icon
التغطية الحية

انتقادات حادة في إسرائيل على نية لابيد دعم "حل الدولتين"

2022.09.22 | 17:23 دمشق

99
رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت يائير لابيد، الرئيس الفلسطيني محمود عباس (تعديل: تلفزيون سوريا)
 تلفزيون سوريا ـ خالد خليل
+A
حجم الخط
-A

يتعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت يائير لابيد لهجوم حاد وانتقادات واسعة من قبل ائتلافه الحكومي ومن المعارضة على نيته دعم مبدأ "حل الدولتين"، لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، خلال خطابه المرتقب مساء اليوم الخميس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

أول المنتقدين شريكه في الحكم، رئيس الوزراء الإسرائيلي البديل نفتالي بينيت (يمين متطرف)، الذي قال "ليس هناك منطق في إعادة طرح فكرة الدولة الفلسطينية" مشدداً على أن "لا مكان لدولة أخرى بين البحر والأردن على المستوى العملي، ولا فائدة من تحرك سياسي مع الفلسطينيين".

وأضاف بينيت، يجب أن تبقى الشعارات مثل "حل الدولتين" إلى جانب العديد من البدع الأخرى التي ماتت.

مبدأ "حل الدولتين" هو الإطار السياسي الذي خرجت به اتفاقيات أوسلو 1993 بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية الولايات المتحدة الأميركية، وهي الرؤية الدولية الوحيدة لـ"عملية السلام" لحل الصراع بين الجانبين المتوقفة منذ عام 2014.

رفض "الدولة الفلسطينية" وتخوين لابيد

أثارت نية لابيد إعلانه دعم "حل الدولتين" ضجة سياسية في أعلى المستويات في إسرائيل منذ الليلة الماضية، وتوالت ردود الفعل الرافضة.

وانتقد وزير المالية أفيغدور ليبرمان (يمين قومي متطرف)، صباح اليوم الخميس، خطاب لابيد المرتقب.

وقال ليبرمان، تصريحات من هذا النوع من جانب القيادة الإسرائيلية تساعد أبو مازن والآليات الأمنية الفلسطينية على التهرب من واجبها في محاربة الإرهاب.

كما علقت وزيرة الداخلية أياليت شاكيد (يمين ديني متطرف) على الموضوع، وقالت إن لابيد يتحدث باسمه وليس نيابة عن الحكومة الإسرائيلية، مؤكدة أن الأخيرة لا تدعم قيام دولة فلسطينية.

وأضافت شاكيد، عندما شكلنا الحكومة كان من الواضح أن هذا الموضوع ليس على جدول الأعمال، معتبرة أن الآراء الفردية "أمر خطير".

في حين غرد وزير القضاء الإسرائيلي جدعون ساعر على موقع "تويتر" أن "إقامة دولة إرهابية في الضفة سيعرض أمن إسرائيل للخطر.. الإسرائيليون لن يسمحوا بذلك".

في نهاية حزيران/يوليو، تسلّم يائير لابيد، الذي يعد زعيم تيار يسار الوسط في إسرائيل، وزعيم حزب "يش عاتيد" (هناك مستقبل)، منصب رئيس تصريف الأعمال في الحكومة الإسرائيلية الحالية إلى حين إجراء الانتخابات المرتقبة في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وفي هذا السياق، نقل موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي عن مقربين من بينيت أنه لا يشعر بارتياح إزاء نشاط لابيد في الحكومة الانتقالية، التي من المفترض أن تدير الشؤون اليومية للدولة وليس رسم سياسات جديدة أو قيادة تحركات دراماتيكية. لابيد يكسر خط وروح حكومة التغيير التي كان عليها تجنب التعامل مع القضايا المختلف عليها".

هذه هي المرة الأولى منذ سنوات التي يتحدث فيها رئيس وزراء إسرائيلي على منصة الأمم المتحدة بشأن "حل الدولتين"، بحسب "يديعوت أحرونوت".

وأضافت الصحيفة، مع ذلك سيؤكد لابيد على المخاطر التي ينطوي عليها إقامة دولة فلسطينية. وسيطرح رؤيته بأن الانفصال عن الفلسطينيين يجب أن يكون جزءاً من الرؤية السياسية، القائمة على أساس مفهوم القوة بالنسبة لإسرائيل.

وتنص اتفاقية أوسلو على قيام دولة فلسطين مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، تضم الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي أراض فلسطينية تحتلها إسرائيل منذ حرب 1967، وفقاَ للقوانين والشرائع الدولية.

 

إجماع إسرائيلي لرفض "الدولة الفلسطينية"

شهدت الأوساط السياسية الإسرائيلية إجماعاً لرفض سياسة لابيد تجاه القضية الفلسطينية، لم تقتصر الانتقادات على شركائه في الحكومة، وإنما من المعارضة التي وصلت لدرجة التخوين.

وقال حزب الليكود (اليمين المتطرف) أكبر الأحزاب الإسرائيلية الذي يرأسه زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، إن لابيد بعد أن شكل أول حكومة إسرائيلية-فلسطينية، يريد الآن إقامة دولة فلسطينية على حدود كفار سابا ونتانيا ومطار بن غوريون وتسليم أراضي الوطن لأعدائنا".

وأضاف بيان الليكود، أن نتنياهو، على مدار سنوات حكمه المديد، تمكن من إخراج القضية الفلسطينية من جدول الأعمال المحلي والدولي، العالمي، ولكن لابيد أعاد أبو مازن إلى الواجهة في أقل من عام.

يشار إلى أن تصريحات لابيد المرتقبة تأتي في ظل أجواء انتخابية تشتد فيها المنافسة على الانتخابات المقبلة بعد أقل من 40 يوما، يتنافس فيها كل من نتنياهو ولابيد وغانتس على منصب رئيس الحكومة.

من المتوقع أن يلقي، غداً الجمعة، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) خطابا في الجمعية العامة لألمم المتحدة يطالب فيها "العضوية الكاملة" لفلسطين في الأمم المتحدة وإلغاء التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية.