icon
التغطية الحية

النظام يفتعل أزمة الجوازات.. وحلم الشباب الخروج من سوريا |صور

2021.12.23 | 17:44 دمشق

alhjrt-waljwazat-fy-dmshq-e1635841470951.jpg
دمشق - خاص
+A
حجم الخط
-A

"ما ضل في أمل بالبلد"، بهذه الجملة بدأ الشاب العشريني يحيى، حديثه مع موقع تلفزيون سوريا، في أثناء وقوفه أمام فرع الهجرة والجوازات في حي البرامكة بالعاصمة دمشق.

عشرات الشبان يتوافدون يومياً إلى مبنى الهجرة والجوازات للحصول على جواز السفر السوري (الأغلى في العالم)، أملا بالعثور على فرصة تخرجهم من الجحيم السوري، الذي أراده النظام السوري للبلاد، في ظل واقع اقتصادي ومعيشي مترد، يعاني منه نحو 90% من الأهالي وفق تقديرات أممية.

يقول يحيى في حديثه لموقع تلفزيون سوريا، إنه لا يستطيع أن يرى أي بريق أمل، يمكّنه من تأمين مستقبله أو على الأقل الحصول على حياة كريمة، مشيراً إلى أن رغبة الشبان في الهجرة من البلاد لها أسباب كثيرة، في ظل انتشار الفقر والبطالة والجوع وانعدام الأمن في مناطق سيطرة النظام.

وأوضح أن فئة الشبان بين 18 إلى 25 عاماً وخاصة طلاب السنوات الأخيرة في الجامعات، هي الأكثر طلباً للحصول على جوازات السفر، لا سيما أن وجود جواز السفر يساعدهم في الحصول على منحة دراسية لاستكمال الدراسة في أي دولة أخرى، في حين يسعى قسم كبير من الشبان للذهاب إلى مصر أو السودان وعلى أحسن تقدير الإمارات، للعمل بأي شيء متاح، بسبب انعدام فرص العمل في البلاد.

ونبه الشاب العشريني إلى وجود فئة من الشبان تحصل على الجواز السوري، للسفر إلى دولة الإمارات أو أي دولة أخرى والبقاء فيها لمدة 9 أشهر، ليتمكنوا من استيفاء شروط دفع بدل الخدمة الإلزامية في صفوف قوات النظام، والمقدر بـ 8 آلاف دولار أميركي.

 

طوابير للحصول على جواز سفر في العاصمة دمشق (خاص تلفزيون سوريا)

النظام يتعمد تأخير إصدار الجوازات

وفي ظل زيادة أعداد الراغبين بإصدار جوازات السفر، أعلنت سلطات نظام الأسد، عن عدم توافر الأوراق واللصاقات الخاصة بالجواز، وهو ما نفاه مصدر تلفزيون سوريا داخل إدارة الهجرة والجوازات بدمشق، مؤكداً أن أوراق الجوازات متوافرة، لكن وزارة الداخلية في حكومة النظام، أصدرت أوامر بتأخير استصدار جوازات السفر، وانتظار صدور قرارات وتعاميم جديدة في مطلع العام المقبل 2022 من قبل حكومة النظام.

وأكد عدم إصدار أي جواز سفر خلال الفترة الماضية، باستثناء طلبات الأشخاص المقربين من المسؤولين والرياضيين، بعد ورود توصيات باستعجال استصدار جوازات السفر لأسماء محددة من قبل رئيس الاتحاد الرياضي العام لدى النظام، وتوصيات أخرى من الأجهزة الأمنية.

وبين أن إدارة الهجرة لديها أكثر من 60 ألف جواز سفر قيد الانتظار، رغم وجود أكثر من 20% من الطلبات ضمن الفئة المستعجلة، مشيراً إلى أن طلبات تجديد جوازات السفر من خارج البلاد، والتي تصل كلفة المستعجلة منها إلى 800 دولار أميركي، فهي تسير وفق الإطار الطبيعي دون أي تأخير أو تأجيل، باعتبار أنها تدعم خزينة النظام بالعملة الصعبة.

وأبدى مصدر تلفزيون سوريا استغرابه من إعلان وزارة الداخلية إمكانية إصدار جواز السفر في يوم واحد إلكترونيا بمبلغ 100 ألف ليرة، مؤكداً أن إدارة الهجرة والجوازات لا تملك البنية التحتية (الإلكترونية) اللازمة لإتمام عمليات إصدار الجوازات بهذه السرعة، كما أنها لم تصدر أي جواز بهذا الشكل حتى لحظة إعداد التقرير.

 

الرشاوى تختصر المسافات

التقى موقع تلفزيون سوريا بالشاب عبد الهادي لحظة خروجه من مبنى الهجرة والجوازات في حي البرامكة، وهو يحمل في يده جواز السفر، فحدثنا عن رحلته التي استغرقت نحو 15 يوماً بين الدوائر الحكومية لإتمام معاملة جواز السفر.

يقول عبد الهادي "دفع الرشاوى هو الطريق الأسرع للحصول على أي شيء في البلاد، وهو ما فعلته لإتمام معاملة جواز السفر، بدءاً من استخراج الأوراق الثبوتية المطلوبة (إخراج قيد مدني – لا حكم عليه – ورقة تأجيل/ إتمام خدمة العلم).

ويضيف: "تواصلت مع أحد السماسرة واتفقنا على دفع مبلغ 30 ألف ليرة سورية (أقل من 10 دولار بسعر السوق السوداء) لاستخراج كل الأوراق المطلوبة خلال 3 أيام، وهو ما حصل بالفعل".

وتابع: توجهت بعدها إلى إدارة الهجرة والجوازات للقاء سمسار آخر يعمل ضمن الإدارة، قمت بتسليمه الأوراق المطلوبة، وأخبرني أن أنتظر مكالمة منه للقدوم إلى المبنى لأخذ البصمات".

ونبه إلى أن انتظار مكالمة سمسار إدارة الهجرة والجوازات استغرقت مدة 5 أيام بينها يومي عطلة، حيث ذهب للمبنى وسلم السمسار مبلغ 200 ألف ليرة سورية، على أن يقوم بدفع مثلها يوم حصوله على الجواز الجديد.

وختم عبد الهادي حديثه مع التلفزيون بقوله: "بلد كلا طوابير وما إلها حل غير تدفع رشاوى".

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين أكثر من 6.7 ملايين لاجئ وطالب لجوء في أكثر من 130 دولة حول العالم، بينهم 5.5 ملايين لاجئ في الدول المجاورة لسوريا، وفق آخر إحصائيات مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.