icon
التغطية الحية

الماء.. ضيافة العيد في مخيمات النزوح شمالي سوريا

2020.07.30 | 18:09 دمشق

f822bad1-251e-487c-94d6-375e8800e2e1.jpg
تحضير حلويات العيد - ( تلفزيون سوريا)
اسطنبول - حسام جمّال - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

رصد موقع تلفزيون سوريا تحضيرات السوريين لاستقبال عيد الأضحى في الداخل السوري، والموافق يوم غد الجمعة، وسط ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية عند الأهالي.

نظرات الحزن والقهر تبدو واضحةً خلال التحضير لاستقبال العيد عند النازحين، الذين يعودون بذاكرتهم إلى أجواء العيد وتحضيراته عندما كانوا في بلداتهم قبل أن يجبرهم نظام الأسد على النزوح والإقامة سواء في المخيمات أو البلدات.

أجواء العيد التي يعيشها النازحون في المخيمات تختلف عما كانت عليه في منازلهم وسط عائلاتهم وأقاربهم الذين أجبروا على الابتعاد عنهم،  ليصبحوا في واقع يختلف تماماً عن الحياة التي عاشوها سابقاً.

 

العيد بمخيمات النازحين

منطقة قاح وأطمة اللتين تضمان أكبر تجمع لمخيمات النازحين على الحدود السورية التركية، تشهد أسواقها اليوم ازدحاماً بسبب إقبال الأهالي على شراء بعض الحاجيات الأساسية لعيد الأضحى.

وعن ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية لسكان تلك المناطق قال مراسل تلفزيون سوريا، إن معظم العائلات في المخيمات لايملكون المال لشراء حاجيات العيد، لذلك اقتصر الأمر على شراء بعض أنواع الحلويات البسيطة وفي أفضل الأحوال قطعة ملابس لأطفالهم بهدف إسعادهم صباح العيد.

وأكد مراسلنا، أن اللحوم غائبة عن موائد سكان المخيمات بسبب ارتفاع أسعارها، وهم على أمل أن يحصلوا على أضاحي العيد، لإسعاد أطفالهم، بعد أن كانوا هم من يوزعونها على الأهل والأقارب.

 

أضاحي العيد

بهجة عيد الأضحى لا تكتمل إلا بالأضحية  سواء للمُضحي أو الذين توزع عليهم الأضاحي، لكن اكتظاظ أسواق الماشية بالبائعين والمشترين لم يكن هذا العام كما السابق.

وقال أحد بائعي المواشي في مدينة سرمدا لموقع تلفزيون سوريا، إن "إقبال الأهالي على الأضاحي هذا العام ضعيف مقارنة بالعام الماضي، وذلك بسبب غلاء سعر الأضحية، ونلاحظ في الأسواق وجود مندوبين عن بعض المنظمات لشراء أضحية العيد"

وأكد أحد الزبائن في سوق المواشي بسرمدا لموقع تلفزيون سوريا، أن " تحديد سعر صرف الليرة السورية  مقابل الدولاربـ 2000 ليرة  منذ أيام بالإضافة  لتحديد فارق بين سعر المبيع والشراء مايقارب  400 ليرة سورية، انعكس سلباً على المشتري ، لأن هذا القرار زاد من ربح التجار، حيث وصل الربح للعجل مايقارب الـ 500 دولار أميركي بحسب وزنه وكذلك للخاروف بـ 30 دولارا، وأن معظم التعامل في البيع  يكون بالليرة السورية".

وعن سعر الأضاحي قال أبو جميل بائع مواشي في مدينة سرمدا لموقع تلفزيون سوريا، "يتراوح سعر الكيلو غرام الواحد للأضحية بين الـ 8 آلاف والـ 8200 ليرة سورية أو 4 دولارات ويشهد اليوم سوق المواشي إقبالاً في حين كان شبه خاوٍ في الأمس".

photo_2020-07-30_16-32-29.jpg
سوق لبيع الأضاحي في الشمال (تلفزيون سوريا)

 

"سأقدم كأس ماء"

تحدثت نازحة من سكان "مخيم ضياء1" في مدينة سرمدا بريف إدلب الجنوبي لموقع تلفزيون سوريا عن تحضيراتها للعيد، قائلة "نزحنا إلى المخيم منذ مايقارب العام وهذا العيد الثاني الذي يأتينا ونحن هنا، وأحاول رغم جميع الظروف أن أُدخل الفرحة إلى قلوب أطفالي، رغم أنني المعيلة الوحيدة لهم منذ أن استشهد والدهم، وها أنا أصنع لهم حلويات العيد بأقل التكاليف وأبسط المواد".

9b09d4b4-7be7-428d-a463-2921737e1e8d.jpg
صورة من تحضير حلويات العيد ( تلفزيون سوريا)

 

وأضافت "معيشة المخيم لاتقارن بحياتنا في قرانا التي أجبرنا على النزوح منها، فتحضيرات العيد مختلفة بشكل كبير رغم القصف الذي كنا نتعرض له، إلا أننا كنا نجهز الحلويات وبكميات كبيرة، أما الآن أحاول أن أُسعد أطفالي ولو بأبسط الأمور كي لايشعروا بالنقص أمام الآخرين".

"العيد لم يعد كما في السابق البكاء والقهر والفقر هو حالنا اليوم، عن أي عيد تتحدثون وأنا لا أملك ما أحضره لعائلتي وليس لدي ما أقدمه لزواري سوى كأس من الماء فقط " هذا ما قالته إحدى النازحات من بلدة حاس والمقيمة بمخيم " ضياء 2 " في سرمدا

لم تختلف أجواء تحضيرات العيد في مدينة إدلب عن باقي مدن وبلدات الشمال السوري ازدحام في الأسواق بهدف مشاهدة البضائع لا شرائها بسبب ارتفاع الأسعار.

وقال مراسل تلفزيون سوريا، تتوفر جميع البضائع في الأسواق إلا أن الحركة الشرائية ضعيفة بسبب عدم توفر المال عند الأهالي، بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار وتفاوتها من بائع لآخر.

وكان لتقلب سعر صرف الليرة السورية أثر كبير على الأسواق مع وجود ثلاث عملات متداولة في إدلب، الأمر الذي فتح الباب أمام معظم التجار للاستغلال في عمليات البيع والتحويل من عملة إلى أخرى والتي يكون المشتري فيها الخاسر الوحيد.

ويتجدد الأمل عند النازحين في كل عام بالعودة إلى ديارهم والاحتفاء بأجواء الأعياد وتلبية جميع احتياجات عائلاتهم وأطفالهم.