icon
التغطية الحية

الشعر العربي بين القديم والحديث (7).. الشعر الحديث والمعاصر بين عامي 1850 و1939م

2021.08.21 | 18:20 دمشق

alshr_alrby-_tlfzywn_swrya_7.png
+A
حجم الخط
-A

شكّل سقوط بغداد بيد المغول (1258م) وما لحقه من تنازع سياسي وعسكري للسيطرة على بلدان المشرق العربي ومغربه، مرحلة جمود وتراجع مطّرد في مختلف الجوانب الحضارية التي شهدتها المنطقة خلال المرحلة التاريخية المحصورة بين ظهور الإسلام ونهاية الحكم العباسي المتمثّل بسقوط بغداد.

ولم تكن الحركة الأدبية بمعزل عن ذلك الجمود والتخلّف الذي أصاب المنطقة؛ بل لعلها كانت من أكثر الجوانب تأثراً بالتحولات السياسية والاجتماعية المصيرية، والتي كان من تداعياتها الكبرى انتقال العالم أجمع من تاريخ العصور الوسطى إلى العصور الحديثة (مع سقوط القسطنطينية بيد العثمانيين عام 1453م).

أهم التحولات السياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة العربية بعد سقوط الدولة العباسية تمثّلت -بالإضافة إلى تفتّت الأقطار بين القوى المسيطرة- بكل من الغزو المغولي وحروب الفرنجة (الحروب الصليبية) وبروز أطماع الدول الأوروبية وخصوصاً بعد اكتشاف رأس الرجاء الصالح، وصولاً إلى انتقال السيطرة في معظم بلدان العالم العربي إلى الإمبراطورية العثمانية عقب انتصارها على المماليك في معركتي (مرج دابق 1516م) في الشام و(الريدانية 1517م) في مصر، وقبلها على الصفويين في معركة (جالديران 1514م) في العراق.

انعكاس التحولات السياسية في العصور الحديثة على الشعر العربي

 عانت حركة الأدب العربي بمختلف فنونه من الركود والانحطاط طيلة ما يقرب6 قرون، ولم يطرأ أي تجديد أو نشاطٍ ملحوظ عليها. وبالنسبة للشعر العربي، فقد ظلّ المهتمون والمختصون به يكررون ما صدر عن شعراء العصور التاريخية السالفة (الجاهلي، صدر الإسلام، الأموي، العباسي) ويقلدونهم سواء في شكل القصيدة أو مضامينها وأغراضها.

وبقي الأدب عموماً والشعر على وجه الخصوص على هذه الحالة وصولاً إلى حقبة الحملة الفرنسية -حملة نابليون بونابرت- على مصر وبلاد الشام في الفترة ما بين 1798 – 1801م (ويعدها بعض المؤرخين الأوروبيين بداية التاريخ المعاصر بينما يرى بعضهم أن الفاصل بين التاريخ الحديث والتاريخ المعاصر هو الحرب العالمية الأولى) حيث لاحت بوادر عصر جديد أُطلق عليه بعد عقود قليلة مسمّى "عصر النهضة العربية" الذي تجلى ببروز شعراء -وخاصة في الشام ومصر- بدءاً من منتصف القرن الـ19، أسهموا في وضع القواعد الأساسية للشعر العربي الحديث والمعاصر، وذلك نتيجة الاطّلاع على الآداب الأوروبية التي أفرزتها النهضة الأوروبية والثورة الصناعية فيها، إلا أن أشعارهم بقيت ملتزمة بأوزان الشعر وبحوره باستثناء النثري منها.

خصائص الشعر الحديث والمعاصر بين 1850- 1939م

تميّز الشعر العربي القديم/ التقليدي، الذي سار على نهجه شعراء الجاهلية وصدر الإسلام والعصر الأموي والعباسي، بِسِمات وخصائص تختلف عن الشعر الحديث الذي ظهر منذ منتصف القرن التاسع عشر الميلادي بعد فترة الركود التي مرّت به، بالرغم من التزام أكثر شعرائه بضوابط ومعايير الشعر العربي القديم من ناحية الوزن والقافية والعروض، بل والتزم بعضهم بأغراض ومضامين الشعر القديم أيضاً حتى بات يُطلق على شعراء النهضة العربية بـ "الشعراء الكلاسيكيين". وتميّز شعر المرحلة الأخيرة بسمات وخصائص جديدة مثل:

  • الإقلال من المواضيع التي تتسم بالتفاخُر الشخصي.
  • الاعتماد على الكلمة ودورها في نهضة البلاد، حيث زادت المواضيع التي تتحدث عن الثقة بالنفس، وآمال وتطلعات الإنسان العربي.
  • عدم الالتزام بالقافية الموحدة.
  • الاعتماد على الخيال بشكلٍ كبيرٍ.
  • ظهور سمة جديدة في هذا الشعر تعتمد على "الرمز".
  • أصبح كأنه وسيلة لتعبير الإنسان عن أفكاره، ومشاعره بدقة.
  • التنوع: حيث زادت فنون الشعر العربي الحديث، وألوانه، وأغراضه.

شعراء النهضة الشعرية العربية

تفتّقت ملَكات الشعر لدى شريحة واسعة من الأدباء العرب خلال عصر النهضة وظهر العديد من فحول الشعراء المجددين. ومن بين أهم شعراء الشام ومصر الذين برزوا في تلك الفترة:

محمود سامي البارودي  (1839 – 1904م)

الشاعر المصري الذي يُعدّ الأساس في نهوض وتقدم وتطور الشعر ليس في مصر وحسب بل في المنطقة العربية، واشترك في شعره مع المتنبي وأبي تمام والبحتري ولكن بأسلوب مختلف.

ينحدر البارودي من أسرة مصرية مرموقة وذات مكانة سياسية، فتبوأ مناصب مهمة بعد أن التحق بالسلك العسكري، وثقف نفسه بالاطلاع على التراث العربي ولا سيما الأدبي؛ فقرأ دواوين الشعراء وحفظ شعرهم وهو في مقتبل عمره ما جعله رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث، ولُقّب بـ "رب السيف والقلم". شارك البارودي في ثورة أحمد عرابي فقُبض عليه من قبل الإنكليز وحُكِم مع ستة من زملائه بالإعدام، ثم خُفف في 1882م إلى النفي المؤبد إلى جزيرة (سرنديب) في (سريلانكا).

من قصائد البارودي

للبارودي قصائد عديدة في الشوق والغزل والحكمة والفراق والحماسة وغيرها. ونستعرض هنا إحدى قصائده في الحب والحنين كتبها وهو في منفاه بجزيرة (سرنديب): 

هَـلْ مِنْ طَبِيبٍ لِدَاءِ الْحُبِّ أو رَاقِي ؟ يَـشْـفِـي عَـلِيلاً أخا حُزْنٍ وإيراقِ
قَـدْ كان أَبْقَى الهوى مِنْ مُهجَتي رَمَقًا حَتَّى جرى البَيْنُ ، فاستولى على الباقي
حُـزْنٌ بَرَانِي ، وأشواقٌ رَعَتْ كبدي يـا ويـحَ نـفسي مِنْ حُزْنٍ وأشْوَاقِ
أُكَـلِّـفُ الـنَفْسَ صَبْراً وهي جَازِعَةٌ والـصـبرُ في الحُبِّ أعيا كُلَّ مُشتاقِ
لا فـي (( سرنديبَ )) لِي خِلٌ ألُوذُ بِهِ وَلَا أَنِـيـسٌ سِـوى هَمي وإطراقِي
أبِـيـتُ أرعـى نـجوم الليلِ مُرْتَفِقًا فـي قُـنَّـةٍ عَـزَّ مَرْقاها على الراقي
تَـقَـلَّدَتْ من جُمانِ الشُهبِ مِنْطَقةً مَـعـقُـودةً بِـوِشَـاحٍ غَيرِ مِقْلاقِ
كـأن نَـجْـمَ الثريا وهو مُضْطَرِبٌ دُونَ الـهِـلالِ سِـراجٌ لاحَ في طاقِ
يا (( روضة النيلِ )) ! لا مَسَّتْكِ بَائِقَةٌ ولا عَـدَتْـكِ سَـمَـاءٌ ذَاتُ أَغْدَاقِ
ولا بَـرِحْـتِ مِـنً الأوراقِ في حُلَلٍ مِـنْ سُـنْـدُسٍ عَبْقَرِيِّ الوَشْيِ بَرَّاقِ
يـا حـبـذا نَـسَمٌ مِنْ جَوِّهَا عَبِقٌ يَـسـرِي عـلى جَدْوَلٍ بالماءِ دَقَّاقِ
بـل حَـبَّـذا دَوْحَةٌ تَدْعُو الهدِيلَ بِها عِـنـدَ الـصَّـبَاحِ قَمَارِيٌ بأطواقِ 

 

 

 

جبران خليل جبران (1883 –1931م)

الشاعر اللبناني الشهير الذي يعتبر من رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصة في الشعر النثري. وهو من أهم شعراء المهجر وكان عضوًا في رابطة القلم في نيويورك، المعروفة حينها بشعراء المهجر إلى جانب أمين الريحاني وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي.

انتهج جبران في كتاباته اتجاهين، أحدهما يأخذ بالقوة ويثور على عقائد الدين، والآخر يتتبع الميول ويحب الاستمتاع بالحياة النقية، وتفصح عن الاتجاهين معًا قصيدته "المواكب" -التي فاقت أبياتها الـ200 بيت- التي غنّت بعض أبياتها المطربة اللبنانية فيروز باسم "أعطني الناي وغنّي". وامتلك جبران أسلوبًا أدبيًا تميز به كثيرًا عن غيره من شعراء وأدباء عصره، حيث كان أسلوبًا مبتكرًا وجديدًا غير مألوف وصفه بعض المفكرين والأدباء بالغموض.

من قصيدة "المواكب" لـ جبران خليل جبران

الخير في الناس مصنوعٌ إذا جُبروا

والشرُّ في الناس لا يفنى وإِن قبروا

وأكثر الناس آلاتٌ تحركها

أصابع الدهر يوماً ثم تنكسرُ

فلا تقولنَّ هذا عالم علمٌ

ولا تقولنَّ ذاك السيد الوَقُرُ

فأفضل الناس قطعانٌ يسير بها

صوت الرعاة ومن لم يمشِ يندثر

ليس في الغابات راعٍ  لا ولا فيها القطيعْ

فالشتا يمشي ولكن  لا يُجاريهِ الربيعْ

خُلقَ الناس عبيداً  للذي يأْبى الخضوعْ

فإذا ما هبَّ يوماً    سائراً سار الجميعْ

أعطني النايَ وغنِّ  فالغنا يرعى العقولْ

وأنينُ الناي أبقى  من مجيدٍ و ذليلْ

***     ***

و ما الحياةُ سوى نومٍ تراوده

أحلام من بمرادِ النفس يأتمرُ

و السرُّ في النفس حزن النفس يسترهُ

فإِن تولىَّ فبالأفراحِ يستترُ

و السرُّ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ

فإِن أُزيل توَّلى حجبهُ الكدرُ

فإن ترفعتَ عن رغدٍ و عن كدرِ

جاورتَ ظلَّ الذي حارت بهِ الفكرُ

ليس في الغابات حزنٌ  لا و لا فيها الهمومْ

فإذا ... هبّ ... نسيمٌ   لم تجىءْ معه السمومْ

ليس حزن النفس إلا  ظلُّ وهمٍ لا يدومْ

وغيوم النفس تبدو  من ثناياها النجومْ

أعطني الناي وغنِّ  فالغنا يمحو المحنْ

وأنين الناي يبقى    بعد أن يفنى الزمنْ

***     ***

وقلَّ في الأرض مَن يرضى الحياة كما

تأتيهِ عفواً و لم يحكم بهِ الضجرْ

لذلك قد حوَّلوا نهر الحياة إلى

أكواب وهمٍ إذا طافوا بها خدروا

فالناس إن شربوا سُرَّوا كأنهمُ

رهنُ الهوى و عَلىَ التخدير قد فُطروا

فذا يُعربدُ إن صلَّى و ذاك إذا

أثرى و ذلك بالأحلام يختمرُ

فالأرض خمارةٌ و الدهر صاحبها

وليس يرضى بها غير الألى سكروا

فإن رأَيت أخا صحوٍ فقلْ عجباً

هل استظلَّ بغيم ممطر قمرُ

ليس في الغابات   سكرٌ  من مدامِ أو خيالْ

فالسواقي ليس   فيها  غير أكسير الغمامْ

إنما التخدير ُ ثديٌ    و حليبٌ للأنام

فإذا شاخوا و ماتوا   بلغوا سن الفطامْ

أعطني النايَ و غنِّ   فالغنا خير الشرابْ

و أنين الناي يبقى   بعد أن تفنى الهضاب

 

أحمد شوقي/ أمير الشعراء (1868 - 1932)

ولد ونشأ في مصر، ولقّب بأمير الشعراء، وكان من الملتزمين بقواعد الشعر العربي وكتب أروع القصائد. ولشوقي الريادة في النهضة الأدبية والفنية والسياسية والاجتماعية والمسرحية التي مرت بها مصر، أما في مجال الشعر فهذا التجديد واضح في معظم قصائده التي قالها، والتي تشتمل على المديح والرثاء، والأناشيد والحكايات والوطنية والدين والحكمة والتعليم والسياسة والمسرح والوصف والاجتماع ومختلف جوانب الحياة.

من قصائد أحمد شوقي

من القصائد الجميلة لشوقي، تلك القصيدة التي خاطب بها دمشق بعد قصفها من قبل الفرنسيين في منتصف عشرينيات القرن الماضي، وقال في مطلعها:

سَلامٌ مِن صَبا بَرَدى أَرَقُّ

وَدَمعٌ لا يُكَفكَفُ يا دِمَشقُ

وَمَعذِرَةُ اليَراعَةِ وَالقَوافي

جَلالُ الرُزءِ عَن وَصفٍ يَدِقُّ

وَذِكرى عَن خَواطِرِها لِقَلبي

إِلَيكِ تَلَفُّتٌ أَبَدًا وَخَفقُ

وَبي مِمّا رَمَتكِ بِهِ اللَيالي

جِراحاتٌ لَها في القَلبِ عُمقُ

دَخَلتُكِ وَالأَصيلُ لَهُ اِئتِلاقٌ

وَوَجهُكِ ضاحِكُ القَسَماتِ طَلقُ

وَتَحتَ جِنانِكِ الأَنهارُ تَجري

وَمِلءُ رُباكِ أَوراقٌ وَوُرْقُ

وَحَولي فِتيَةٌ غُرٌّ صِباحٌ

لَهُم في الفَضلِ غاياتٌ وَسَبقُ

عَلى لَهَواتِهِم شُعَراءُ لُسنٌ

وَفي أَعطافِهِم خُطَباءُ شُدقُ

رُواةُ قَصائِدي فَاعجَب لِشِعرٍ

بِكُلِّ مَحَلَّةٍ يَرويهِ خَلقُ

وكذلك قصيدة "جارة الوادي" التي غنّاها العديد من المطربات والمطربين العرب:

يا جارة الوادي طربت وعادني

ما زادني شوقا إلى مرآك

فقطّعت ليلي غارقا نشوان في

ما يشبه الأحلام من ذكراك

مثلتُ في الذكرى هواك وفي الكرى

لما سموت به وصنت هواكِ

ولكم على الذكرى بقلبي عبرة

والذكريات صدى السنين الحاكي

ولقد مررت على الرياض بربوة

كم راقصت فيها رؤاي رؤاكِ

خضراء قد سبت الربيع بدلها

غنّاء كنتُ حيالها ألقاكِ

لم أدر ما طيب العناق على الهوى

والروض أسكره الصبا بشذاكِ

لم أدر والأشواق تصرخ في دمي

حتى ترفق ساعدي فطواك

وتأودت أعطاف بانكِ في يدي

واحمر من خديهما خداكِ

أين الشقائق منك حين تمايلا

وأحمرّ من خفريهما خدّاك

ودخلت في ليلين: فرعك والدجى

والسكر أغراني بما أغراك

فطغى الهوى وتناهبتك عواطفي

ولثمتُ كالصبح المنور فاكِ

وتعطلت لغة الكلام وخاطبت

قلبي بأحلى قبلة شفتاكِ

وبلغت بعض مآربي إذ حدّثت

عيني في لغة الهوى عيناكِ

لا أمس من عمر الزمان ولا غد

بنواك..آه من النوى رحماكِ

سمراء يا سؤلي وفرحة خاطري

جمع الزمان فكان يوم لقاكِ

 

 

 

خليل مطران  (1872 - 1949) 

الشاعر اللبناني المولد والمصري النشأة، الملقّب بـ "شاعر القُطرين"، وهو صاحب قصيدة "المساء" الشهيرة التي يصف فيها مرضه الجسدي والروحي فيقول في بعض أبياتها:

دَاءٌ أَلَمَّ فخِلْتُ فيهِ شِفَائي من صَبْوَتي، فتَضَاعَفَتْ بُرَحَائي

يَا لَلضَّعيفَينِ ! اسْتَبَدَّا بي، ومَا في الظُّلْمِ مثلُ تَحَكُّمِ الضُّعَفَاءِ

قَلْبٌ أَذَابَتْهُ الصَّبَابَةُ وَالجَوَى وَغِلاَلَةٌ رَثَّتْ مِنَ الأَدْوَاءِ

وَالرُّوحُ بَيْنَهُمَا نَسِيمُ تَنَهُّدٍ في حَالَيِ التَّصْوِيبِ وَالصُّعَدَاءِ

وَالعَقْلُ كَالمِصْبَاحِ يَغْشَى نُورَهُ كَدَرِي، وَيُضْعِفُهُ نُضُوبُ دِمَائي

هذا الذي أَبْقَيْتِهِ يَا مُنْيَتِي مِنْ أَضْلُعِي وَحُشَاشَتِي وَذَكَائي

عُمْرَيْنِ فِيكِ أَضَعْتُ، لَوْ أَنْصَفْتِني لَمْ يَجْدُرَا بتَأَسُّفِي وَبُكَائي

عُمْرَ الفَتَى الفَانِي، وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ ببَيَانِهِ، لَوْلاَكِ، في الأَحْيَاءِ

فَغَدَوْتُ لَمْ أَنْعَمْ، كَذِي جَهْلٍ، وَلَمْ أَغْنَمْ، كَذِي عَقْلٍ، ضَمَانَ بَقَائي

 

 

  • نسيب عريضة (1887 - 1946م) الشاعر والقاص السوري الحمصي، وأحد مؤسسي الرابطة القلمية في مهجره بالولايات المتحدة الأميركية. ومن قصائده:

علَّقتُ عُودي على صَفصافةِ اليأسِ

ورُحتُ في وَحدَتي أبكي على الناسِ

كأنَّ في داخلي قَبراً بوَحشَتِهِ

دفنتُ كلَّ بشاشاتي وإيناسي

ما قبرُ حربٍ ولا دربُ المُنخّلِ أو

دَفائنُ الجِنِّ شيئاً عند أرماسي

فيها وأَدتُ بُنَيَّاتٍ وأغلِمَةً

صُبحَ الوُجوهِ عليهم نَضرَةُ الآسِ

حفرتُ بالفأسِ في قلبي الضريحَ لهم

وكنتُ أبكي ويبكي الصخرُ من فاسي

خيرٌ لهم وأدُهم من موتِهم سَغباً

أو أن يُبيحوا مياهَ الوجهِ للحاسي

يا قبرَ آمالِ نفسي في ثَرى كَبِدي

يسقيكَ صضوبُ دَمٍ من قَلبيَ القاسي

زرعتُ فوقَكَ أزهاراً بلا أرَجٍ

سَوداءَ مرَّت عليها نارُ أنفاسي

ما أروعَ الزَهرةَ السوداءَ قد سُقِيَت

بدمعةِ القلبِ تَحميها يَدُ الياسِ

يا يأسُ صُنها فإِني قَد قَنِعتُ بها

ولستُ أبدُلُها بالوَردِ والآسِ

ومن الشعراء أيضاً: