icon
التغطية الحية

القضاء الهولندي: السجن 24 عاماً مع علاج نفسي لسوري قتل اثنين

2020.12.10 | 21:41 دمشق

9b29924a-95af-48b6-8642-1f376794cfb2.jpg
صورة القاتل (صحيفة دي ليمبرغر الهولندية)
روتردام- تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

طالبت النيابة العامة الهولندية بالسجن 24 عاماً و"العلاج النفسي الإجباري" للاجئ سوري بسبب ارتكابه جريمة قتل لشخصين هزت مدينة "ماستريخت" الهولندية في عام 2017. 

ووفقا لصحيفة "دي ليمبرغر" الهولندية، تحدث المحامي العام ليونارد جيونس عن تصريحات الضحايا ومطالبتهم بتطبيق عقوبة الإعدام بحقه وقال: "في سوريا كان ممكنا (..) لكن في هولندا لا يوجد عقوبة الإعدام".

وبدأت القصة في الـ 14 من كانون الأول عام 2017 حين طعن (أسامة. أ) الذي يتعاطى "القنب الهندي" والمخدرات، شخصين حتى الموت في ماستريخت وأصاب اثنين آخرين بجروح خطيرة، حيث دخل بداية في شجار مع صديقه المصري عباس (46 عاماً) وطعنه بعدة طعنات في منزله بشارع "بوتسارت" ثم ذبحه وألقى جثته بين الأشجار، وادّعى أسامة حينها أن عباس هو الذي هاجمه. 

اقرأ أيضاً: ذبحاً بالسكّين.. لاجئ سوري يقتل زوجته في ألمانيا

وبعد أن قتل صديقه المصري، ذهب أسامة -المصاب بالذهان وفقا لخبراء- إلى شارع "جوزيف بوستمسترات" حيث تسكن عائلة امرأة سورية تدعى نبيلة (56 عاماً)، وطعنها أمام ابنتها بعدة طعنات في مدخل منزلها وتوفيت المرأة بينما نجت ابنتها (إيناس) من الهجوم بعد تدخل جارهم الهولندي "جاك" الذي ضرب أسامة على رأسه بمفتاح الربط (مفتاح الرنش).

 

46fe93e4883abbc51aa5a18d.jpg
الجار الهولندي يحصل على وسام الشجاعة لإنقاذه جارته السورية

 

وسبق ذلك أيضاً عدد من الحوادث في كانون الثاني 2017، حيث طعن أسامة رجلاً ليبياً في شجار وطرد أحد المصلين من المسجد التركي بدون سبب.

 تعاطي المخدرات 

وغير أسامة رواياته عدة مرات أمام محكمتي "دن بوش" وماستريخت حول جريمتي القتل ودوافعه وتعاطيه المخدرات قبل تلك الجرائم، وكان أحياناً يرفض الإجابة على أسئلة القاضي بحجة أنه يعاني من الصداع، كما رفض حكماً سابقاً من محكمة ماستريخت القاضي بـ 24 عاماً في السجن والعلاج النفسي الاجباري. 

اقرأ أيضاً.. ألمانيا تعتقل طالب لجوء سوري للاشتباه بارتكابه جريمة قتل

ويتحدث أسامة عما سماه "مؤامرة" ضده من قبل آخرين في المدينة، ويقول كلهم "كاذبون"، كما وصف رجال الشرطة بأنهم "مجرمون وإرهابيون" والمدعي العام والمحامي العام أيضاً "كاذبون".

وتشير البيانات إلى أن أسامة حمّل عائلة (المغدورة نبيلة) المسؤولية عن المعاناة المزعومة لأقربائه في سوريا، معتبراً إياهم مؤيدين لنظام الأسد وزوج (المغدورة) نبيلة قائد للمؤامرة ضده، وقال: "يجب أن تموتوا جميعاً".

 

/مشاهد من ليلة وقوع الجريمة/

 ما قبل الكارثة!

وأشار محامي أسامة، جول هيمسكيرك، إلى أنه كان من الممكن منع جريمتي القتل لو كانت الاستجابة من السلطات أكثر ملاءمة نظراً لإشارات "الارتباك" الواضحة منه في أعمال العنف السابقة.

وبدأ المحامي مرافعته باقتباس مسجل للشرطة بعد القبض عليّه بتهمة الاعتداء على شخص في صالة الألعاب الرياضية قبل يومين من جرائم القتل، فقد كان مرتبكاً ويزوره طبيب في زنزانة الشرطة في 13 كانون الأول 2017، وتم استدعاء خدمة الطوارئ لكنها لم تأت.

اقرأ أيضاً.. ألمانيا تلغي طلبات اللجوء لـ آلاف السوريين.. ما الأسباب؟

وأضاف بأنه ربما تناول الدواء حينها وتم إرساله إلى منزله رغم وجود "خطر"، وأنه بمجرد زوال فعالية الدواء سيصبح "ذهانياً" مرة أخرى، وتابع هيمسكيرك في اليوم التالي "حدثت الكارثة"، ويدعم هيمسكيرك خبراء مركز "PBC" للمراقبة النفسية الذين أعلنوا أنه مصاب بالجنون.

 "غضب"

وأثار موقف أسامة وطعنه في الحكم الصادر بحقه غضب الأقارب والضحايا، وأشار أقارب المغدورة نبيلة في أقوال الضحايا أنهم تمنوا موت أسامة، وردّ أسامة قائلاً "أنا مستعد".

وتساءل الضحايا والأقارب لماذا لا يزال يحاول الحصول على عقوبة أخف؟، ولأسباب أمنية لم يُسمح للضحايا إلا بالتحدث بأقوالهم خلف زجاج الأمان خوفاً من مشاعر الغضب التي لا يمكن السيطرة عليها.

ووفقاً للمحكمة في ماستريخت، ساءت الحالة النفسية السيئة أصلاً لأسامة -نتيجة التوتر بعد فقدان أفراد أسرته في الحرب في سوريا- بسبب تعاطيه القنب والمخدرات.

 وفي المحكمة، رفض أسامة الإجابة على أسئلة حول ما إذا كان يفكر في العائلات التي تسبب لها في الكثير من المعاناة، وستصدر المحكمة حكمها في الـ 8 من كانون الثاني 2021.