icon
التغطية الحية

الرئيس التونسي يعتزم تعيين سفير معتمد لدى النظام السوري

2023.03.11 | 05:02 دمشق

قيس سعيد
اعتبر قيس سعيد أنه ليس هناك ما يبرر أن لا يكون هناك سفير لتونس في دمشق وسفير لسوريا في تونس - الرئاسة التونسية
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أعلن الرئيس التونسي، قيس سعيّد، عزمه إعادة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري، وتبادل سفراء معتمدين في دمشق وتونس.

وخلال لقائه مع وزير الخارجية، نبيل عمار، قال سعيّد إنه "لا بد من اتخاذ قرار يتعلق بالتمثيل الدبلوماسي في سوريا"، مضيفاً أنه "ليس هناك ما يبرر أن لا يكون هناك سفير لتونس في دمشق، وسفير لسوريا في تونس".

واعتبر سعيّد أن "مسألة النظام في سوريا تهم السوريين وحدهم"، موضحاً أنه "نحن نتعامل مع الدولة السورية، أما اختيارات الشعب السوري فهي اختياراته، ولا دخل لنا فيها إطلاقاً".

وأعاد الرئيس التونسي ما قاله سابقاً بشأن "جهات كانت تعمل، وعملت، على تقسيم سورياً إلى مجموعة دول"، مشيراً إلى خريطة تدعو لتقسيم سوريا منذ العام 1920، وأكد أنه "لن نقبل أن تقسم سوريا إلى أشلاء، كما حاولوا تقسيمها في تلك الفترة".

قيس سعيّد والنظام السوري

وللرئيس التونسي تصريحات سابقة اعتبر فيها أن "قطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري خطأ"، معتبراً أن "قضية إسقاط النظام في سوريا هي شأن سوري داخلي، لا ينبغي أن يتدخل به أحد".

وفي 10 شباط الماضي، أعلن قيس سعيّد نيته تعزيز التمثيل الدبلوماسي لتونس في سوريا.

والسبت الماضي، أعلنت وزارة الخارجية التونسية تلقيها اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، تحدث خلالها عن رغبة النظام برفع مستوى العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين.

وقالت الخارجية التونسية إن المقداد "أثنى على وقوف تونس مع سوريا خلال كارثة الزلزال"، مضيفة أن "هذه المحادثة مثّلت مناسبة جدد فيها الوزيران الرغبة في عودة العلاقات الثنائية الأخوية بين تونس وسوريا إلى مسارها الطبيعي، ولاسيما من خلال الترفيع في مستوى التمثيل الدبلوماسي وتبادل زيارات مسؤولي البلدين".

تونس والثورة السورية

شكّلت تونس، بعد اندلاع ثورتها داعماً كبيراً للثورة السورية منذ انطلاقتها، وكان من أبرز المواقف حينذاك قرار الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، طرد سفير نظام الأسد من تونس، وقطع العلاقات مع النظام، في شباط 2012.

إلا أنه بعد سنوات، بدأ الموقف التونسي يشهد نوعاً من التغيّر، حيث دعت بعض الأحزاب التونسية، أبرزها "الحرة لمشروع تونس" و"الجبهة الشعبية" و"الاتحاد الوطني الحر" و"آفاق تونس" و"نداء تونس"، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع النظام في نيسان من العام 2017.

وزار نوابٌ تونسيون سوريا في آذار 2017، بهدف إعادة العلاقات مع دمشق، وعقب عودتهم التقاهم الرئيس التونسي الراحل، الباجي قائد السبسي، وأعلن أنه "لا مانع جوهرياً من إعادة العلاقات مع نظام الأسد إلى مستواها لطبيعي".

كما مثّل سماح تونس لنزول طائرة تابعة لشركة "أجنحة الشام للطيران" السورية في رحلة جوية مباشرة، في كانون الأول 2018، من دمشق نحو تونس، بعد انقطاع دام سبع سنوات، مؤشراً على قرب عودة العلاقات بين البلدين.

وفي آذار 2019، وفي إطار التحضير للقمة العربية التي عقدت في تونس، أكدت الخارجية التونسية وجود مساعٍ حقيقية لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، ورفع التجميد عن عضويتها".

وفي تشرين الأول 2020، طالب المندوب التونسي في مجلس الأمن، عادل بن لاغا، بإجراء تحقيق شامل في ادعاءات استخدام المعارضة السورية للأسلحة الكيماوية، ورحّب بالتعاون بين النظام السوري ومنظمة حظر السلاح الكيماوي، داعياً إلى بذل مزيد من الجهود والحوار بين النظام والمنظمة.

وخلال التنافس على الرئاسة في تونس، بعد وفاة الباجي قائد السبسي، منتصف أيلول 2019، اعتبر عدد من المرشحين أن القرار الذي اتخذه المنصف المرزوقي بطرد سفير النظام من ضمن "الأخطاء الكبيرة"، وجاء "إثر اتباع سياسة المحاور".

وبعد فوزه، أعلن الرئيس التونسي الجديد، قيس سعيّد، أن "قضية إسقاط النظام في سوريا هي شأن سوري داخلي يجب ألا يتدخل به أحد".