icon
التغطية الحية

العام الدراسي الجديد في تركيا: "عام الغلاء" وخيارات قليلة أمام العائلات السورية

2023.09.10 | 12:23 دمشق

القرطاسية في تركيا
أسعار القرطاسية في تركيا زادت بنسبة 150 في المئة
تلفزيون سوريا ـ بثينة الخليل
+A
حجم الخط
-A

تشكل العودة للمدارس في النصف الأول من شهر أيلول، للعائلات السورية مناسبة لاختبار قدرتهم الشرائية، وحتى لو نجح أبناؤهم وانتقلوا إلى صف متقدم أم لا، ستحتاج العائلة السورية في تركيا إلى ميزانية مخصصة للثياب الجديدة، والكتب والدفاتر والأقلام.

في مناطق سيطرة النظام باتت أعباء افتتاح المدارس حملاً ثقيلاً، وصل في بعض الأحيان إلى حد إخراج بعض الأبناء من المدارس للخلاص من مصاريف القرطاسية والألبسة والمستلزمات المدرسية، وهو ما أصبح حدوثه قريبا في تركيا، حيث يعيش نحو 4 ملايين سوري، تمثل العودة للمدارس لهم محطة يقيسون فيها مستوى الغلاء الذي حصل في عام، ومدى تراجع قدرتهم الشرائية أيضا.

ووسط أجواء الغلاء هذه يأمل طلاب سوريون وعائلاتهم بأن يصبح التعليم مستقبلا عن بعد، كي لا يحتاج أبناؤهم إلى هذه المصاريف، خاصة مع تطور الذكاء الاصطناعي.

العام الدراسي الجديد.. عام الغلاء في تركيا

العام الحالي في تركيا هو عام الغلاء بامتياز، حيث سجّلت تركيا تسارعا في التضخم خلال آب الماضي، لامس نسبة 60 في المئة على فترة سنة. وبدا ذلك واضحاً على الأسواق، خلال الاستعداد للعام الدراسي الجديد الذي يبدأ يوم الإثنين  11 / 9 / 2023، إذ ارتفعت أسعار القرطاسية والألبسة والأحذية والحقائب والدفاتر والكتب والأقلام والأدوات الهندسية والرياضية.

وفي وقت سابق قال رئيس غرفة الكتب والقرطاسية في أنقرة، مسلم كوجوكارزومان لـ موقع "صوت أميركا"، إن هناك زيادة بنسبة 150 في المئة في أسعار العديد من منتجات القرطاسية، موضحا أن تركيا ما تزال تعتمد على المصادر الأجنبية لمنتجات الدفاتر والكتب، خاصة أن إنتاج الورق المحلي منخفض للغاية.

يشكل الغلاء عبئاً حقيقاً على موازنة الأسرة السورية في تركيا، لدرجة دفعت المنظمات الخيرية والإنسانية والدولية إلى وضع بند في أبواب المساعدات التي تقدمها اسمه "القرطاسية المدرسية".

وتقول سيدة سورية مقيمة في مرسين لموقع تلفزيون سوريا: "الأسعار ارتفعت مقارنة بالعام الماضي إلى ما يقرب من الضعف. مثلاً الحقيبة المدرسية التي اشتريتها لأولادي العام الماضي كانت بـ 250 ليرة تركية، هذا العام اشتريت الحقيبة بـ 450 ليرة، وهي من الصنف العادي فالحقائب من الأصناف الممتازة تصل أسعارها إلى 1000 ليرة".

وتضيف معلمة سورية أن حاجات الطلاب كثيرة جداً "مصاريف بداية العام تشمل الحقيبة، واللباس الرسمي الصيفي واللباس الرسمي الشتوي، والحذاء، واللباس الرياضي، وأقلام الكتابة وأقلام الرسم، والمقلمة (محفظة الأقلام) والمساطر والأدوات الهندسية، والألوان، ودفاتر الكتابة، ودفاتر الرسم، والمحايات (جمع ممحاة) والبريات (جمع مبراة)، والمطرة (لشرب الماء)، وعلبة الطعام، والمنشفة، والمجموعات التعليمية الدراسية (كتب فيها تمارين محلولة من المناهج) والمشاركة في الأنشطة والاحتفالات".

وبحسب الأرقام التي حصلنا عليها من عدة أسر، فإن تكاليف بداية العام الدراسي لطالب الابتدائي أوالإعدادي في تركيا، باتت نحو 3 آلاف ليرة تركية بالحد الأدنى للطالب الواحد، تليها مصاريف شهرية تمتد حتى نهاية العام.

وتقول سيدة سورية  "لا يدفع الطلاب السوريون ثمن الكتب، ولا يدفعون قسطاً للمدرسة في المدارس الحكومية التركية، لكنهم يشاركون في دفع ما يسمى بالعائدات، أي بعض مصاريف المدرسة مثل الطباشير، والمحارم، وأغطية المقاعد.. وغيرها من المصاريف التي تفرض لتعليم الأطفال الحرص على المدرسة وأدواتها، وعدم التبذير في استهلاكها".

وهناك مصاريف اختيارية، يدفعها الأهل إن رغبوا، أو استطاعوا، مثل اشتراك الأكل، فمن حق الأهل عدم دفعه، وتزويد أطفالهم بالطعام من المنزل، ومثل مصاريف الرحلات الاختيارية.

وتقول أم سورية لعدة طلاب في مرسين "هناك جهات (وخاصة اليونيسيف: صندوق الأمم المتحدة للطفولة)  تساعد السوريين في القرطاسية، فتقدم ما يسمى حقيبة قرطاسية، وتحتوي أقلاما ومحايات ومباريَ وألوانا ودفاتر، لكنها توزع على الطلاب بعد دخولهم المدارس، وليس قبل بداية العام، فلا نعرف متى سيتم توزيعها، أحياناً يتأخر التوزيع، ولذلك نحن اشترينا كل حاجات الأولاد قبل افتتاح المدرسة، هذه أمور لا تحتمل التأجيل مطلقاً، التلاميذ يجب أن يكونوا جاهزين للدراسة منذ اليوم الأول".

وتدفع اليونيسيف أيضاً مصاريف تنقل الطلاب، أما الطلاب الذين لا تشملهم هذه الخدمة، يضطرون لدفع مصروف يومي للانتقال من بيوتهم إلى مدارسهم.

ورغم أن المبلغ لايبدو كبيراً جداً بالعملة الصعبة (نحو 120 دولارا للتلميذ الواحد في بداية العام) إلا أن المبلغ يصبح ثقيلاً بالنسبة للأسر متعددة الأطفال، فيصح معادلاً لدخل الأسرة الشهري، أو أكثر من ذلك.

ما هو الدعم المقدم من اليونيسيف؟

تقوم وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية (MoFSS)، ووزارة التربية الوطنية (MoNE) والهلال الأحمر التركي (TRC) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بتنفيذ برنامج مساعدة اجتماعية على الصعيد الوطني يسمى "التحويل النقدي المشروط للتعليم" (CCTE) للاجئين. ويعد امتدادا لبرنامج CCTE الوطني الذي تنفذه وزارة الشؤون الخارجية والأمن الاجتماعي منذ عام 2003 للمواطنين الأتراك وكذلك للأجانب المقيمين في تركيا.

ويستفيد جميع اللاجئين المقيمين في أماكن خارج المخيمات، بغض النظر عن الجنسية من هذه المساعدة (إذا استوفوا معايير الأهلية). ويوفر CCTE مدفوعات نقدية للأسر المؤهلة بشرط الحضور المدرسي المنتظم لأطفالهم (من روضة الأطفال إلى الصف 12).

التبرع.. عبء آخر على السوريين في المدارس التركية

إضافة إلى غلاء المستلزمات الدراسية وضعف رواتب وأجور السوريين، يضاف شرط التبرع بمبلغ محدد لإتمام تسجيل أبنائهم في المدارس التركية الحكومية، ويشبهها البعض برسم التعاون والنشاط الذي كانت تتقاضاه المدارس في سوريا.

وتختلف قيمة المبلغ الذي تطلبه المدارس والذي قد يتجاوز بعضها 5 آلاف ليرة تركية بحسب مكان المدرسة وجودة التعليم فيها على حد قول مجموعة من أولياء الطلاب لموقع تلفزيون سوريا.

ويذكر أن المبلغ الذي سيدفعه أهالي الطلاب لا تحدده وزارة التربية التركية ولا يوجد نص قانوني واضح بشأنه، لأن المادة 42 من الدستور التركي تنص على مجانية وإلزامية التعليم في المدارس العامة، ما يجعل الموضوع رهنا بيد مديري المدارس.

ووسط أجواء الغلاء هذه يأمل طلاب سوريون وعائلاتهم بأن يصبح التعليم عن بعد، كي لا يحتاج أبناؤهم إلى هذه المصاريف، خاصة مع تطور الذكاء الصناعي.