icon
التغطية الحية

"الوجيز في تاريخ اقتصاد الإسلام".. منذ النبوة إلى عصرنا الحالي

2023.03.18 | 19:51 دمشق

إسلام
إسطنبول- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

"الوجيز في تاريخ اقتصاد الإسلام" كتاب يرصد الأفكار والممارسات الاقتصادية منذ عصر النبوَّة والخلافة الراشدة حتى عصرنا الحالي، صدر حديثاً عن "مدارات للأبحاث والنشر"، وهو من تأليف أحمد الأشقر ورودني ويلسون، ونقله إلى العربية أحمد العدوي وأحمد عزيز.

ويتطرَّق الكتاب إلى آراء العلماء والفقهاء المسلمين واجتهاداتهم في مختلف المسائل الاقتصادية، مفصّلاً تطور الفكر الاقتصادي خلال العصرين الأموي والعباسي، مروراً بالقرون الوسطى لدى المغول والعثمانيين والصفويين، وصولاً إلى حركة إحياء الاقتصاد الإسلامي في العصرين الحديث والمعاصر.

إخفاق النظام الرأسمالي

يرى مؤلفا الكتاب أن النظام الرأسمالي -بوضعه الراهن- يواجه عدداً كبيراً من التحديات الجوهرية، التي قد تنتهي به إما إلى تقويض الأسس التي قام عليها هو نفسه، أو تقويض أسس الحياة ومقتضياتها على ظهر هذا الكوكب. وقد أخفق هذا النظام -حتى الآن- في تقديم حلول مُقنعة لمعضلة تصاعد التفاوت الطبقي، وتراكم الثروة في أيدي قطاع صغير من سكَّان الكوكب إضافة إلى ما أفضى إليه مفهوم تعظيم الربح من الإفراط في الإنتاج والاستهلاك على حدٍّ سواء.

يستعرض الكتاب البيئة في شبه الجزيرة العربية قبيل ظهور الإسلام، وأثرها على الحياة الاقتصادية عند العرب، وأثر ظهور الإسلام على الحياة الاقتصادية. ويتناول الكتاب أيضاً الحياة الاقتصادية، وتطور الفكر الاقتصادي خلال العصرين الأموي والعباسي. ثم يناقش تطور الفكر الاقتصادي الإسلامي في أواخر القرون الوسطى ومستهل العصر الحديث عند العثمانيين والصفويين والمغول.

الفكر الاقتصادي الإسلامي في العصر الحديث

ويمتد نطاق الكتاب ليرصد أثر حركة الإحياء الإسلامي على الفكر الاقتصادي الإسلامي في العصرين الحديث والمعاصر. كما يعالج أبرز اتجاهات الكتابات العلمية في حقل الاقتصاد الإسلامي منذ النصف الثاني من القرن العشرين وصولًا إلى الزمن الحاضر.

الكتاب غني بآراء العلماء المسلمين في الحياة الاقتصادية، إلا أن أكثر العلماء الذين اشتمل الكتاب على آرائهم، لم يصنِّفوا أنفسهم على أنهم اقتصاديون قط، بل إنه لم يكن هناك علم للاقتصاد -بالمعنى الذي نعرفه- قبل قرنين من الزمان.

ويبدي المتخصصون المحدَثون في الاقتصاد الإسلامي أسفهم لتركيز علم الاقتصاد على القضايا المنهجية، ونبذه خيارات السياسة الاقتصادية. وفي حين رأى عدد كبير من الاقتصاديين المتخصصين خلال القرن الماضي أن تخصصهم يكاد يخلو من القِيم، فإن الاقتصاد الإسلامي يُعدّ طرفاً نقيضاً؛ حيث ينطوي على خيارات سياسية تنبثق من مبادئ أخلاقية. فالاقتصاد بلا أخلاق يصير أشبه بالميكانيكا، وليس علماً اجتماعياً ولا إنسانياً.