icon
التغطية الحية

"الطب الشرعي" في دمشق يطالب بحرق جثث وفيات كورونا

2020.07.25 | 12:10 دمشق

7773.jpg
 تلفزيون سوريا ـ متابعات
+A
حجم الخط
-A

أماطت إذاعة "ميلودي إف إم" الموالية للنظام اللثام عن تفاصيل جديدة تتعلّق بجائحة كورونا والإصابات التي يتعرض لها المواطنون المقيمون داخل مناطق سيطرة نظام الأسد، بالإضافة إلى أعداد الوفيات اليومية غير المعلنة، وكشف آلية التعاطي مع تلك الحالات في العاصمة دمشق.

وأجرت الإذاعة ضمن برنامج "مين المسؤول" لقاءً جمعها بمدير مكتب دفن الموتى في دمشق، فراس إبراهيم، وبرئيس الطب الشرعي بجامعة دمشق، حسين نوفل، اللذين سلّطا الضوء على أهم النقاط المتعلّقة بالفيروس المستجد.

إذ أكّد مدير مكتب دفن الموتى أن أعداد وفيات المصابين والمشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا في دمشق أخذت بالارتفاع تصاعدياً، ابتداءً من العاشر من شهر تموز الجاري، ليصل معدّل الوفيات الوسطي يومياً إلى نحو 40 وفاة.

ويرى فراس إبراهيم أن "هذا العدد طبيعي في فصل الصيف، حيث تزداد الوفيات بسبب ارتفاع الحرارة".

وأشار ابراهيم إلى أن "المتوفين نتيجة الإصابة بفيروس كورونا أو المتوفين بأعراض مطابقة، يتم دفنهم في مقبرة نجها بريف دمشق حصراً وذلك لمنع انتشار الفيروس في الأماكن السكنية"، مبيناً أنه "لا يمكن دفن أي ميت دون تقرير طبي من طبيب مختص ويصدق التقرير من نقابة الأطباء".

ونفى إبراهيم وجود إجراءات خاصة بزيادة عمق القبر أو الدفن ضمن التابوت. لكنه أوضح بأن "المغسّلين ملزمون بارتداء لباس وقائي أثناء تغسيل المتوفين، ويتم وضع قطعة قماش معقمة بالكلور فوق الجثة ومن ثم توضع ضمن كيس طبي وبعدها يتم وضعها بالكفن".

أما رئيس الطب الشرعي بجامعة دمشق حسين نوفل، فيرى أن "أفضل طريقة للتعامل مع جثث المتوفين هي الحرق" بذريعة أن الفيروس "غير معروف السلوك وهو موضوع بحث علمي، وبأن بعض الدول لجأت فعلاً إلى حرق جثث المتوفين إثر إصابتهم بفيروس كورونا لتضمن القضاء على الفيروس نهائياً" بحسب تعبيره.

كما انتقد نوفل الإجراءات المتخذة للدفن من قبل مكتب دفن الموتى، قائلاً "الإجراءات حكماً غير كافية ويجب أن تكون إجراءات التعامل مع الجثث كالإجراءات المتخذة في العناية المشددة".

وفي حال عدم اللجوء لآلية حرق الجثث، يشدد نوفل على "دفن المتوفى دون غسيل ويغطى بطبقتي كتان مبللة بالكلور ثم طبقة بلاستيكية، ويدفن على عمق أكثر من متر ونصف تحت الأرض، في مدافن خاصة كي لا يتم فتح القبر لاحقاً لتنزيل جثة أخرى وينتشر الفيروس من جديد".

وطالب بأن يكون الدفن من قبل فريق تابع للنظام مدرب ومجهز بلباس خاص يبقى مع المتوفى من التغسيل حتى الدفن، مع منع مرور الناس العادية بالممرات المؤدية للمقابر، وتعقيم الممرات ومكان الدفن وقربه.

إلا أن ذلك كله لا يطبق في سوريا، بحسب نوفل، الذي يعرب عن انزعاجه لمشاركة الأهالي بالدفن وهم غير مزودين سوى بكمامات، ولا يتم فحصهم عقب الدفن.

ويكشف نوفل عن عدم وجود صورة واضحة عن مدى انتشار الفيروس في سوريا مثل باقي الدول لعدم وجود مسحات عامة، ولأن من يتوجه للمشافي إما أن يؤخذ منه مسحة أو يطلب منه العودة للمنزل أو الحجر الصحي، ولا يمكن أن نعلم أن الوفيات التي تحدث هي نتيجة كورونا أو لقضايا أخرى.

وتابع: "مؤخراً، تبين أن الفيروس يساعد أيضاً بتغيير مسار الأمراض، فيتوفى المرضى بقصور كلوي أو كبدي وليس فقط تنفسياً، وموضوع المنافس بالحقيقة ليس مهماً اليوم كما السابق، فالفئة التي لديها أمراض أو مناعتها منخفضة يمكن أن يكون كورونا مساعداً في وفاتهم".

ويشير نوفل إلى عدم إجراء تشريح الجثث في سوريا إلا في القضايا ذات الشبهة الجنائية بطلب من القاضي، ولا يتم تشريح جثث الوفيات العادية في المنازل، وبالتالي لا يمكننا معرفة أسباب الوفاة.