icon
التغطية الحية

السوري محمود: ما حصل في زلزال ألازيغ يحدث منذ 9 سنوات في سوريا

2020.01.27 | 16:21 دمشق

ththq.jpg
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

الشاب السوري محمود العثمان، والذي بات يعرف بـ "السوري محمود" نسبة للهاشتاغ الذي أطلقه ناشطون أتراك أشادوا بشجاعته، روى لتلفزيون سوريا من أمام المنزل المهدم في مدينة ألازيغ، كيف استطاع إنقاذ السيدة التركية دوردانة آيدن وزوجها من أنقاض منزلهم المهدم بفعل الزلزال.

وقال محمود في لقاء مع تلفزيون سوريا من أمام المبنى المدمّر في حي سورسورو، "كنت بالنادي الرياضي لحظة حدوث الزلزال في حوالي الساعة الثامنة والنصف، وعند خروجي للشارع، شاهدت المبنى المنهار، وكل ذلك وسط أصوات الناس التي تطلب المساعدة".

وتابع "بعد أن مضت 10 دقائق وتأخرت فرق الإنقاذ والإسعاف، دخلت من إحدى نوافذ المبنى المنهار، واستخدمت ضوء هاتفي في البحث عن ناجين، لكنني لم أسمع أي صوت، وعندما هممت بالخروج، فجأة سمعت نداءات استغاثة من أسفل المبنى، وبعد أن عرفت مكانهم، طلبت من شخص كان قربي مساعدتي في توجيه ضوء الهاتف وتوجهت إلى مكان الأصوات".

وبدأ محمود بإزاحة الأحجار والركام والحفر بيديه لعدم وجود أية معدات تساعده في ذلك، ونجح في إخراج الرجل، لكن وضع زوجته كان أسوأ، وكانت قدماها عالقة تحت الركام، وعلى الرغم من وصول فرق الإنقاذ إلى المكان، أكمل محمود عمله في انتشال السيدة التركية، ونجح أخيراً في ذلك.

ولفت محمود في حديثه إلى أن ما قام به هو واجب إنساني، وأضاف "في سوريا يموت الناس وتتدمّر البيوت منذ 9 سنوات،.. لا يوجد داع لأهرب من واجبي الإنساني في المساعدة".

 

 

والتقى الشاب السوري محمود العثمان، يوم أمس، بالسيدة التركية دوردانة آيدن، التي أنقذها وزوجها بشجاعة من تحت الأنقاض إثر الزلزال العنيف في ولاية ألازيغ شرقي تركيا الجمعة، وذلك بعد أن ظهرت السيدة في تسجيل مصور من إحدى مشافي المدينة، روت فيه قصة الشاب البطولية.

وقالت دوردانة في الفيديو "الشاب محمود، الذي أنقذ حياتي، هو من السوريين الذين نلومهم في كل شيء، لقد حفر بأصابعه بين الأنقاض إلى أن أخرجني.. لن أنسى ذلك الشاب ما دمت على قيد الحياة، وسأبحث عنه أينما كان بعد خروجي من المستشفى.. محمود شاب مدني، وليس من طواقم الإنقاذ.. ورغم ذلك نجح في إخراجي من تحت الأنقاض بأصابعه التي تمزقت من الحفر".

 

اقرأ أيضاً: ناجية تركية من الزلزال: شاب سوري أنقذ حياتي بأظافره (فيديو)

 

وبناء على طلب العثمان، تواصلت الأناضول مع دوردانة وزوجها "ذلكف" اللذين انتقلا إلى قريتهما بعد تهدّم منزلهما بالكامل من جراء الزلزال، وعندما رأت دوردانة صورة العثمان قالت "هذا هو الشاب الذي أنقذني، فلا أنسى نظراته، أتمنى أن ترتبوا لقاءً بيننا".

وقامت الأناضول إثر ذلك باستقدام العثمان إلى قرية الأسرة، وانهمرت دموع دوردانة برؤيته، وقالت له "أنت بطلنا".

وعندما رأت الجروح الموجودة على يدي وذراعي العثمان، زاد بكاؤها، وقالت لمحمود بعد أن علمت بأن والدته في سوريا: "لا تحزن أنا أمك وأختك ولن أتركك بعد اليوم".

وعن اللحظات التي أمضتها تحت الأنقاض، قالت دوردانة: "كنا أنا وزوجي تحت الأنقاض، قمنا باحتضان بعضنا البعض ولم نتخيل أننا سنخرج أحياء من هناك".

 

اقرأ أيضاً: السوري محمود يلتقي بالسيدة التي أنقذها بعد زلزال ألازيغ (فيديو)

 

وتابعت قائلة: "عندما رأينا ضوء الهاتف، قام زوجي بالتصفير وطلب المساعدة، محمود أنقذ زوجي أولاً، ثم أخرجني من تحت الأنقاض، حينها رأيت الدماء تنزف من يديه لكن محمود كان يخشى عليّ من الزجاج المحطم".

وأردف: "محمود بطلنا، ومنذ أن خرجت من تحت الأنقاض وأنا أسأل زوجي عن ذلك الشاب الذي أنقذنا، فالجميع كانوا يظنون أنني أسأل عن أولادي الحقيقيين، لكنني كنت أعلم أن أولادي عند جدتهم". 

من جانبه قال الزوج "ذلكف آيدن": إن محمود بذل جهوداً مضاعفة لإنقاذه من تحت الأنقاض.

 واستطرد قائلاً "لو كنا مكان محمود ربما لم نكن لنبذل كل هذا المجهود، فعندما رأيت ضوء هاتف محمود بدأت بالصراخ وطلب المساعدة، حينها أدركنا أننا سننجو من تحت الأنقاض، وبعد أن أزال محمود الركام من فوقي تمكنت من النجاة بمساعدته، وبعد ذلك بدأ بمساعدة زوجتي".

وتابع: "ظننا أن فترة الإنقاذ كانت قصيرة، وعلمنا لاحقاً أن محمود بذل جهداً لمدة 3 ساعات ونصف لإنقاذ زوجتي، وبعد أن أنقذ زوجتي توجه محمود لمساعدة الآخرين، وبالأمس ذهبنا إلى مكان الأنقاض على أمل اللقاء به".

وجاء محمود إلى ولاية هاتاي جنوبي تركيا قبل عامين، قادماً من محافظة حماة السورية، وقبل 3 أشهر انتقل إلى ألازيغ من أجل الدراسة الجامعية.

ومساء الجمعة، ضرب زلزال بقوة 6.8 درجات على مقياس ريختر ولاية ألازيغ (شرق)، حسب رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، وشعر به سكان عدة دول مجاورة.

وبحسب إدارة الطوارئ والكوارث الطبيعية التركية (أفاد)، وصل عدد الوفيات اليوم الإثنين من جراء الزلزال إلى 39، في حين تم انتشال 45 مواطناً على قيد الحياة من تحت الأنقاض.