icon
التغطية الحية

الفراولة.. زراعة جديدة في عفرين تعد المزارعين بمستقبل أفضل

2021.06.09 | 05:57 دمشق

img_1650.jpg
إدلب - فائز الدغيم
+A
حجم الخط
-A

يجول ناصر المحمد في حقل الفراولة الخاص به في كل صباح، حيث يقضي بعض الساعات في جني المحصول وتجهيزه وإرساله إلى السوق المحلية، كفاكهة محلية طازجة، وذلك بعد قيام المكتب الزراعي في عفرين بإطلاق مشروع تجريبي يهدف لإدخال زراعة الفراولة إلى منطقة عفرين، وقبول ناصر في المشروع. 

أسباب إطلاق المشروع ومساحته وعدد المزارعين وشروط القبول 

بحسب سليمان السليمان "مدير المكتب الزراعي في عفرين" فإن نجاح زراعة الفراولة في الأراضي التركية المجاورة لمنطقة عفرين دفع المكتب للتفكير بنقل هذه الزراعة إلى المنطقة لتنويع المحاصيل الزراعية وتحسين دخل المزارعين. 

وشمل المشروع التجريبي 18 دونماً موزعة على منطقتي جنديرس وعفرين بريف حلب الشمالي، لكل مزارع دونم واحد، واشترط لقبول المشروع أن يمتلك المزارع أرضاً خصبة ومصدرا مائيا دائما؛ لكون الفراولة من المحاصيل المرورية، فضلاً عن التفرغ التام لمتابعة المشروع من قبل أحد أفراد العائلة المقبولة ضمن المشروع، وأشرف على تنفيذ المشروع التجريبي كل من المكتب الزراعي في عفرين ومنظمة "تيكا" التركية.

 

مزارع الفراولة في عفرين

صعوبات قليلة وتشجيع كبير للمزارعين

وبما أن زراعة الفراولة جديدة كلياً في منطقة عفرين فكان الجهل في زراعتها والعناية بالشتول وكيفية ومواعيد قطاف الثمار من أبرز المصاعب التي واجهت المزارعين، لكن المكتب الزراعي والمنظمة الداعمة كانا على تواصل مباشر ومستمر مع المزارعين فضلاً عن الإشراف المباشر على الشتول عبر فرق دورية تزور الأراضي المشمولة في المشروع، الأمر الذي خفف من المصاعب التي واجهها المزارعون وأكسبهم الخبرة في زراعة الفراولة. 

في المقابل ولتشجيع هذه الزراعة قُدمت الشتول مجاناً للمزارعين في المشروع التجريبي، بالإضافة لشبكات الري بالتنقيط والأسمدة والأدوية وحراثة الأرض وكل مستلزمات هذه الزراعة من قبل المنظمة التركية الداعمة. 

فضلاً عن قيامها بتوظيف مهندسين زراعيين رافقوا المزارعين في الدورة الزراعية ابتداءً بغرس الشتول وانتهاءً بجني المحصول مقدمين لهم التعليمات والتوجيهات المباشرة في كل خطوة. 

آراء المزارعين 

يعتبر ناصر بأن التجربة الأولى كانت ناجحة للغاية ويقول بأنه يأمل بأن يزرع في العام المقبل كامل أرضه والبالغة أربعين دونماً، إن توفرت الشتول، وذلك بعد نحاج الدونم الذي زرعه هذا العام كتجربة. 

يقول المحمد: كنا نزرع القمح والشعير والشوندر السكري في السابق لكن سننتقل إلى زراعة الفراولة كلياً لكونها سهلة وممتعة ومربحة. 

ويضيف المحمد: "تعتبر زراعة الفريز من الزراعات السهلة فيكفي وجود عاملين لجني الثمار من دونم واحد خلال أقل من ساعة"، حيث يتم جني المحصول مرة كل ثلاثة أيام، وينتج الدونم الواحد وسطياً بحسب المزارع ناصر المحمد قرابة 20 كيلوغراما، أي ينتج الدونم الواحد قرابة 200 كيلوغرام من ثمار الفراولة شهرياً، ويباع الكيلو غرام الواحد بـ 15 ليرة تركية في أسوأ الحالات. 

ويردف المحمد:" في الزراعات الموسمية كالقمح والشعير يضيق الحال بالمزارع لعدة أشهر حتى جني المحصول لمرة واحدة في العام، أما زراعة الفراولة فهي مختلفة كلياً وتشكل مصدر دخل مستمر للمزارع" . 

 

 

ويضيف:" أنا مثلاً زرعت الفراولة في شهر تشرين الأول من العام الفائت وبدأت بجني المحصول في شهر آذار هذا العام ومازلت مستمراً بجنيه حتى الآن وربما لعدة أشهر مقبلة، فمحصوله يدوم لستة أشهر".

أيضاً حسين الجابر وهو أحد مزارعي سهل الروج بريف إدلب أعرب عن إعجابه في المشروع، ونيته نقله إلى منطقته في العام المقبل، لكن غياب الدعم الزراعي والخوف من فشل المشروع وما يترتب عليه من خسائر مادية سيجعله يزرع نصف دونم كتجربة أولى فقط. 

هذا وتعتبر الفراولة من الفاكهة اللذيذة والغنية بالسعرات الحرارية والكربوهيدرات وتباع طازجة ومجمدة ويمكن تصديرها لكثير من البلدان التي لا يمكن زراعتها فيها كدول الخليج العربي مثلاً، ومن المتوقع أن تحدث زراعة الفراولة نقلة نوعية في الزراعات المروية في منطقة عفرين ذات الأراضي الخصبة والمياه الوفيرة.