icon
التغطية الحية

الفقر وضيق الحال يدفع نساء سوريات إلى بيع شعرهن

2023.08.26 | 14:22 دمشق

آخر تحديث: 26.08.2023 | 14:57 دمشق

صالون
الفقر وضيق الحال يدفع نساء سوريات إلى بيع شعرهن (فيس بوك)
تلفزيون سوريا- إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

أدّى انهيار الأوضاع الاقتصادية وتردي الظروف المعيشية لدى المواطنين السوريين المقيمين في مناطق سيطرة النظام، إلى ظهور حالات لم تكن مألوفة داخل المجتمع السوري، إلا أن فقر حال شريحة واسعة من أبنائه أجبرهم على اتّباع الكثير من الأساليب لضمان لقمة العيش.

من بين تلك الحالات تبرز ظاهرة بيع الشعر لدى بعض النساء السوريات، وذلك من خلال عرض شعرهن أو شعر بناتهن للبيع عبر منشور على موقع فيس بوك، مرفقين صوراً تظهر "ضفائرهن" بهدف توضيح شكل الشعر وطوله ولونه للزبائن، وفق ما ورد في موقع "أثر برس" المقرب من النظام السوري.

وينقل المصدر عن أحد أصحاب صالونات الحلاقة بدمشق قوله إن فكرة قص الشعر وبيعه لصالونات الحلاقة "باتت رائجة في الفترة الأخيرة من قبل الفتيات خاصة ممن يواجهن ظروفاً اقتصادية سيئة"، مثلهم مثل العديد من الأسر ممن باتوا غير قادرين على سد احتياجاتهم، ولذلك لا يجدن سوى أن يقصصن شعرهن ويبعنه لصالونات الحلاقة بعد الاتفاق معهن.

"ثمن الشعر لتغطية الدروس الخاصة بالامتحانات!"

والدة "ريم" اضطرت لبيع شعر ابنتها بسبب ضيق الحال وعدم وجود مورد لديهم، تقول: "أيام الامتحانات لم يبق باب إلا طرقته ولكني ما زلت بحاجة إلى المال. استدنت عدة مرات من أجل أن أقضي حاجتي ولكن للأسف بات كل شيء مرتفعا للغاية؛ ولم يبق لي وسيلة إلا بيع شعر ابنتي لأحد الصالونات".

وتضيف: "اتفقت مع أحد الصالونات على بيع شـعر ابنتي بعد أن عاينه الكوافير واتفقنا على قصه ودفع مبلغ 800 ألف ليرة، فالشـعر طويل وبإمكانه الاستفادة منه كخصل أو وصلة شعر أو (باروكة)؛ بعد ذلك سددت ثمن الدروس التي وضعتها لابنتي في أثناء الامتحان ووفيت ديوني".

وأوضحت أن ابنتها حزنت جداً لفقدان خصلات شعرها، ولكن "ليس باليد حيلة فهذا آخر الحلول بالنسبة لي"، على حد تعبيرها.

"لشراء موبايل"

أما الطالبة "شام" التي نجحت في الثانوية العامة هذا العام، فقد قررت أن تبيع شعرها لأحد الصالونات كي تشتري هاتفاً محمولاً، لأنها لا تملك واحداً حتى الآن؛ وتشير إلى أنها أصبحت في المرحلة الجامعية ومن المعيب ألا يكون معها (موبايل) أسوة بزملائها.

وقالت إن والدها كان صريحاً معها وأخبرها بأنه لا يملك ثمن الموبايل حتى يشتريه لها. فما كان منها إلا أن تقصّ شعرها وتبيعه بمليوني ليرة، نظراً لأن شعرها طويل جداً وكثيف وكانت تعتني به بشكل كبير.

"السعر يصل إلى 3 ملايين ليرة"

ويبيّن صاحب الصالون للمصدر، بأن الحلاقين لا يرغبون جميعهم بشراء الشعر ولكن هناك من لديه رغبة وخبرة بذلك. فهم يعرفون طبيعة الشعر ولونه وفيما إذا كان مصبوغاً أو بلونه الطبيعي، أو إذا كان تالفاً أو ضعيفاً وغير ذلك. "وهناك بعض النساء اللواتي يطلبن من الحلاق قص شعرهن وتصميم باروكة كي تبقى ذكرى لهن أو لبناتهن"، بحسب قوله.

وعن آلية التعامل مع الشعر المباع، يقول صاحب الصالون: "تأتينا الزبونة وتخبرنا برغبتها في بيع شعرها؛ وبدورنا نقوم بفحصه والتأكد من سلامته وخلوه من أي حشرة وإذا كان ضعيفاً أم لا. وكلما طال الشعر وزادت كثافته ارتفع سعره حيث يصل سعر الشعر الطويل إلى ما يقارب 3 ملايين ليرة سورية".