icon
التغطية الحية

القصة الكاملة.. كيف سيطر داعش على سجن الصناعة (غويران) في الحسكة؟

2022.01.22 | 19:01 دمشق

3-64.jpg
عناصر من "قسد" أمام سجن غويران الذي يحوي عناصر من تنظيم داعش (إنترنت)
إسطنبول - خالد سميسم
+A
حجم الخط
-A

ثلاثة أيام منذ بدء هجوم خلايا تنظيم الدولة على سجن الصناعة الذي يحوي الآلاف من عناصر التنظيم، في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، كان الإعلان عنه بسيارتين مفخختين ضربتا أسوار السجن، الذي تديره فرق مهام خاصة لدى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) الجناح العسكري لـ "الإدارة الذاتية" في حين ما تزال الاشتباكات مستمرة داخل السجن وخارجه إلى اليوم السبت.

الإعلان المتأخر عن الهجوم

أعلنت منصات إعلامية تابعة لتنظيم الدولة ومنها وكالة أعماق عن بدء هجوم لما سمته "تحرير الأسرى" المحتجزين داخل السجن، عبر بيان جاء فيه "مصدر أمني لوكالة أعماق: مقاتلو الدولة الإسلامية يشنون منذ مساء أمس هجوما واسعا على سجن غويران بمحافظة الحسكة بهدف تحرير الأسرى المحتجزين بداخله، وما تزال الاشتباكات جارية في محيط السجن وأحياء أخرى"، ويأتي هذا الإعلان بعد ساعات من بدء الهجوم.

 

صورة 1.jpg

 

الهجوم بحسب معرفات التنظيم جاء لفك الحصار عن نحو 5 آلاف مقاتل من تنظيم "الدولة" من مختلف الجنسيات تحتجزهم "قسد" في سجن الصناعة، حاولت تسليم بعضهم إلى دولهم ونجحت في ذلك إلا أن بعضهم رفضت دولهم استلامهم رغم مطالبات عديدة لـ "الإدارة الذاتية" بإنشاء محاكم في مناطق سيطرتها لمحاكمتهم لكنها لم تتلق أي وعود.

 

خطة التنظيم المسبقة لاقتحام سجن "غويران"

نشرت "قوات سوريا الديمقراطية" في 25 من كانون الأول 2021 أي قبل شهر تقريباً اعترافات متزعم لخلية من مرتزقة داعش كان المسؤول عن تنفيذ مخطط الهجوم على سجن غويران، إلا أن "قسد" وبعد نشرها لاعترافات متزعم الخلية، لم تتخذ إجراءات احترازية تمنع تنفيذ هذا الهجوم المخطط والذي بدأ بتنفيذه تنظيم داعش يوم الخميس الفائت.

 

 

متزعم الخلية بحسب ما نشره المركز الإعلامي لـ "قوات سوريا الديمقراطية" قال آنذاك إنهم كانوا يخططون لاقتحام السجن بثلاث سيارات ملغمة تستهدف محيط السجن والبوابات الرئيسية، لإحداث إرباك لقوى الأمن الداخلي التي تدير السجن، هذا فضلاً عن اعترافه باستخدام سيارات دفع رباعي مزودة برشاشات وأسلحة فردية وقنابل لتسليمها لعناصر التنظيم المحتجزين في حال تقدموا إلى داخل أسوار السجن وهذا ما استطاع التنظيم تنفيذه واستطاع فعلاً بحسب مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا كانت في موقع الهجوم، إدخال كميات من السلاح إلى داخل السجن عقب تفجير السيارات الملغمة، ليستعملها عناصر التنظيم لاحقاً في السيطرة على أقسام السجن وطرد حراسه منه.

 

 

هجوم التنظيم على السجن، والبدء بعملية إخراج معتقليه بدأت بعد أيام من تحذيرات أطلقها تقرير أميركي، حذر من ازدياد وتيرة نشاط خلايا داعش داخل الأراضي السورية خلال العام الجديد، وقال حينها التقرير الذي نشره موقع فويس أوف أميركا إن العام الجديد (2022) قد يشهد ازدياداً للهجمات التي يشنها التنظيم في مناطق شرق ووسط سوريا.

الموقع أضاف في تقريره آنذاك أن "الديناميكيات الأمنية المحلية على الأرض في سوريا لم تتغير وشدد على أنّه لم يتغير شيء، فالكل وفق تعبيره لا يزال ضد داعش الذي يواجه بدوره بعض التحديات بما في ذلك توليد الزخم على مدى فترة زمنية مستدامة، وتأتي هذه التحذيرات بعد ازدياد هجمات خلايا داعش في الأسابيع الأخيرة، منها تبنيه مهاجمة حافلة عسكرية لقوات النظام السوري في البادية السورية".

التنظيم ينفذ خطته للاستيلاء على السجن

تستمر لليوم الثالث على التوالي الاشتباكات في محيط سجن "الصناعة" والمعروف أيضاً بسجن "غويران" بين عناصر تنظيم الدولة داخل السجن وخلاياه خارج السجن من طرف و"قسد" من طرف آخر واستطاع الأول (أي التنظيم) بحسب مصادر خاصة لـ موقع تلفزيون سوريا رفضت الكشف عن هويتها إخراج المئات من المعتقلين إلى خارج أسوار السجن رغم إعلان "الإدارة الذاتية" إعادة اعتقالهم إلا أن المصادر أكدت أن الهاربين من السجن أكثر بكثير من الأعداد التي أعلنت "قسد" عن إعادة اعتقالها.

مصادر متطابقة من الحسكة أكدت لـ موقع تلفزيون سوريا أن الاشتباكات امتدت إلى أحياء عديدة في الحسكة منها غويران والزهور وحوش الباهر، وازدادت هذه الاشتباكات بعد اقتحام السجن من ثلاثة محاور بما لا يقل عن 100 عنصر من التنظيم فضلا عن استيلاء ما يقارب الخمسة آلاف سجين داخل السجن على أسلحة وعتاد ومخازن من داخل السجن إما عن طريق التواطؤ أو بسبب الفوضى داخل السجن وخوف حراس السجن الذين تخلّوا عن أسلحتهم وأماكن وجودهم هرباً من انتقام عناصر التنظيم الموجودين داخل السجن، خاصةً وأن غالبيتهم من مقاتلي داعش المدربين على حرب الشوارع.

"قسد" تتحمل المسؤولية

حمّلت مصادر إعلامية وناشطون في مدينة الحسكة، مسؤولية هجوم عناصر التنظيم على السجن والسيطرة على أسواره الخارجية وسيطرتهم على أقسام من السجن لـ "قوات سوريا الديمقراطية" التي لم تتعامل بجدّية مع التحذيرات والخطة التي اعترف بها متزعم الخلية المعتقل قبل شهر، إلا أن "قسد" لم تتعامل بشفافية مع هذه التهديدات، هذا فضلاً عن ضعف الحراسة وضعف المعلومات التي كان من الممكن أن تمنع هذا الهجوم بحسب المصادر.

المصادر قالت إنه من الممكن أن تتوسع هذه الهجمات لتشمل أحياء كاملة في مدينة الحسكة خاصة وأن عدد العناصر الذين غادروا السجن كبير جداً ومن الممكن أن يشكلوا قوة عسكرية في مدينة الحسكة وريفها.

وحمّل الناشطون "قسد" وأجهزتها الأمنية مسؤولية تواطؤ البعض من حراس السجن في إدخال الكمية الكبيرة من السلاح إلى مدينة الحسكة ومن ثم إلى السجن ليسيطر عليها عناصر التنظيم المحتجزون ويبدؤوا بالهجوم.

وسيطر مئات السجناء من تنظيم الدولة مساء الخميس الماضي، على سجن الصناعة بحي غويران، بعد هجوم شنته خلايا التنظيم من خارج السجن بسيارات ملغمة استهدفت محيط السجن، وبعد الهجوم خرج عشرات السجناء من مهاجعهم وفرضوا سيطرتهم الكاملة على السجن داخلياً، كما انتشروا في عدة أحياء مع مجموعة من عناصر التنظيم كانت تنتظرهم في الخارج.

وقالت "قسد" أمس، إنها ألقت القبض على نحو 110 من معتقلي تنظيم الدولة الفارين، في حين نقلت وكالة رويترز عن مصدر عسكري أن "قسد" قتلت 23 عنصراً من التنظيم في الاشتباكات المستمرة بمحيط سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة.