icon
التغطية الحية

انتهاكات حقوقية وابتزاز.. طالب لجوء سوري يروي قصة تهريبه من ليبيا إلى أوروبا

2023.08.17 | 11:50 دمشق

مهاجرون في قارب مطاطي وسط البحر - المصدر: الإنترنت
مهاجرون في قارب مطاطي وسط البحر - المصدر: الإنترنت
iNews - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

بعد سبع محاولات فاشلة واعتقال وسجن، نجح طالب لجوء سوري  "17 عاما"  في العبور من ليبيا إلى الاتحاد الأوروبي، بعد أن تم إنقاذه من الغرق في البحر المتوسط.

لم يُكشف اسم الفتى، الذي أمضى أربعة أشهر من أصل خمسة قضاها في رحلة التهريب داخل ليبيا ضمن مركز للاحتجاز حيث تعرض لانتهاكات جسدية.

صفقات بين ميليشيات ليبية وتجار البشر

ومن خلال قصة مروعة للعذاب الذي يتعرض له معظم طالبي اللجوء الهاربين من بلدانهم عند محاولتهم عبور البحر المتوسط أو المانش على متن قوارب مطاطية برفقة أعداد غفيرة من البشر، اتهم الفتى ميليشيا ليبية بعقد صفقات مع أشخاص يعملون في مجال الاتجار بالبشر حتى يعيدوا المهاجرين إلى البر بعد مغادرتهم، وقال: "إنهم يعرفون متى سيغادر القارب ويعرفون مكانه".

كما أخبرنا الفتى بأن والديه يريدون منه أن يعود لسوريا ويعتبرون ليبيا غير آمنة إلى أبعد الحدود، وهذا ما عبر عنه بقوله: "إنهما يعرفان بأنهم يضربوننا وفي بعض الأحيان يستخدمون العصي أو الأسلاك، حتى يطالبوا أهالينا بمزيد من الأموال.. كنت بمفردي، إذ غادرت سوريا بدون أهلي، لذا كان من الصعب علي مقاومة فكرة العودة، فقد اشتقت لبلدي كثيراً، لكني أعرف بأنه لم يعد أمامي أي مستقبل إن بقيت في سوريا، والآن لا يعرف أهلي بأني مازلت على قيد الحياة، فقد أخذوا مني هاتفي في ليبيا، ولم أعد أستطيع التواصل مع أمي لأخبرها بأنني نجحت في محاولتي السابعة لعبور البحر المتوسط".

رسا قارب لايف ميشن التابع لمنظمة  Emergency غير الحكومية في نابولي بإيطاليا يوم الاثنين حاملاً 76 مهاجراً جرى إنقاذهم في 11 آب 2023، كان بينهم سبع نساء و24 طفلاً، منهم 12 طفلاً لم يرافقهم أحد، ورضيع في الشهر السابع من عمره.

تعود أصول معظم المهاجرين إلى مصر وسوريا وإثيوبيا وأريتريا، وجميعها بلدان تضررت بفعل النزاعات وانعدام الاستقرار على المستوى السياسي والاقتصادي، فضلاً عن انعدام الأمن الغذائي.

أما عن عملية الإنقاذ، فيعلق كارلو مايسانو، رئيس بعثة لايف سبورت التي نسقت العملية مع مركز تنسيق عمليات الإنقاذ البحرية في إيطاليا، ونفذتها في منطقة البحث والإنقاذ بمالطا: "ظلوا في البحر لمدة تقارب 20 ساعة عندما بدأت عمليات الإنقاذ، إذ تعطل المحرك وبدأ القارب ينجرف وسط المياه ولهذا تاهوا في البحر لمدة خمس ساعات".

انتهاكات خطيرة

يخبرنا محمد حمدي وهو الوسيط الثقافي الذي كان على متن قارب لايف سبورت، بأن المهاجرين الذين تم إنقاذهم تحدثوا عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان تعرضوا لها يومياً في مراكز الاحتجاز الليبية، وقال: "على الرغم من أن القصص قصص لأفراد، إلا أن فيها عناصر مشتركة وردت في شهادات أدلى بها من فروا من ليبيا، ومن بين الأمور التي ذكروها العنف والابتزاز والاختطاف والإعدامات الميدانية التي أصبحت أموراً شائعة، تمر بلا أدنى عقاب".

خلال الأسبوع الماضي، فارق 41 شخصاً الحياة بعد تحطم سفينتهم في عرض المتوسط بحسب ما أعلنته السلطات الإيطالية ووكالات الأمم المتحدة بعدما تحدثت إلى الناجين الذين نقلوا إلى مشفى في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.

وصل الناجون، وهم فتى في الثالثة عشرة وامرأة ورجلان، إلى لامبيدوسا يوم الأربعاء، أي بعد مرور ستة أيام على غرق قاربهم، بحسب بيان مشترك صادر عن المنظمة الدولية للهجرة، واليونيسيف ومفوضية اللاجئين.

انطلق القارب إلى وجهته في الثالث من آب من مدينة صفاقس التونسية، والتي تحولت إلى نقطة ساخنة في خضم أزمة الهجرة، غير أن القارب انقلب وغرق في الليل بعدما ضربته موجة عاتية بحسب ما ذكره الناجون.

في حين ذكر الصليب الأحمر الإيطالي ومنظمة الإنقاذ الخيرية سي ووتش أن الناجين الأربعة ظلوا على قيد الحياة من جراء تمسكهم بسترات النجاة وغيرها من المواد المطاطية القابلة للنفخ ثم عثروا على مركب فارغ آخر في عرض البحر فأمضوا بعد ذلك بضعة أيام تائهين على متنه.

يذكر أن المئات من المهاجرين غرقوا في البحر خلال شهر حزيران بعد انقلاب مركب مكتظ بالناس قبالة سواحل اليونان في كارثة وصفت بأنها أسوأ كارثة لتحطم السفن حدثت على أعتاب الاتحاد الأوروبي خلال السنين الماضية.

المصدر: inews