصادها من حقولهم.

سفن ترفع علم النظام السوري

وأبرزت الصحيفة العديد من الوثائق التي توضح أن بائع الحبوب المسروقة من أوكرانيا هي الشركة التي أسستها روسيا بعد الغزو، حيث تكشف الوثائق لإحدى الشحنات الضخمة، المحملة في سفينة شحن عامة يبلغ طولها 90 متراً وترفع علم النظام السوري، خرجت من منطقة زابوريزهيا الأوكرانية المحتلة.

وثائق
وثيقة رسمية تخص شحنة حبوب مسروقة من أوكرانيا (فاينانشيال تايمز)
 فاينانشيال تايمز
 (فاينانشيال تايمز)

 

وتعد السفن التي ترفع علم النظام السوري،  زائراً متكرراً  إلى الموانئ الأوكرانية المحتلة، وغالباً ما تنقل الشحنات مباشرة إلى سوريا.

وعلى سبيل المثال فإن سفينة (باويل) "Pawell" مسجلة في عنوان افتراضي بمنطقة بلومزبري في العاصمة لندن بالمملكة المتحدة، وبعد بحث الصحيفة عن الموقع المقصود لم تجد أي أثر للشركة التي تحمل اسم Pawell Shipping Co LLP، حتى أن الشركات في الموقع نفسه لا تعرف شيئاً عن الشركة المزعومة.

سفينة باول قبالة السواحل التركية
سفينة باويل قبالة السواحل التركية (فاينانشيال تايمز)

ومن خلال تتبع إشارات السفينة "Pawell" يظهر أنها كانت تعكس مساراتها قبل وصولها إلى الموانئ الأوكرانية المحتلة، عبر إيقاف تشغيل نظام الإشارات الذي يحدد موقعها في المياه الدولية.

ويتتبع التحقيق مزيداً من شحنات تهريب الحبوب الأوكرانية المسروقة وبيعها في أسواق على يد تجار بعضهم في مناطق سيطرة النظام السوري وتركيا وإيران.

مسار سفينة باويل
مسار سفينة باويل (فاينانشيال تايمز)