icon
التغطية الحية

الركبان.. انتشار الحشرات السامة يهدد أبناءه وسط واقع طبي متهالك | صور

2022.07.16 | 22:42 دمشق

العقارب
أفعى في مخيم الركبان (أرشيف)
تلفزيون سوريا - بديعة الصوان
+A
حجم الخط
-A

وسط استمرار الحصار المطبق على أبناء مخيم الركبان قرب الحدود السورية - الأردنية من قبل قوات النظام والميلشيات الداعمة له منذ مطلع أيار الماضي، وما نجم عنه من خلو الصيدليات من أهم أنواع الأدوية، وقلة توافر الأعشاب الطبية يعبر أبناء المخيم عن مخاوفهم من انتشار العقارب والأفاعي في أرجاء المخيم والتي باتت تشكل خطرا على صحتهم يتزامن ذلك مع موجة غبارية عصفت في المخيم هي  الأعنف وفق وصفهم. 

 العقارب والأفاعي تهدد حياة أبناء مخيم الركبان

"مع كل فصل صيف تبدأ العقارب والأفاعي في الخروج من جحورها لنبدأ بمعاناة جديدة، تتمثل في مخاوف الناس من سمومها  التي قد تصيب بعاهة أو تنهي حياة إنسان وهذا حدث في عام 2019 عندما فقدنا طفلة قبل وصولها للنقطة الطبية" ، بهذه العبارة بدأ أبو محمود التدمري أحد أبناء مخيم الركبان حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا حول مخاوف أبناء المخيم من انتشار الحشرات السامة في كل أرجاء المخيم. 

ويضيف: "ربما وجود العقارب والأفاعي في منطقة صحراوية وبيئة جافة طبيعي، ولكن من غير الطبيعي غياب المصل (مضاد سموم الأفاعي) أو الأدوية البديلة"، ويعزو وجود تلك الحشرات وكثرتها إلى كثرة مكبات القمامة ووجود جور الصرف الصحي بالقرب من المنزل والبيوت الطينية تعد حاضنة وملجأ لتلك الحشرات بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وكثرة الغبار إذ يساهم في نقلها لتستقر بين الجدران والأماكن الرطبة. 

 

العقارب
العقارب في مخيم الركبان (خاص تلفزيون سوريا)

 

يؤكد التدمري أن المخيم يومياً يشهد حالات لدغ عقارب، أما لدغات الأفاعي فهي بشكل أقل ولكن كثيراً ما يتم العثور عليها في البيوت أو بالقرب منها وهذا يشكل خطرا إذ يقول: "نخشى بصورة كبيرة على أطفالنا وخاصةً أن عددا كبيرا منهم لم يتلقَ اللقاحات، ومن الممكن أن تتأثر قوة مناعة الأطفال عند اللدغ". 

واقع طبي متهالك 

الممرض أسامه محمود العامل في مركز شام الطبي المجاني يقول لـ موقع تلفزيون سوريا :" السنة هذه محل وقحط تسببت في خروج الحشرات السامة، واجهنا حالة واحدة أصيبت بلدغة أفعى منذ بدء الصيف أما لدغات العقارب تصلنا خمس حالات على الأقل بشكل يومي في بعض الأحيان تصل إلى عشر حالات". 

ويضيف: "لدينا أصناف قليلة من الأدوية تصلنا بدعم من جيش مغاير الثورة، لا تتوافر لدينا أدوية لعلاج هذه الحالات إذ لا يتوافر مصل خاص بعلاج لدغات الافاعي

العقارب

والمصل الخاص بداء الكلب أو الكزاز ، نكتفي بتقديم المسكنات أو أبر الكورتيزون إن وجدت". 

وعن موجات الغبار يقول محمود: "بات الأمر روتينيا، لدينا جهاز ربو وأوكسجين واحد، مع كل عاصفة نواجه حالات ربو جديدة غير الحالات السابقة "، ويقول " الأدوية شحيحة  تصلنا عن طريق النظام  تهريب، والأدوية التي تصل يتقاضى عليها التجار 70 % عمولة ، لذا تباع بأسعار عالية في الصيدليات". 

 

العقارب

 

أما عن الواقع الطبي في المخيم يروي محمود معاناة أبناء المخيم :" لدينا نقطتان طبيتان، من بينها مركز شام ونقوم بالتعاون مع جيش مغاوير الثورة بتحويل 10 حالات أسبوعيا إلى عيادة التنف وشهريا نقوم بتحويل 50 حالة بالإضافة إلى تفعيل العمليات القيصرية والزائدة والمرارة". 

مؤكدا أن الوضع الصحي في المخيم سيئ وأن هناك نقصا حادا في أدوية القلب والأمراض المزمنة لقلة إنتاجها في مناطق النظام . 

في السياق ذاته منذ مارس 2020، أغلق الأردن النقطة الطبية الوحيدة التي كانت تقدم الإسعافات الأولية وتستقبل حالات الولادة الحرجة من المخيم، وأغلق الحدود ضمن إجراءاته للحد من انتشار فيروس "كورونا المستجد".

أبناء الركبان أمام مصير مجهول 

بدوره قال رئيس المجلس المحلي في مخيم الركبان محمد درباس الخالدي لـ موقع تلفزيون سوريا :" نخشى المصير المجهول أكثر من الأفاعي، الذي يصاب بأي مرض يحتاج إلى مشفى وهو ما نفتقده، المرض الجسدي يتبعه مرض نفسي نتيجة الخوف والهلع لغياب أطباء متخصصين بالتالي سيترك المريض يواجه مصيره وحده". 

وعن أزمة المياه يقول الخالدي: "المياه التي تصلنا من الأردن ما زالت غير كافية، يتم ضخ المياه خمسين دقيقة بينما يجب ضخها أقل شيء ساعتين لتصل أهالي المخيم جميعا"، أما عن أسعار الخضراوات والمواد التموينية يقول: "ما زالت الأسعار جنونية إذ يبلغ كيلو الخضراوات 4000 ليرة سورية والفواكه 7000 ليرة سورية ".  

هذه وقد وجه مجلس عشائر تدمر والبادية السورية رسالة في بيانٍ صادر عن المكتب الإعلامي الخاص به إلى الأمين العام للأمم المتحدة إلى "ضرورة الاستجابة العاجلة، ومعالجة الوضع الكارثي في مخيم الركبان، وإعادة فتح النقطة الطبية الدولية، والاستجابة للمطالبات المتكررة".