icon
التغطية الحية

المنازل المتصدعة من الزلزال كابوس يؤرّق أهالي اللاذقية

2023.02.27 | 06:20 دمشق

منزل متصدع في اللاذقية
منزل متصدع من الزلزال في اللاذقية (تلفزيون سوريا)
+A
حجم الخط
-A

تستمر تبعات الزلزال المدمّر الذي ضرب منطقة الساحل السوري، كما أنّ الخوف والقلق يسود المنطقة التي ما تزال تشهد هزّات ارتدادية لم تتوقف، وسط مخاوف من حالة منازلها المتصدّعة ومدى قدرتها على الصمود، لا سيما مع ظهور تشققات مخيفة في الكثير منها.

وخلال الأيام الأخيرة غادرت عشرات العائلات من التي تضررت مساكنها في مدينة جبلة، إلى قرى مجاورة أو نحو شقق استأجرتها في المناطق الأكثر أمناً في مدينة اللاذقية وغيرها من المناطق، في حين ما تزال بعض العائلات تفترش الحدائق العامة أو وسائل المواصلات، وتخشى العودة إلى منازلها، التي ظهرت عليها آثار صدوع وتشقّقات.

مليون ليرة للكشف على المنزل

بحسب ما ذكرت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري، اشتكى مواطنون متضرّرون من الزلزال في اللاذقية، من فرض "نقابة المهندسين" مبالغ باهظة لقاء الكشف على المنازل المتضرّرة من جراء الزلزال، للحصول على تقرير ثلاثي بحالة المنزل.

وطالب المتضرّرون بتخفيض رسوم استصدار هذه التقارير وتحديد المنازل التي بحاجة إلى تدعيم أو ترميم، ومراعاة الأوضاع المادية الصعبة التي يمر بها الجميع، كما طالبوا بالتعويض من كلفة الترميم أو التدعيم التي تثقل كاهل أي عائلة، خاصة من ذوي الدخل المحدود، الذين بالكاد يستطيعون تأمين تكاليف حياتهم المعيشية اليومية.

وأشار أحد المواطنين المتضررين - وفق ما ذكرت الصحيفة - إلى أنّ 1.2 مليون ليرة سوريّة، قيمة كل تقرير هندسي عن حالة المنزل، تصدره "نقابة المهندسين في اللاذقية".

وذكرت رئيس شعبة المكاتب الهندسية في اللاذقية زينب الخيّر، أن كلفة "التقرير الثلاثي كفاءة زلزالية"، محدّدة بـ(1.023 مليون ليرة)، مردفةً: "نحن كفرع نقابة لا يمكننا التصرف إلا وفق القانون، وننتظر أن توجد جهة معينة أو النقابة المركزية لتتبنى رفع هذا العبء عن المواطنين".

ابتسام (47 عاماً) تقطن في حي الجبيبات الغربية بمدينة جبلة جنوبي اللاذقية، تقول لـ موقع تلفزيون سوريا: "تهدمت الأبنية المجاورة، أما منزلي فتشقّقت كل جدرانه، أخبرونا أن لجان الكشف ستصل قريباً فنصبنا خيمة هنا وما زلنا ننتظر وصولهم حتى اليوم".

وتؤكّد ابتسام أنه "رغم قلة الأبنية المنهارة في مدينة جبلة، لكن في الوقت ذاته لا يكاد يخلو حي من أحياء المدينة من أبنية متصدعة وأُخرى متهالكة"، متسائلةً: "إلى متى سنبقى على هذا الحال؟ لم يأت أي أحد ولا نستطيع العودة هذه مسؤولية الدولة أن تساعدنا".

من جانبه قال "أبو رائد" - من سكّان حي الصليبة في مدينة اللاذقية - لـ موقع تلفزيون سوريا: "أقيم في الطابق الثالث وتشقّق عدد من جدران شقتي، رغم ذلك ما زلت أقيم فيه، أضطر وأفراد أسرتي إلى مغادرة المنزل نحو الشارع كلما أحسسنا بأي اهتزاز، أو كلما قرأنا خبراً عن زلزال أو هزة ارتدادية نخلي الشقة فوراً، لا أدرى إلى متى سنبقى على هذه الحال".

وأضاف: "راجعت البلدية وطلبت منهم معاينة منزلي والتأكّد من سلامته أو حاجته للتدعيم، لكن لم يصل أي أحد رغم أنّهم قالوا إنهم سيأتون. مر أكثر من أسبوعين ولم نشاهد أحداً".

إيجارات مرتفعة في الريف

مع رفض عشرات العائلات العودة إلى منازلها في جبلة، توجّه الكثير منها إلى مناطق مجاورة في ريف اللاذقية، للإقامة فيها بانتظار معرفة مصير أبنيتهم، ومع زيادة الطلب ارتفعت إيجارات المنازل هناك إلى أكثر من الضعف، بحسب مصادر محلية.

اقرأ أيضاً.. في حلب واللاذقية.. الناجون من الزلزال يهجرون منازلهم

اقرأ أيضاً.. ينامون في العراء.. منكوبو الزلزال في "اسطامو" يطالبون بإغاثة سريعة

وقال الناشط الإعلامي في مدينة جبلة "أبو يوسف جبلاوي" لـ موقع تلفزيون سوريا: "قبل الزلزال كانت إيجارات المنازل في الريف لا تتجاوز 25 ألفاً، لكن منذ الكارثة الأخيرة أُجّرت بعض المنازل بأكثر من 100 ألف.. المشكلة أن عدد سكّان جبلة كبير ومعظم الأبنية تأثّرت بشكل كبير ومَن كان لديه أقارب في محافظات أخرى توجه إليهم، وآخرون توجهوا إلى الريف وهو ما زاد من الطلب كثيراً وأدّى إلى رفع الإيجارات".

وفي مدينة اللاذقية قال الناشط الإعلامي أحمد اللاذقاني، إنّ معظم سكّان أحياء (العوينة، والمشروع العاشر، والأميركان، والسجن، والصليبة) أخلوا منازلهم، منذ اليوم الأوّل من الزلزال، وبدأ بعضهم عملية البحث عن منازل في المناطق المجاورة أو الريف، وآخرون ما زالوا يقيمون في المساجد أو في مراكز إيواء مؤقتة.

ووفق "وزارة الإدارة المحلية" في حكومة النظام، فقد بلغ عدد الملاجئ في محافظة اللاذقية 32 ملجأ، في حين وصل عدد الأبنية التي انهارت بشكل كامل في اللاذقية إلى 65 مبنى.

مبادرات فردية ومجتمعية

أمام عجز "مؤسسات حكومة النظام" وبطء استجابتها، برزت خلال الأيام الأخيرة مبادرات فردية ومجتمعية لمساعدة الأهالي المنكوبين من جرّاء الزلزال.

وتطوع عدد من المهندسين المدنيين لمساعدة الأهالي وزيارة منازلهم وتقديم تقييم أولي لهم، بينما غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات توضّح وتشرح بالمعلومات، كيفية الاستفسار والكشف عن حالة المباني المتضرّرة والشقوق البسيطة أو التي تُهدّد بانهيار المبنى.

وأعلنت "مؤسسة غسان جديد للتنمية" عن برنامج تأمين سكن بديل لمتضرّري الزلزال في مدن الساحل السوري، كما عرضت في منشور عبر صفحتهها على "فيس بوك"، مساعدة العائلات التي تصدّعت منازلها، قائلةً: إنها "ستقدّم لهم قيمة بدل إيجار شقة إيواء لفترة تتراوح بين 6 و12 شهراً بحسب الحاجة".