icon
التغطية الحية

الهلال الأحمر بدير الزور يسرق معونات الأهالي

2020.10.11 | 18:36 دمشق

photo_2020-10-11_06-44-36.jpg
فرع الهلال الأحمر في دير الزور (تلفزيون سوريا)
 دير الزور ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

بدأت منظمة "الهلال الأحمر العربي السوري" تتحوّل من مؤسسة إغاثية وصحية وطبية تُعنى بنجدة المواطنين السوريين في الحالات الطارئة والحروب، إلى واحدة من شركات النظام التي ينخرها الفساد والمحسوبيات والتبعية لأجهزة الأمن.

ومنذ منتصف آذار 2011 بدأت ملامح التحوّل تتجلّى شيئاً فشيئاً، ما دفع العديد من كوادرها ومتطوعيها، ممّن بقي على قيد الحياة ولم يطلْه قصفُ النظام وآلة حربه، لمغادرتها بعد أن تكشّف لهم العديد من التجاوزات والممارسات التي تتعارض مع توجّه ومبادئ المنظمة.

 

photo_2020-10-11_06-44-44.jpg
فرع الهلال الأحمر بدير الزور (تلفزيون سوريا)

 

فرع الهلال بدير الزور.. (خيار وفقوس)

شهد فرع الهلال الأحمر السوري في مدينة دير الزور، ارتقاء العديد من الشبّان ممن تطوعوا لإغاثة ونجدة المدنيين خلال اجتياحات قوات النظام المدينة في عامي 2011- 2012؛ كالمسعف بشار اليوسف الذي ارتقى في حزيران 2012، والسائق خالد الخفاجي في تموز من نفس العام، وغيرهما.

أما اليوم، وبالرغم من توقّف الاشتباكات في المنطقة عقب استعادة قوات الأسد سيطرتها على المدينة، وبالرغم من حجم المساعدات الذي يرد إلى المنظمة سواء من بقية فروع المنظمة في الدول الأخرى أو من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر، أو من برنامج الغذاء العالمي؛ إلا أن فرع الهلال بدير الزور متوقف عن توزيع بطاقات الحصول على المعونات منذ أكثر من عامين.

يؤكّد "خالد" أحد سكان حي "الجبيلة" في قلب المدينة، أنه عاد إلى دير الزور في منتصف عام 2018 وحتى اللحظة لم يحصل على بطاقة من فرع الهلال، يحصل من خلالها على المعونات الغذائية والصحية والطبية.

ويؤكّد في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، أنه منذ عودته وهو يراجع الفرع "وكانوا يتذرعون بعدم وجود تعليمات بخصوص منح البطاقات الحديثة للمواطنين" يقول خالد.

 

photo_2020-10-11_06-44-49.jpg
فرع الهلال الأحمر بدير الزور (تلفزيون سوريا)

 

أما "أم مروان" المقيمة في حي "الحميدية" جنوبي المدينة، فأكدت أن ثمة عائلات عادت إلى المدينة حديثاً، وحصلت على بطاقة المعونات بسهولة، نتيجة المعرفة الشخصية برئيس فرع الهلال، المدعو "سفيان المشعلي".

وما تزال أم مروان تفتقر للبطاقة رغم وجودها في المدينة منذ ما قبل عودة سيطرة النظام عليها، والذريعة نفسها: "عدم صدور تعليمات بتوزيع بطاقات جديدة" بحسب أم مروان.

اقرأ أيضاً: انسحاب الهلال الأحمر المرافق لقوافل جنوب دمشق العالقة قرب الباب

متطوّع من داخل الهلال يشرح القضية

أحد المتطوعين في فرع الهلال السوري بدير الزور -طلب عدم ذكر اسمه- يكشف لموقع تلفزيون سوريا عن وجود ما يقرب من 300 عائلة عادت إلى المدينة بعد منتصف عام 2018 ولم تحصل على  بطاقات تخولهم الحصول على المعونات.

 ويُرجع المتطوّع السبب "لمزاجية رئيس فرع الهلال بدير الزور، المشعلي، الذي منح الكثير من العائلات التي تربطهم به علاقات قرابة أو معرفة، أو ممن يتسلّحون بـ (واسطة) من مسؤولين عسكريين أو سياسيين، وهم الأكثرية" بحسب وصفه.

وأكد المتطوّع أن سرقاتٍ جمة تعرضت لها المعونات، سواء الغذائية أو الصحية أو الطبية، من خلال حجب حصص معونات مخصصة لعائلات غير مقيمة في المدينة، أثناء عملية التوزيع.

ويلفت إلى أن تلك الحصص يتم نقلها إلى مستودعات خاصة بعد أن يدوّن في السجلات أنها سُلّمت لمستحقيها.

اقرأ أيضاً: المساعدات الإنسانية سلاح جديد بيد النظام لمعاقبة أهالي القنيطرة

ويضيف المتطوع أن عدداً كبيراً من الأهالي المقيّدين على جداول الهلال يقيمون حالياً داخل مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، إلا أن الهلال يرفع أسماءهم إلى دمشق بوصفهم مقيمين داخل المدينة وبحاجة لمعونات.

ويختم المتطوع بالقول: "بعلم وتوجيه رئيس فرع الهلال، يتم تخريج المعونات المسروقة من المستودعات، لبيعها في مناطق هو يحددها، وقسم منها يُمنح للمسؤولين وبقية (الواسطات)".

 

كلمات مفتاحية