icon
التغطية الحية

"المجلس النرويجي للاجئين": السوريون في لبنان يواجهون الإخلاء من منازلهم

2022.02.12 | 09:15 دمشق

download.jpg
أشار المجلس إلى أن اللاجئون في لبنان سيخرجون من فصل الشتاء منهكين ومرضى وتحت جبل من الديون - رويترز
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

قال "المجلس النرويجي للاجئين" إن اللاجئين السوريين في لبنان يواجهون، في أجزاء كبيرة من البلاد، عمليات إخلاء من منازلهم، مشيراً إلى أنهم "باتوا غير قادرين على دفع الإيجار، ويلجؤون إلى تدابير يائسة لمواجهة ظروف الشتاء القاسية، وسط ارتفاع أسعار الوقود والغذاء".

وفي بيان له، أوضح المجلس أنه تلقى، منذ بداية العام الحالي، 56 طلباً للحصول على دعم من اللاجئين السوريين الذين يواجهون عمليات إخلاء في مناطق مختلفة من لبنان، في حين تلقى خلال العام 2021 أكثر من 800 حالة من هذا القبيل.

وأضاف أنه "من المرجح أن تكون الأرقام الإجمالية أعلى من ذلك بكثير"، مشيراً إلى أنه في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2021، تلقى المجلس طلبات للحصول على دعم نقدي من 5785 لاجئاً سورياً لم يتمكنوا من دفع الإيجار.

وقال مدير المجلس، كارلو غيراردي، إن "الكفاح الذي يعيشه اللاجئون السوريون مع هذا الشتاء أمر يفوق الخيال"، مشيراً إلى أن "الإجراءات اليائسة التي يتعين عليهم اتخاذها للحفاظ على دفء أطفالهم تعكس للأسف الفشل الجماعي في إيجاد حل لهذا البؤس".

الوضع الأسوأ في عرسال

وأشار غيراردي إلى أن "الشتاء قارس في لبنان، وبشكل خاص في عرسال التي تتعرض لعواصف ثلجية كثيفة، ويزداد وضع آلاف اللاجئين في الخيام سوءاً في السنوات الأخيرة بعد قرار الحكومة اللبنانية، في العام 2019، هدم الجدران الخرسانية التي يزيد ارتفاعها على متر واحد، لمنع الخيام من أن تصبح ملاجئ دائمة".

وعن وسائل التدفئة، قال المجلس إن "أسعار الوقود والغذاء الباهظة في لبنان أجبرت اللاجئين على البحث عن وسائل أرخص، لتدفئة منازلهم"، مشيراً إلى أن هذه الوسائل "ضارة في كثير من الأحيان".

ونقل المجلس عن إحدى اللاجئات السوريات في عرسال، والتي تم إجلاؤها من منزلها أربع مرات، قولها "إن المرة الأولى التي تم إجلاؤنا بها هي الأصعب، حيث استغرقنا بعض الوقت للعثور على مكان جديد"، مشيرة إلى أن مالك المنزل اعتدى على زوجها، وتسبب له بندوب على ظهره.

وذكرت أنها "بحثت في كل مكان عن وسائل للتدفئة، وكل ما وجدته هو بعض الإطارات، واستيقظت في اليوم التالي وأنا أختنق وصوتي أجش، بسبب الأدخنة السامة التي نستنشقها طوال الليل".

من جانبه، قال لاجئ آخر، وهو أب لثلاثة أطفال، إن عمليات الهدم التي تقوم بها الحكومة اللبنانية في مخيمات عرسال استمرت هذا الشتاء، مشيراً إلى أنهم هدموا الجدار الذي يفصل المطبخ عن غرفة المعيشة في خيمته، ما دفعه لاستخدام الأغطية البلاستيكية بدلاً من ذلك.

وأشار اللاجئ السوري إلى أنه "يُمنع علينا تقسيم الخيمة إلى غرف، نحن قلقون بشكل خاص بشأن هدم هذا المطبخ، لأن الرياح تهب عبره، كما أنه يغمر بالماء خلال فصل الشتاء".

وحث "المجلس النرويجي للاجئين" المانحين الدوليين على "زيادة دعمهم للاجئين السوريين في لبنان، واللبنانيين المستضعفين، الذين لن يتوقف كفاحهم مع نهاية الشتاء، لا سيما مع عدم وجود نهاية تلوح في الأفق للأزمة الاقتصادية غير المسبوقة".

وأكد مدير المجلس على أنه "مثل كل شتاء، سيخرج اللاجئون منه منهكين ومرضى وتحت جبل من الديون"، مشدداً على أنه "يجب على المجتمع الدولي والمانحين والحكومة اللبنانية اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع الحلقة المفرغة للفقر واليأس".