icon
التغطية الحية

القصف على غزة يتواصل والفلسطينيون يقفون على أبواب نكبتهم

2024.05.13 | 11:41 دمشق

غزة
قصف إسرائيلي على جباليا شمالي غزة ـ AFP
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

يتعرض قطاع غزة لقصف إسرائيلي مكثف، الإثنين، حيث ضربت غارات جيش الاحتلال مناطق مختلفة من القطاع، مستهدفة مدينة رفح جنوبا قرب الحدود مع مصر.

وأكدت الأمم المتحدة أنه لم يعد ثمة مكان "آمن" للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، والمهددين بالمجاعة بعد سبعة أشهر على حرب بلا هوادة، وتضييق إسرائيلي على إدخال المساعدات الإنسانية، وفق المنظمات الدولية.

واستهدفت الغارات الجوية خصوصا مدينة رفح (جنوب) في أقصى جنوب القطاع، والتي وصل عدد سكانها حاليا إلى 1,4 مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، معظمهم نزحوا بسبب القصف والقتال في أنحاء أخرى من غزة.

ودعا جيش الاحتلال مطلع الأسبوع الماضي سكان الأحياء الشرقية من رفح إلى مغادرتها بعد أسابيع من التهديد بشنّ عملية برية في المدينة، واقتحمت الدبابات الإسرائيلية بعض أنحائها وسيطرت على المعبر الحدودي مع مصر اعتبارا من الثلاثاء الماضي، متجاهلة التحذيرات الأميركية والأوروبية حيال مصير المدنيين.

وكررت واشنطن، الداعم الأبرز لإسرائيل، تحذيراتها بشأن هجوم رفح الأحد.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن عملية واسعة النطاق في هذه المدينة المكتظة ستتسبب بـ"فوضى" و"أضرار جسيمة" للسكان المدنيين "من دون أن تحل مشكلة حماس".

وأضاف في مقابلة مع شبكة "إن بي سي"، "سيكون هناك دائما الآلاف من أعضاء حماس المسلحين"، حتى بعد عملية في رفح، مشيرا إلى أن الحركة الفلسطينية "عادت إلى المناطق التي حررتها إسرائيل في الشمال، حتى في خان يونس"، كبرى مدن جنوب القطاع التي شهدت عمليات عسكرية مكثّفة على مدى أشهر.

جحيم

في غضون ذلك، يواصل مئات الآلاف من الفلسطينيين الفرار من مناطق رفح بشتى الوسائل المتوافرة: سيراً أو بمركبات وعلى متن دراجات أو عربات تجرّها الدواب، في محاولة لإيجاد ملجأ في أماكن أخرى من القطاع الذي استحالت معظم مناطقه ركاماً من جراء الحرب الأطول في تاريخ الصراع.

وقال محمد حمد (24 عاما) لوكالة فرانس برس "عشنا الجحيم خلال ثلاثة أيام وأسوأ الليالي منذ بداية الحرب".

وحمد هو من بين 300 ألف فلسطيني تقول إسرائيل إنهم فروا من المناطق الشرقية في رفح التي استهدفها القصف بعد صدور أوامر الجيش بإخلائها.

في غضون ذلك، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها استهدفت الأحد "جنود وآليات العدو" قرب معبر رفح.

وكتب المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني على منصة إكس "السلطات الإسرائيلية تواصل إصدار أوامر التهجير القسري (...) هذا يجبر سكان رفح على الفرار إلى أي مكان"، مضيفا "الحديث عن مناطق آمنة كاذب ومضلل. لا يوجد مكان آمن في غزة".

"انقلاب" على المفاوضات

وتزامن تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة مع تعثر الجولة الأخيرة من المباحثات بوساطة واشنطن والدوحة والقاهرة، والهادفة الى إرساء هدنة في القطاع تشمل إطلاق رهائن إسرائيليين لقاء الإفراج عن معتقلين فلسطينيين من سجون الاحتلال.

وكانت الحركة أعلنت أنها وافقت على مقترح من الوسطاء بشأن الهدنة، لكن إسرائيل رأت أنه "بعيد كل البعد عن مطالبها".

واعتبرت حماس الأحد أن تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن التي رهن بها وقف إطلاق النار بإطلاق سراح الرهائن تشكّل "تراجعاً" عن نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات، متهّمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"الانقلاب" على مسار المباحثات.

وأكدت حماس أنها "أبدت في كل مراحل مباحثات وقف العدوان المرونة اللازمة للمضي باتجاه إنجاز اتفاق".

وجدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش دعوته إلى وقف النار وإطلاق سراح الرهائن وذلك في مؤتمر في الكويت تعهد خلاله المانحون تقديم أكثر من ملياري دولار على مدى عامين لمساعدة القطاع المدمّر.

وقالت مصر التي حذّرت مراراً من الهجوم الإسرائيلي على رفح، إنها تعتزم الانضمام إلى جنوب إفريقيا في الدعوى أمام محكمة العدل الدولية للنظر في ارتكاب إسرائيل جرائم "إبادة" في قطاع غزة، وذلك "في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين".

وشنت إسرائيل عدوانها على غزة في السابع من تشرين الأول مع إطلاق عملية "طوفان الأقصى" جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1170 شخصا وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وخطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصا ما زال 128 منهم محتجزين في غزة توفي 36 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، قُتل 272 عسكريا في الحملة البرية على غزة منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر.

يأتي ذلك قبل أيام من إحياء الفلسطينيين في 15 من أيار، ذكرى نكبة 1948 والتهجير القسري الذي طال مئات الآلاف منهم عند إقامة إسرائيل. وأعادت الحرب الراهنة إلى ذاكرة لاجئين فلسطينيين مسنّين تحدثت إليهم فرانس برس خلال الأشهر الماضية، مرارة العنف والتهجير الذي خبروه قبل سبعة عقود.

ورأى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أواخر نيسان الماضي أن أي تهجير جديد لسكان غزة الى "خارج فلسطين... يعني نكبة جديدة"، محذّرا من أن الهجوم على رفح سيكون "أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني".