icon
التغطية الحية

اللاذقية "غارقة" في القمامة والبلديات: المواطن هو السبب

2020.12.23 | 10:42 دمشق

untitled-1.jpg
اللاذقية - خاص
+A
حجم الخط
-A

بات من الغريب أن تمر في حي من أحياء مدينة اللاذقية، دون أن تشم رائحة قمامة أو تشاهد تجمعاً لها، إذ تحولت المدينة إلى "مكب كبير" يكاد ينضح، حسب وصف قاطنيها.

وحالها كحال معظم مدن وبلدات ريفها، فالمشهد واحد، بدءاً من منطقة الكورنيش الجنوبي والطابيات والزراعة ـ التي تحوي مساكن كبار الضباط والمسؤولين ـ وصولاً للمشروع السابع وساحة الحمام، وضاحية تشرين، ومنها إلى ريف جبلة والقرداحة.

تبريرات

انتشار القمامة وانبعاث روائحها، التي باتت ضيفاً معتاداً في كثير من منازل الأحياء الفقيرة، دفع بالعشرات لتقديم شكاوى للبلديات، التي أرجعت بدورها السبب إلى نقص مخصصات المازوت، وعدم كفايتها لتشغيل سيارات القمامة، حسب ما ذكر أحد المشتكين ويدعى خالد (اسم مستعار).

Artboard 7.jpg
تكدّس القمامة في أحد شوارع مدينة القرداحة جنوب شرقي اللاذقية

وأضاف أن البلدية اعتبرت، في سياق ردها على الشكاوى المقدمة من قبل المواطنين، أن أحد أكبر الأسباب يعود إلى "ثقافة المواطن"، في إشارة إلى أن المدنيين يتحملون الذنب في انتشار القمامة، وكأنهم المسؤولون عن تجميعها ونقلها إلى المكبات.

من جانبه، قال أحد عمال النظافة الذي يعمل في منطقة الكورنيش الجنوبي ـ السياحية – إن راتب العامل الواحد لا يتجاوز الـ 30 ألف ليرة سورية، وهذا ما يدفع غالبيتهم إلى العمل ساعة واحدة في اليوم، قبل أن يذهب إلى دوام آخر في وظيفة أخرى، لتأمين احتياجاته في ظل غلاء المعيشة.

حرق القمامة

غياب الخدمات البلدية دفع أهالي بعض المناطق للتخلص من القمامة عبر جهود فردية، تمثّلت بجمعها وحرقها، وذلك للحد من انتشار الحشرات الناقلة للأمراض والأوبئة، حسب ما يقول صاحب أحد المحال التجارية في منطقة مرخو بريف القرداحة.

وأضاف: "شوارعنا امتلأت بالقمامة، والبلدية تتحجج بنقص المازوت، لذلك نقوم بجمعها وحرقها كل يومين".

معاناة قديمة

من جانبه ذكر أحد سكان مدينة جبلة أن تكدس القمامة في الشوارع مشكلة "قديمة" يعاني منها أهل المدينة، وليس لها علاقة بنقص مادة المازوت كما تدّعي البلدية.

وتابع: "نعاني من هذه الحالة منذ سنوات، وقدمنا العديد من الشكاوى إلا أن أياً منها لم يؤخذ بعين الاعتبار"، مشيراً إلى أن كثيراً من أحياء المدينة تحولت إلى مكبات قمامة، تتجمع حولها الكلاب الشاردة التي تعترض المارة في كثير من الأحيان.

الكورنيش الجنوبي (السياحي) في مدينة اللاذقية